حذَّر نائب وزير الدفاع الأمريكي ومسؤول السياسة العليا في البنتاغون، كولن كال، شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من "التعاون الوثيق" مع الصين في القضايا الأمنية، مشيراً إلى أن ذلك "قد يضر" بتعاونهم مع واشنطن، حسب تصريحات نشرها موقع "أكسيوس"، الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
الموقع أشار إلى أن تصريحات المسؤول الأمريكي في "حوار المنامة" ضمن فعالية ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، تعكس "مخاوف" إدارة بايدن بشأن تنامي النفوذ الصيني في الخليج والشرق الأوسط الكبير.
"تهديدات أمنية"
وقال كال إن إدارة بايدن لا تطالب دول المنطقة بألّا تكون لديها علاقات مع الصين، لكنها حذرت من أنه إذا تجاوز التعاون الأمني مع الصين "الحد" فإنه سيخلق "تهديدات أمنية" للولايات المتحدة.
في هذا الصدد استشهد المسؤول الأمريكي بأن المشاركة الصينية في شبكات الاتصال يمكن أن تخلق "نقاط ضعف إلكترونية" للولايات المتحدة، في حين أن مشاركة الصين في بعض مشاريع البنية التحتية يمكن أن تولد "مخاطر استخباراتية".
وأضاف أيضاً أن وجود الصين في دول معينة بالمنطقة يمكن أن يسمح لها بفرض مراقبة على القوات الأمريكية "بطريقة تشكل تهديداً للأمن القومي".
وشدد على أن "رفع السقف كثيراً مع بكين سيؤدي إلى خفض السقف مع الولايات المتحدة؛ ليس لأسباب عقابية ولكن لمصالحنا".
"نهجنا مختلف"
من جانب آخر، قال كال: "ينبغي أن نكون واضحين بشأن نوايا الصين في المنطقة، ليس لديهم مصلحة في تحالفات متبادلة المنفعة. ليست لديهم النية أو القدرة على دمج البنية الأمنية في المنطقة، نهجنا مختلف، نريد دمج المنطقة مع الحفاظ على الحكم الذاتي لكل بلد".
كما ألمح إلى "عدم جدوى" بعض ما وصفه بالإغراءات الصينية لدول المنطقة، مضيفاً "بكين لن تكون قادرة على توحيد المنطقة ضد إيران، إنهم حلفاء لإيران، لن يوفروا الأمن للمنطقة".
لا تعتبر التصريحات الأولى من نوعها من مسؤولين أمريكيين حول علاقات دول المنطقة بالصين، بل أعادت صدى التحذيرات التي أثارها مسؤولون بمن فيهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو أثناء إدارة بايدن، رغم أن خطابه كان في بعض الأحيان "أقل دبلوماسية"، حسب الموقع الأمريكي.
كما تأتي تصريحات كال كمحاولة لمواجهة التصور السائد في المنطقة بأن الولايات المتحدة باتت أقل التزاماً بالشرق الأوسط، وخاصة بالنسبة للصين، بحسب الموقع.
يشار إلى أن إسرائيل كانت في وقت سابق هذا العام قد أطلقت حواراً تكنولوجياً "جزئياً"، وذلك استجابة لمخاوف إدارة بايدن بشأن الاستثمارات الصينية في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي.
في الوقت نفسه، أوقفت الإمارات بناء منشأة صينية على أراضيها، العام الماضي 2021، بعد أن قالت الولايات المتحدة إن بكين "تنوي استخدامها لأغراض عسكرية"، وهي القضية التي أثارت "توترات" بين أبوظبي وواشنطن، بحسب الموقع ذاته.