قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن نظيره المصري عبد الفتاح السيسي "تعهد" بالحفاظ على صحة الناشط علاء عبد الفتاح، المسجون منذ العام 2014، والذي أعلنت عائلته عن إضرابه عن الطعام والشراب منذ يومين، مشيرةً إلى أن حياته مهددة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لماكرون، عقده على هامش قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية عقب لقائه بالسيسي، مساء الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ماكرون قال خلال المؤتمر: "تحدثت مع السيسي بشأن عدد من الحالات الفردية التي تعد حساسة وفي وضع هش، بينها حالة علاء عبد الفتاح، الذي توقف بشكل كلي عن الطعام والشراب"، بحسب ما أوردته شبكة "بي إف إم" التلفزيونية الفرنسية.
أضاف ماكرون: "أقول هذا بحذر شديد، لكنني آمل أن تتيح الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة إمكانية الحصول على نتائج"، وأضاف: "تعهد الرئيس السيسي أولاً وقبل كل شيء بالحفاظ على صحته (علاء عبد الفتاح)".
في السياق ذاته، أعلنت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه" أن ماكرون طلب من السيسي بشكل صريح "الإفراج عن علاء عبد الفتاح".
من جهتها، أصدرت الرئاسة المصرية بياناً حول لقاء السيسي وماكرون، لم يتطرق لأي تصريحات تتعلق بمناقشة قضية علاء عبد الفتاح.
جاء في البيان أن "اللقاء شهد التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تطورات الأوضاع في ليبيا، والأزمة الروسية الأوكرانية، إضافة إلى تطلع مصر لتعزيز التنسيق السياسي وتبادل وجهات النظر مع فرنسا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية".
لفت البيان إلى إشادة الرئيس الفرنسي بـ"النجاح اللافت الذي حققته مصر في تنظيم حدث عالمي ضخم بحجم قمة المناخ"، وقال إن باريس حرصت على "التنسيق والتشاور المكثف مع القاهرة كأحد أهم شركائها في المنطقة".
يُعد عبد الفتاح أحد أبرز نشطاء ثورة يناير/كانون الثاني 2011، وحكمت السلطات المصرية عام 2014 عليه بالسجن 5 سنوات، إثر إدانته بـ"التجمهر والمشاركة في احتجاج غير مرخص".
كما أوقف عام 2019 وحكم عليه بالسجن 5 سنوات جديدة بتهمة "الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة"، وحصل عبد الفتاح على الجنسية البريطانية، في وقت سابق من العام الجاري، باعتبار أن والدته مواطنة بريطانية، لكنه لا يزال مسجوناً.
كان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد علّق على هامش قمة المناخ على قضية عبد الفتاح، وقال رداً على سؤال حول القضية لشبكة (سي.إن.بي.سي) الإخبارية، إن سلطات السجن ستوفر لعبد الفتاح الرعاية الصحية.
أضاف شكري عن قضية الناشط المصري أنها "مسألة اختيار شخصي، ومرة أخرى يتم التعامل معها في إطار نظام العقوبات، وضمن القواعد والأنظمة التي تحكمه".
من جانبها، أكدت الحكومة البريطانية أنها ستستمر في الضغط من أجل التوصل لحل بشأن علاء عبد الفتاح، وقالت في بيان إن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أثار خلال لقائه مع السيسي قضية علاء عبد الفتاح، مؤكدا شعور حكومته "بقلق عميق" حيالها.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، الذي يحضر قمة المناخ، إنه ضغط من أجل إمكانية حصول عبد الفتاح على مساعدة قنصلية وإطلاق سراحه حين كان يتولى منصبه.
لفت جونسون إلى أنه أثار القضية في الآونة الأخيرة "شخصياً مع الرئيس (عبد الفتاح) السيسي قبل أسابيع قليلة فحسب حين كنت رئيساً للوزراء… وكان الرئيس السيسي يبدو لي متقبلاً للنقاش".
يُشار إلى أن نشطاء حقوقيين انتقدوا قرار استضافة مصر لمحادثات المناخ واستشهدوا بحملة القاهرة على المعارضة السياسية، وتقول جماعات حقوقية إن هذه الحملة شهدت احتجاز عشرات الآلاف، وعبروا عن قلقهم إزاء القيود على الوصول إلى مدينة شرم الشيخ، حيث ينعقد المؤتمر، والمساحة المتاحة للاحتجاجات في أثناء انعقاده.