تدفق مشيعون على شوارع غزة، اليوم الجمعة، 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وهم يحملون جثامين 21 شخصاً، بينهم ما لا يقل عن 8 أطفال، لقوا حتفهم في حريق شبّ بمبنى سكني، بينما كان سكانه يخططون لإقامة حفل بمناسبة عودة أحد الأقارب إلى الوطن.
ونُقلت الجثامين التي لُفّت بالعلم الفلسطيني إلى مسجد للصلاة عليهم قبل دفنهم في مقبرة الشهداء، شرقي مخيم جباليا للاجئين.
وعقب صلاة الجمعة، انطلق موكب التشييع من مسجد "الخلفاء الراشدين"، بمشاركة شخصيات حكومية وفصائلية ومجتمعية وحشد كبير من المواطنين.
وأقامت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، جنازة عسكرية للضحايا.
واستغرق الأمر من رجال الإطفاء أكثر من ساعة؛ للسيطرة على ألسنة اللهب الهائلة التي اندلعت في الطابق العلوي من مبنى سكني من 4 طوابق في جباليا، أحد مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، حيث يعيش 2.3 مليون شخص في واحد من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم.
من جانبه، قال أبو أحمد أبو ريا، مختار العائلة إن التفاصيل المتعلقة بكيفية أو سبب اندلاع الحريق لا تزال غير واضحة بسبب عدم نجاة أحد.
وأضاف أبو ريا للحشد بصوت متهدّج "أب وأبناؤه وأحفاده، لم يخرج منهم أحد حيّاً ليخبرنا بما حدث".
وفي القدس والضفة الغربية، أدى المصلون في المسجد الأقصى وعدد من مساجد الضفة صلاة الغائب على أرواح الضحايا، بحسب مراسل الأناضول.
والخميس، قالت وزارة الداخلية في غزة إنها فتحت تحقيقاً في الحادث الذي كشف عن تخزين كميات كبيرة من البنزين في المكان، ربما تكون السبب في اشتعال الحريق الذي اجتاح المبنى بسرعة.
فيما وصف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الحادث بأنه فاجعة وطنية، وأعلن الجمعة يوم حداد.
يأتي ذلك بينما قدّم عدد من الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي التعازي لأسر الضحايا.
ويعاني سكان قطاع غزة، المتخطي عددهم مليوني نسمة، أوضاعاً اقتصادية ومعيشية صعبة، جراء استمرار الحصار الإسرائيلي منذ عام 2006.