علَّق حزب "العمال" التونسي على مقطع فيديو لحظة مراسم الصورة الجماعية لقادة العالم في قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ المصرية، يُظهر رئيسة الوزراء نجلاء بودن، وهي تتبادل كلمات قليلة مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، واصفاً الحدث بأنه "خطوة تطبيعية جديدة".
الحزب وصف في بيان له، الخميس 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، المشهد "بتبادل كلمات ودية" وأن ما جرى "خطوة تطبيعية" يدينها ويعتبرها "تكريساً لتوجُّّه سياسيٍّ قائم على التبعية والخضوع لإرادة القوى والمؤسسات الإمبرياليّة التي تفرض التطبيع جزءاً من سياستها الاستعمارية الجديدة مقابل مَنح توابعها حفنة من القروض".
كما أشار البيان إلى أنه "لم يثِق لحظة بشعارات (الرئيس التونسي) قيس سعيد حول التطبيع (مع إسرائيل) خلال حملته الانتخابية".
"التطبيع خيانة عظمى"
يذكر أن سعيد صرح خلال مناظرة تلفزيونية قبيل الدور الثاني لانتخابات الرئاسة مع منافسه رئيس حزب "قلب تونس"، نبيل القروي، في أكتوبر/تشرين الأول 2019، بأن "التطبيع خيانة عظمى" وأعادها ثلاث مرات.
كانت رئيسة الوزراء التونسية بودن ظهرت في مقطع فيديو لثوانٍ وهي تتبادل كلمات قليلة مع رئيس إسرائيل خلال مراسم الصورة الجماعة بقمة المناخ في شرم الشيخ، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني، لينتهي الحديث القصير بينهما بابتسامات متبادلة.
ولا يُعلم ماذا دار بين بودن وهرتسوغ، لكن بياناً صدر عن مكتب الرئاسة الإسرائيلية، الثلاثاء 8 من الشهر ذاته، قال إن هرتسوغ قدَّم نفسه لرئيسة وزراء تونس نجلاء بودن ونظيرها اللبناني نجيب ميقاتي (كان يقف على يسارها)، "دون رد منهما" حسب البيان.
حسب البيان الإسرائيلي، فإن هرتسوغ خلال الصورة الجماعية لقادة العالم "التفت إلى القادة الذين يقفون بجانبه وقدَّم نفسه كما تملي الأخلاق"، لافتاً إلى أن بودن وميقاتي كانا يقفان في مكان قريب من الرئيس الإسرائيلي. وتابع: "كان مفهوماً بينهما أنهما لا يستطيعان الكلام.. كان هذا هو الحديث الكامل بين القادة الثلاثة".
صدمة جديدة
لكن ذلك على أي حال "مثَّل صدمة جديدة للرأي العام الشعبي في تونس الذي تتالت أمام أنظاره عدّة مظاهر من التطبيع الرّسمي وغير الرّسمي مع الكيان الصهيوني"، وفق بيان حزب العمال التونسي.
وأوضح أن من تلك المظاهر "فتح خط جوي مباشر بين تل أبيب ومدينة جربة لنقل عناصر الكيان المحتل إلى أرض تونس، فضلاً عن تصاعد مؤشرات التطبيع التجاري والاقتصادي والأكاديمي والرياضي والسّياحي".
وفي تصريحات لراديو "أي إف أم" الخاص قال إبراهيم الرزقي كاتب (أمين) عام نقابة السلك الدبلوماسي التونسي (نقابة موظفي وزارة الخارجية)، الأربعاء، إن تونس ستذهب في مسار السلام مع إسرائيل إذا طلبت السلطات الفلسطينية ذلك.
وأضاف الرزقي: "الرئيس الإسرائيلي معارض لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وينادي بالسلام وبإقامة الدولتين، إضافة إلى أن الطرف الفلسطيني يتفاوض معه وأرسل إليه سيارات إطفاء عندما اشتعلت الحرائق في تل أبيب".
لكن حزب العمال دعا في بيانه "الجماهير الشعبية والقوى الوطنية إلى توحيد الجهود من أجل منْع السلط التونسيّة من التطبيع مع الكيان الصهيوني وإجبارها على سنِّ قانون تجريم التطبيع بأيّ شكلٍ من الأشكال".