سلط موقع "Intelligence Online" الاستخباراتي الفرنسي الضوء على أحد المطاعم الإيرانية المتواجد في إمارة دبي، والذي بات قبلة لأمراء ورجال أعمال ودبلوماسيين أجانب، في مقدمتهم ولي عهد دبي الأمير حمدان بن محمد آل مكتوم.
حسب تقرير للموقع الفرنسي، فإن مطعم "الاستاد للكباب الخاص" الإيراني يجتذب كذلك بعض أفراد حاشية ولي عهد دبي الأمير حمدان بن محمد آل مكتوم، المعروف باسم "فزَّاع"، الذي يتردد على المكان برفقة أصدقائه المقربين.
اقرأ أيضاً
مطعم ولي عهد دبي وحاشيته
علَّق المطعم على نوافذه الخارجية صور ولي عهد دبي الشاب لتكون علامته التجارية الجديدة، فالأمير فزاع يقترب تدريجياً من السيطرة على مقاليد الحكم في دبي، بعد أن عيَّنه والده الأمير محمد بن راشد آل مكتوم رسمياً خليفة له في عام 2008.
ثم اختير فزاع، الذي يبلغ سن الأربعين في 14 نوفمبر/تشرين الثاني، في عام 2020 ليكون رئيساً لمؤسسة دبي للاستثمار، وهي أحد الصناديق السيادية التي تشرف على مجموعة من أثمن الأصول الاقتصادية في دبي، مثل شركة طيران الإمارات وشركة بترول الإمارات الوطنية (إينوك) وشركة إعمار العقارية، ويُجهز الآن ليصبح الحاكم الفعلي لإمارة دبي.
بدأت جدران المطعم تتزين في الأسابيع الأخيرة بعشرات من القبعات التي تحمل رمز فزاع "F3" وتنتجها شركتا الملابس الإماراتية حديثتا العهد، شركة Caliente وشركة Foxerz، لتتبدَّى بها صورة تجمع الزبائن المخلصين للمطعم، الذي اتخذ من ولي عهد دبي واجهة رسمية له.
يتردد فزاع على المطعم برفقة أصدقائه المقربين، مثل ناصر النيادي، مؤسس مركز "سكاي دايف دبي" الشهير للقفز بالمظلات.
كما يذهب إلى المطعم أيضاً كثير من رعايا ولي عهد دبي ومرؤوسيه مع أصدقائهم وعائلاتهم، مثل اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، الذي يشرف عليه ولي العهد بحكم منصبه في رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وريم الهاشمي، وزيرة شؤون التعاون الدولي.
اقرأ أيضاً
قائمة عملاء المطعم شديدة التنوع
يرتاد المطعم أيضاً عملاء من أصحاب الأذواق الخاصة، فبعض السياح الغربيين يأتون إليه بحثاً عن تجربته الفريدة في أصالتها وأكلة "جوجه كباب" الإيرانية الشهيرة وشراب العيران محلي الصنع، إلا أن الشخصيات المهمة هي التي أكسبت المطعم شهرته.
من بين هؤلاء، يأتي بطل فنون القتال المختلطة، الروسي الداغستاني حبيب نورمحمدوف، المقرب من فزَّاع ومن الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، والأخير يلتقي حاكم الإمارات محمد بن زايد بانتظام ويحمل إليه رسائل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تضم القائمة كذلك: انضمام الحق، بطل العالم للكريكيت عام 1992 مع المنتخب الباكستاني، الذي كان يقوده آنذاك رئيس الوزراء السابق عمران خان. وهؤلاء جميعاً لهم صور التُقطت في المطعم وعُلقت على جدرانه.
يُقبل على المطعم أيضاً بعض الشخصيات العامة التي تحرص على تجنب لفت الأنظار إليها، مثل الإيرانية بهناز لباف، الذراع اليمنى للرئيس التنفيذي لشركة دبي القابضة، البريطاني أُميت كوشال، وهي مسؤولة عن استراتيجية التنويع الاقتصادي للإمارة بالصندوق السيادي الذي يملك المنطقة الحرة لمدينة دبي للإنترنت ومجموعة فنادق جميرا وجزيرة بلوواترز الاصطناعية.
لكن بهناز لا تظهر في الصور المعلقة بالمطعم، على خلاف زوجها نجم البوب الإيراني آرش لباف.
"بيت إيراني" بعيد عن الوطن
تشتهر دبي في جميع أنحاء العالم بناطحات السحاب ومراكز التسوق الفاخرة، وقلَّما يُشار إلى روابطها التاريخية الوثيقة مع إيران.
فالمطعم الواقع في منطقة "بر دبي"، التي تقع فيها أبرز مؤسسات الإمارة ومعالم شهرتها، يقف شاهداً على الروابط الراسخة بين سلالة آل مكتوم الحاكمة والموجات المتعاقبة من الإيرانيين الذين توافدوا على دبي واتخذوا مستقراً لهم.
فقد كان جد فزاع، الأمير سعيد آل مكتوم، الذي حكم دبي من عام 1912 إلى عام 1958، هو من دعا بنفسه التجار الإيرانيين إلى دبي في عشرينيات القرن الماضي ليقيموا تجارتهم فيها ويتخذوها سبيلاً للهروب من الضرائب في بلادهم.
افتتح الإيراني محمد علي أنصاري المطعم عام 1978، بعد أن ارتحل مع عائلته عن مدينة غراش في محافظة فارس الإيرانية عام 1941، وبدأ تجارته بافتتاح مخبز ومتجر بقالة في دبي.
بينما تُوفي أنصاري في شيراز في أبريل/نيسان 2021، ويتولى عنه الآن أبناؤه عباس ومجيد وطليل -باقين على عهد أبيهم – الحفاظ على روابط الأسرة مع الجيل الجديد من آل مكتوم.