تقول إحصاءات إنه من المتوقع أن يصل سوق الاقتصاد الحلال إلى 4.96 مليار دولار بحلول عام 2023؛ إذ توجه الأطعمة الحلال إلى نحو 1.8 مليار شخص حول العالم، لكن هذا النمو مع تزايُد الطلب العالمي على الأطعمة الحلال، لم يكن كافياً للهند، حتى لا تحظر وتضيّق على متاجر الحلال للمسلمين.
يعاني المسلمون في الهند أشكالاً من التضييق، كان آخرها حملة شنّها مؤيدون لحكومة ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي ضد المنتجات الحلال، داخل ما اعتبره محللون هجوماً مباشراً على المجتمع المسلم.
يقول أمرين خان، وهو طالب مسلم من ولاية كارناتاكا الهندية، لـ"عربي بوست": "أرى في حظر الأطعمة الحلال هجوماً مباشراً على كرامتي، وشخصيتي، وحريتي، بل إن الأمر يضعني في مكانة أقل، بأن تجبرني حكومتي على أن أرى نفسي لا أملك حتى حق اختيار طعامي، أصبح حقي في اختيار الطعام عرضةً للهجوم، بل تحول إلى وسيلةٍ لإيذائي وإيذاء المسلمين بشكل لا يُمكن التعافي منه".
الحكومة تغلق متاجر الأكل الحلال
تقوم الحكومة بحملة على المحالّ التي تبيع الأطعمة الحلال للمسلمين، إذ يجري إغلاق متاجر المسلمين حالياً بواسطة دعاة اليمين الهندي المتطرف، وهو ما سيؤثر بصورةٍ مباشرة على سبل عيش آلاف المسلمين هناك.
تقول الدكتورة كوسير خان: "دَفَع حظر الحجاب العديد من الفتيات المسلمات إلى الغياب عن اختباراتهن، كما سيؤثر حظر الأطعمة الحلال تأثيراً مباشراً على سُبل عيش المسلمين الفقراء، التضييق لم ينتهِ، ويبدو أنه سيأخذ كلَّ يوم شكلاً جديداً".
في المقابل، شجَّعت حملة حظر الطعام الحلال جملة من غير المسلمين على التفاعل معها، إذ أعلنوها صراحةً عبر الشبكات الاجتماعية، من خلال هاشتاغ "الهند ليست إسلامية"، واقترحوا على الحكومة حظر تراخيص الحلال في جميع أنحاء الهند.
الأمر حوّل التراخيص الحلال إلى قضيةٍ رائجة في الهند اليوم، وتضغط المنظمات غير الإسلامية على رواد الأعمال في ولاية كارناتاكا، وغيرها من ولايات الهند، من أجل حظر الطعام الحلال. بينما تستهدف حسابات اليمين الهندوسي على الشبكات الاجتماعية العديد من شركات الأغذية العاملة في الهند، مثل Haldiram's، وPatanjali Ayurved، وغيرهما.
فنادق 5 نجوم تقدم الطعام الحلال
وقال هاريندر سيخا، المتحدث باسم حركة حظر الحلال Halal Niyantran Manch، والضابط السابق في البحرية الهندية، خلال مؤتمرٍ صحفي: "تقدم فنادق الخمس نجوم وشركات الطيران اللحم الحلال في الهند، ويحدث هذا داخل بلدنا الهند، دون أن يخطرنا أحد بتقديم ذلك اللحم الحلال إلى غير المسلمين أيضاً".
وتابع حديثه موجهاً الاتهام إلى جمعية علماء الهند، المكلفة بإصدار ترخيص الحلال، وقال إن هناك ادعاءات جادة بأن هذه المنظمة تُموِّل الإرهابيين.
وفي أبريل/نيسان من العام الجاري، تعرّض العاملون في تقديم اللحوم الحلال للمضايقات من جانب أعضاء منظمة "باجرانج دال"، في مدينة بهادرافاتي، بولاية كارناتاكا؛ إذ اقتحمت مجموعة من الرجال الهندوس أحد الفنادق، وبدأوا في تهديد العاملين، مطالبين بحظر بيع اللحم الحلال.
وفي السياق قال مؤنس خان، طالب في كلية الإعلام لـ"عربي بوست": "تجري إثارة مسألة تقديم الطعام الحلال لغير المسلمين، لمجرد إظهار التسامح الديني الذي قضت عليه دولةٌ مثل الهند، وكلها مجرد مظاهر، ورواية يريدون الحفاظ عليها حتى لا تفقد المنظمات قيمتها. وكمسلم، لم أعُد أشعر بالصدمة أو الفزع، وأحاول فقط أن أتصور مدى الانحطاط الذي سيصلون إليه في المرة المقبلة".
ويلقى هاشتاغ #مقاطعة وهاشتاغ #حظر_الحلال رواجاً على تويتر في الهند حالياً، بالإضافة إلى هاشتاغ #مقاطعة_كادبوري، لأن الشركة تُقدّم منتجات حلالاً داخل الهند.