لجأت شركات السياحة ووكالات تنظيم العطلات الفاخرة إلى وسائل غريبة لتسحر أعين العملاء فاحشي الثراء؛ لتستدرج المزيد منهم إليها؛ حيث لم تعد الفتيات الحسناوات ولا القصور البراقة ولا الشواطئ الخلابة كافية، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الإثنين، 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
إذ قال غريغوري باتريك، مؤسس وكالة السفر الفاخرة House of DreamMaker، إن وكالته يلجأ إليها فاحشو الثراء حين يريدون تنظيم عطلة خارجة عن المألوف، مشيراً إلى أن الشركة لم تكن تقبل عملاء جدداً حتى وقت قريب إلا بطريق التوصية من عميل آخر.
غريغوري باتريك أوضح أن معظم عملاء الشركة من أصحاب الملايين الأمريكيين، ونحو 80% منهم أعضاء في "منظمة الرؤساء التنفيذيين الشباب" (YPO)، وهي شبكة عالمية حصرية من الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى والمديرين فاحشي الثراء.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإنه يجب أن يكون عمرك أقل من 45 عاماً، وأن تكون مديراً في "مؤسسة هائلة الأرباح"؛ ليُسمح لك بالانضمام إلى هذه الشبكة، ما يعني أنها في الأساس نادٍ لشباب فاحشي الثراء من جيل الألفية.
ابتكار تجارب فريدة للعملاء
يقول باتريك إن العطلات في House of DreamMaker غايتها أن تبتكر للعملاء تجربة فريدة من نوعها، وهم لذلك يلجأون إلى أساليب غير المعهودة. فتستعين الشركة أحياناً بممثلين لخداع الضيوف وإيقاعهم في مواقف غير مألوفة، ليشهدوا لحظات لا تتكرر في العمر.
ويشرح باتريك تفاصيل عمله مشيراً إلى أن عملاءه ضجروا من الأماكن الفاخرة والأشياء الثمينة، فهم يبحثون عن تجارب "أعمق"!، فيقول إن "الأمر يتعلق بالشعور؛ أن تستفز فيهم الشعور بالصدمة أو الرعب أو الحزن أو الضحك الشديد. ويقوم الأمر على التلاعب بواقعهم لإدخالهم في تجربة يتذكرونها إلى الأبد، وتحركهم وتستدعي منهم التحدث عنها".
يضرب باتريك مثالاً للتوضيح فيقول إن بعض عملائه ساذجون بما يكفي للظن بأنهم إذا فقدوا محافظهم في شوارع لندن، فإن أحداً قد يعيدها إليهم.
أسعار العطلة
كما أشار باتريك إلى أن متوسط ميزانية العطلة لأسرة مكونة من 4 أفراد لمدة أسبوع يبلغ 400 ألف دولار، وهو يتلقى المبلغ نقداً أو بالعملة المشفرة. وإذا تضمنت الرحلة تأجير طائرات خاصة، فإن التكلفة قد تصل إلى ملايين الدولارات.
قبل الشروع في التخطيط للرحلة، يُجري باتريك مكالمة هاتفية مدتها نصف ساعة مع العائلة، "ليطرح فيها أكبر عدد ممكن من الأسئلة بشأن ما يحبونه وما يكرهونه، واهتماماتهم"، أما باقي الأمور فمتروكةٌ له.
لما كانت الرفاهية المطلقة هي المعيار المبتغى في هذا النوع من العطلات، فإن العملاء لا يقيمون في فنادق، وإنما تؤجر لهم فيلات ضخمة يجري تحويلها إلى "منازل على نمط الفنادق"، فلكل منزل خادم شخصي، ويُعيَّن موظف ثانٍ للمجموعات التي تزيد على 8 أفراد، ليكون "مساعداً" مسؤولاً عن تلبية رغباتهم. ويوفَّر لهم أيضاً طاهٍ خاص وسائق، مع إمكانية الاستعانة بمصور ومربية وساقي خمور.
فريق لمراقبة العطلة
يتولى فريق من عشرات الموظفين بشركة House of DreamMaker مراقبة كل شاردة وواردة من تفاصيل العطلة على 11 شاشة تلفزيونية، فيتحققون من الطقس ويراقبون حركة المرور المحلية، "لكي يمكنهم أن يستنتجوا بدقة تفاصيل الأمور في الدقائق الـ15 التالية، فإذا علموا مثلاً أن المطر سيهطل في غضون 5 دقائق، فإنهم يراسلون الخادم الشخصي كي يصطحب العائلة إلى مكان لا يتعرضون فيه للمطر".
يقول باتريك إن عمله في صناعة السفر الفاخر لما يقرب من 4 عقود أمكنه من تكوين شبكة من العلاقات وجهات الاتصال، التي يستعين بها مع أموال عملائه، لكي يتمكن من تنظيم أكثر العطلات إثارة للإعجاب.
يروي باتريك أنه كان في رحلة إلى مصر في يونيو/حزيران، وتواصل مع صديق له في وزارة الآثار ليتمكن فوراً من تنظيم زيارة لمجموعة من عملائه إلى مقبرة قديمة لم يُعثر عليها إلا قبل الزيارة بثلاثة أيام.
وكان بالمقبرة 19 مومياء لم يطلع عليها أحد من قبل، "لقد كانت تلك المجموعة أول مجموعة سائحين تدخل إلى هذه المقبرة، ولم يدخلها سائحون غيرهم".
وتابع باتريك: "إن الرحلة التي يتطلع إلى تنظيمها ذات يوم تُسمى Passport to 50، وهي رحلة تستغرق 20 يوماً حول العالم، ويقطع المشارك فيها 50 ألف كيلومتر في 20 يوماً، ويزور 20 مدينة على متن طائرة خاصة. لكن الرحلة تبلغ تكلفتها المبدئية 13,75 مليون دولار للفرد الواحد، ولذلك فهو لا يتعجب من أن أحداً لم يرغب في تسجيل المشاركة بها حتى الآن".