أظهر مقطع فيديو، تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، سقوط أحد أحجار "حائط البراق" في القدس.
ونجت يهودية مسنَّة من الموت عند الحائط الغربي في القدس، الإثنين 23 يوليو/تموز 2018، عندما وقع حجر يبلغ وزنه 100 كيلوغرام من الحائط بجوارها.
#شاهد
لحظة سقوط أحد حجارة "حائط البراق" في المسجد #الأقصى صباح اليوم pic.twitter.com/hELJfRsPok— يوسف شرف #غزة (@_Ysharaf) July 23, 2018
وقالت هيئة الآثار الإسرائيلية، وفق ما نقلته "رويترز"، إن الحجر سقط ربما بسبب التآكل الناتج عن النباتات أو الرطوبة السارية في الجدار.
وقالت دانيلا جولدبيرغ (79 عاماً)، وهي من سكان القدس وتوجهت إلى الجدار في الصباح الباكر للصلاة: "لم أسمع أو أشعر بأي شيء إلى أن سقط الحجر بجوار قدمي تماماً!".
وقال رئيس بلدية القدس نير بركات، إن الحجر، الذي يزن 100 كيلو غرام، سقط دون أن يصيب أحداً.
ونقلت تقارير إعلامية فلسطينية، الإثنين، أن الحجر سقط من الجهة التي شهدت هدم "الخانقاه" الفخرية بجرافات الاحتلال عام 1969، كما شهدت العدوان على تلة المغاربة لإزالتها منذ عام 2007، في حين تنشط تحتها حفريات لجمعية "إلعاد" الاستيطانية، التي تحاول وصل حفرية "الطريق الهيرودياني" في سلوان جنوبي المسجد الأقصى بشبكة "أنفاق حائط البراق" تحت سور الأقصى الغربي.
وأثارت حادثة السقوط امتعاض وحفيظة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن إدارة المسجد الأقصى، وخشيتها من أن تتبعه انهيارات أخرى، نتيجة الحفريات الإسرائيلية الجارية في محيطه.
الحفريات الإسرائيلية في قفص الاتهام
وحذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية، الشيخ يوسف أدعيس، الإثنين، من خطورة سقوط أحد أحجار "حائط البراق"، داعياً إلى ضرورة العمل الجاد والسريع لحماية المسجد الأقصى كمكان وقفي ديني حضاري تاريخي، فهذا التطور الخطير يجب أن يُنظر إليه بجدية بالغة.
وقال أدعيس، في تصريح صحافي، إن الحفريات الإسرائيلية التي يتم التحذير منها يومياً والتي تتم صباح مساء، أسفل المسجد الأقصى وحوله، سيكون لها انعكاسات حقيقية وخطيرة على بِنْية الأقصى وأسسه وأسواره، التي أظهرت إحدى النتائج التي قد تتطور إلى شيء أكثر خطورة وتشكل تهديداً لهذا المَعلم الديني الحضاري، الذي يعمل الإسرائيليون صباح مساء على هدمه وإحلال هيكلهم المزعوم بدلاً عنه.
وطالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني لجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو"، بالوقوف أمام هذا الحادث الخطير الذي يدعوهم لمتابعته والتدقيق في مسبباته الحقيقية، خاصة في ظل القرار الأخير لها حول حماية البلدة القديمة في القدس واعتبار "حائط البراق" مكاناً خالصاً للمسلمين.
إضافة إلى أن هناك نشاطات سرية أسفل المسجد الأقصى
من جانبه، صرح المدير العام لدائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عزام الخطيب، بأنه قد تواردت إليه "معلومات خطيرة جداً" من مختصين عن حفريات تجري أسفل القسم الشمالي من منطقة المتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من المسجد الأقصى المبارك، قرب باب المغاربة، ما يدلل على نشاطات سرية، وجهود لربط الأنفاق المتعددة أسفل محيط المسجد الأقصى المبارك، خاصة في منطقة القصور الأموية أسفل منطقة مبنى المتحف الإسلامي.
وأضاف الخطيب: "إن ما يجري ننظر إليه ببالغ الاهتمام والقلق، خاصة أن شرطة الاحتلال تقوم بالتصوير اليومي والمستمر لهذا المكان، وقد لوحظ وجود حفريات في الطبقات التاريخية والفراغات التي في أسفل محيطه، حسب المعلومات التي حصل عليها من المختصين، وكذلك اختفاء المياه التي وُضعت في أماكن مختلفة بحديقة المتحف؛ لفحص إذا ما كان هناك احتمال تجمعها أو تسريبها وتغلغلها إلى العمق".
وطالب مؤسسة "اليونيسكو" بالتدخل لإرسال بعثة رسمية للكشف عن هذا الموقع وغيره من المواقع التي تجري فيها الحفريات في محيط المسجد الأقصى المبارك، كما طالب شرطة الاحتلال بالسماح للجنة خاصة -تعيِّنها الحكومة الأردنية- بالدخول إلى هذه المواقع؛ لمعرفة ما يجري فيها من حفريات قد تضر بالمسجد الأقصى المبارك، وأن تعمل هذه اللجنة بِحُرية تامة دون قيود من الشرطة في عملها.
والحجر لا يمكن أن يسقط وحده
وقال الخطيب: "ما زالت الشرطة تمنع دائرة الأوقاف الإسلامية من استكمال مشاريعها، وتُعيقها في الأمور كافة، وكذلك تسمح للمتطرفين اليهود بأداء الصلوات التلمودية، وتحارب حراس المسجد الأقصى في عملهم، وكذلك تمنع إدخال الموظفين الجدد الذين تم تعيِّنهم في المسجد الأقصى المبارك".
وقال: "إن الاقتحامات اليومية التي تزايدت وتيرتها وأعدادها أصبحت هاجساً مقلقاً للمسجد الأقصى المبارك والتي كان آخرها السماح لأعضاء الكنيست والوزراء باقتحام المسجد، وبعد اقتحامهم تم إطلاق تصريحات متطرفة ضد المسجد الأقصى المبارك كبناء الهيكل وإطلاق أناشيد سياسية مستفزة لمشاعر المسلمين".
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، في تصريحات صحافية، الإثنين 23 يوليو/تموز 2018، إن الأمور لم تتضح تماماً عما يجري، والحجر لا يمكن أن يسقط وحده؛ بل توجد أسباب، وربما تكون الحفريات وسقوط الحجر منذر بوجود عبث في محيط المسجد الأقصى من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن الأوقاف الإسلامية تفحص الموقع من أجل أن تتضح الأمور، ولكن بالتأكيد الحجر سقط نتيجة الحفريات والعبث في المنطقة بشكل عام.
إغلاق المنطقة من قِبل الشرطة
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إغلاق شرطة الاحتلال المنطقة، بعد سقوط مجموعة من الأحجار، ولم يتسنَّ معرفة تفاصيل ما حدث.
ويذكر أن "اليونيسكو" اعتمدت في الثالث والعشرين من يونيو/حزيران 2018، خلال اجتماعها في العاصمة البحرينية المنامة، قرارين هامين حول مدينتي القدس المحتلة، والخليل، بالإجماع.
ويطالب القرار المتعلق بالقدس سلطات الاحتلال بالكف عن الانتهاكات التي من شأنها تغيير الطابع المميز للمدينة، وعليه يُبقي القرار القديم القدس وأسوارها مدرجة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر.