عشية انطلاق كأس العالم 2022 في قطر، فوجئ العالم بصورةٍ تجمع نجمَي كرة القدم، البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، ضمن حملةٍ إعلانية ترويجية لدار الأزياء الفرنسية والسلع الفاخرة "لويس فيتون" (Louis Vuitton).
وعبر حساباتهما على مواقع التواصل، نشر النجمان الغريمان الصورة نفسها مع تعليقٍ جاء فيه: "النصر حالة ذهنية، تقليد طويل في صناعة الحقائب".
لكن الصورة ليست مجرّد إعلان؛ فإلى جانب أنه أول إعلان يجمع بين هذين اللاعبين الأسطوريين، قبل آخر مشاركة لهما في بطولة كأس العالم غالباً، فصورة ميسي ورونالدو مرتبطة بتاريخ لعبة الشطرنج، ولكلّ تفصيلة فيها معنى.
صورة ميسي ورونالدو
طريقة جلوس رونالدو في الصورة تقليد لطريقة جلوس اللاعب النرويجي الشهير ماغنوس كارلسن، بطل العالم في الشطرنج، خلال إحدى مبارياته. أما طريقة جلوس ميسي، فهي شبيهة بوضعية جلوس اللاعب الروسي غاري كاسباروف، الذي يُعتبر أفضل لاعب في تاريخ لعبة الشطرنج.
ولعلّ أغرب ما في الصورة أن قطع الشطرنج ليست موضوعة عشوائياً. فقد لاحظ بعض نشطاء مواقع التواصل أن شكل ترتيب قطع الشطرنج يذكّرنا بمباراة قديمة جرت قبل خمس سنوات.
المباراة كانت أُقيمت عام 2017، وجمعت بين ماغنوس كارلسن ولاعب ياباني أمريكي -مصنّف الـ7 عالمياً- يُدعى هيكارو ناكامورا، وقد انتهت بالتعادل رغم أنها أُعيدت 3 مرات.
وكان كارلسن أعاد نشر صورة ميسي ورونالدو، عبر حسابه الرسمي على تويتر، مع تعليقٍ جاء فيه: "ثاني أكبر منافسة في عصرنا تقلد الأعظم"؛ في إشارةٍ إلى مواجهته مع ناكامورا.
أما الحقيبة التي تُقام المباراة عليها، فهي تروي علاقة شركة "لويس فيتون" بتصنيع الحقائب التي تُنقل كأس العالم فيها.
لكن السؤال هو: لماذا تم اختيار لعبة الشطرنج، وهذه المباراة بالذات؟
في الحقيقة سبب اختيار لعبة الشطرنج غير واضح حتى الآن. لكن بالنسبة إلى المباراة، فهي تمثل أكثر المواجهات تكافؤاً بين لاعبَين غريمَين من أفضل لاعبي الجيل الجديد في عالم الشطرنج.
وهو ما ينعكس على حالة ميسي ورونالدو، فهما أفضل لاعبَي كرة قدم في عصرنا الحالي. وكان اللاعب البرتغالي قد صرّح، في مؤتمرٍ صحفي عُقد بالمركز التدريبي للبرتغال يوم الإثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بأنه يود أن يكون "اللاعبَ الذي يقول لميسي كش ملك".
ويستعد رونالدو وميسي لخوض مونديال قطر، وتلعب البرتغال في مجموعة تضم غانا وأوروغواي وكوريا الجنوبية، فيما تنافس الأرجنتين في مجموعة تضم السعودية والمكسيك وبولندا.
من يقف خلف صورة ميسي ورونالدو؟
فشلت مساعٍ كثيرة من قِبل الشركات العالمية للجمع بين ميسي ورونالدو في إعلانٍ واحد؛ كانت آخرها محاولات من شركة "بيمبو"، إحدى أكبر شركات المخبوزات في العالم، لكن المساعي نجحت أخيراً في صورة تاريخية جمعت بين قطبَي كرة القدم.
وخلف ذلك يقف الملياردير الفرنسي برنار أرنو، صاحب علامة "لويس فيتون"، والذي يُعتبر أحد ألغاز عالم الاقتصاد مع صعوده القوي والمفاجئ في تجارة الأعمال.
أرنو هو ثالث أغنى رجل في العالم، بعدما وصل صافي ثروته إلى 163 مليار دولار، ويمتلك العديد من العلامات التجارية العالمية، مثل "غوتشي"، و"كريستيان ديور"، و"جيفنشي"، و"تيفاني آند كو"، و"ديور"، وغيرها. ويمتلك كذلك حصة 2% في شركة "هيرمس" لصناعة المنتجات الجلدية، و6% في شركة التجزئة الفرنسية "كارفور".
في العام 2019 أصبح أرنو أغنى شخص في العالم بثروة صافية تقدر بـ186.3 مليار دولار، بعدما تجاوز ثروة جيف بيزوس (مؤسس أمازون) بـ300 مليون دولار؛ ليثير وقتها تساؤلات عن كيفية صعوده، رغم تخصّصه في المنتجات الترفيهية.
ووفقاً لصحيفة Daily Telegraph، فقد قفزت قيمة ثروة آرنو الصافية من 1% إلى 3% بظرف يومين فقط في عام 2019، إلى جانب سهم "LVMH"، بعد موافقة شركته على شراء شركة "تيفاني" بأكثر من 16 مليار دولار.
فقبل أيام، صنفت وكالة "بلومبرغ" أثرياء العالم، ووضعت بيل غيتس (مؤسّس شركة مايكروسوفت) في المرتبة الأولى، بثروةٍ وصلت إلى 110 مليارات دولار؛ متقدماً بفارق مليار عن منافسه جيف بيزوس، الذي وصلت ثروته إلى 109 مليارات دولار، فيما حلّ آرنو حينها في المرتبة الثالثة بثروة وصلت إلى 103 مليارات دولار.
لكن آرنو حقق خلال يومين فقط إنجازاً تاريخياً، وانتقل إلى المرتبة الأولى، متخطياً بذلك بيل غيتس وبيزوس.
يمتلك آرنو وعائلته أكثر من 47% من شركة LVMH الفرنسية العملاقة في مجال السلع الفاخرة. وكان الملياردير الفرنسي بدأ بناء إمبراطوريته الفخمة عام 1984، عندما اشترى دار الأزياء "كريستيان ديور" في باريس، مقابل 60 مليون دولار (88 مليون دولار).
وأصبحت الشركة بعدها بفترة قصيرة رائدة في مجال الموضة، لا سيما بعد تعاون آرنو مع آلان شوفالييه، لشراء شركة "لويس فيتون".