كشف نشطاء المناخ عن تعرضهم لمضايقات لدى وصولهم إلى مصر من أجل حضور قمة المناخ، التي انطلقت الأحد 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في مدينة شرم الشيخ، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية شهادات لما تعرَّض له نشطاء أجانب "تلاشت أحلامهم" بإيصال صوت إفريقيا في المؤتمر.
فقد حضر ناشط المناخ الأوغندي، نيومبي موريس، إلى مصر، بمناسبة انعقاد مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27)، آملاً في أن يشارك في الحملة من أجل العدالة البيئية وإيصال صوت إفريقيا، لكن أحلامه تلاشت سريعاً، وفق ما صرح به لوكالة الأنباء الفرنسية.
أوضح موريس، الرئيس التنفيذي لمنظمة "إيرث فولنتيرز" غير الحكومية التي لا تبغي الربح: "سعدت جداً عندما أعلنوا أن مؤتمر كوب سيُعقد في إفريقيا.. ظننت أنني ربما أحصل على فرصة في أن أكون موجوداً في القاعة التي تُجرى فيها المفاوضات".
مضايقات بمجرد الوصول إلى المطار
إلا أن موريس، الذي ساعده أصدقاؤه على تحمُّل نفقات السفر إلى مصر، شعر بالقلق ما إن وصل إلى مطار منتجع شرم الشيخ الساحلي المصري لحضور قمة المناخ، عندما راح مسؤولو الأمن المصريون يوجهون إليه الأسئلة.
فيما أوضح: "بدأوا يسألون عن أسمائنا وجوازات السفر والأماكن التي سنقيم بها"، موضحاً أنه بعد ذلك "لن يكون سهلاً علينا الاستمرار في خطتنا". وأضاف: "علينا التفكير ملياً قبل تنظيم مسيرة أو القيام بشيء ما (..) ماذا لو تتبعوا أحدنا وتم القبض عليه؟".
قال موريس، الذي كرّمته بريطانيا في حزيران/يونيو، بمنحه جائزة بعنوان "بطل الأرض"، إنه جاء إلى قمة المناخ ليُمثّل مجتمعه "وكذلك أمّي التي فقدت مزرعتها وبيتها سابقاً في العام 2008، عندما ضربت الفيضانات قريتي وتسببت بتشريد أكثر من 400 شخص، بينهم أفراد عائلتي".
أضاف: "أنا هنا اليوم لطلب التعويض، وأنا أعلم أنّ رؤساءنا هم من يُفترض بي سؤالهم عن هذا التعويض، خصوصاً بعد العام 2009 عندما وافقوا على ضخ 100 مليار دولار لم نرَ منها شيئاً إلى اليوم".
قلق المنظمات في قمة المناخ
تُبدي منظّمات حقوقيّة قلقها من توقيفات حصلت لِلَجْم الاحتجاجات خلال قمة المناخ. وقال آدم كوغل، المدير المساعد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش، إنّه "مع وصول المشاركين إلى كوب 27 يتّضح أنّ الحكومة المصرية لا تنوي تخفيف الإجراءات الأمنية التعسّفية، والسماح بحرّية التعبير والتجمّع".
بينما تُخصّص مصر مساحة للنشطاء في شرم الشيخ للتظاهر والتعبير عن الرأي، ولكن بعد إخطار السلطات وموافقتها، مع ضرورة توفير معلومات حول أسماء المنظّمين وتفاصيل حول المسيرة المقرّرة. ويقول الناشط الأوغندي: "السؤال هو: هل تظنّ أنّهم سيوافقون؟".
فيما ذكر موريس أنّ السلطات المصرية أوقفت الناشط الهندي المدافع عن البيئة أجيت راجاغوبال قبل أيام من انطلاق قمّة المناخ، فيما كان يستعدّ للقيام برحلة رمزيّة مشياً على الأقدام من القاهرة الى شرم الشيخ مسافة 500 كيلومتر.
أوقف راجاغوبال لمدة وجيزة إلى جانب المحامي الذي جاء للدفاع عنه قبل أن يُطلق سراحهما. وقال موريس: "بعد الذي حصل مع هذا الناشط الهندي، كيف نطمئن إلى أنهم سيتركوننا وشأننا؟".
قضية علاء عبد الفتاح
أتت تصريحات موريس في وقتٍ صعَّد فيه السجين السياسي المصري الأبرز علاء عبد الفتاح، الأحد، إضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل سبعة أشهر؛ إذ امتنع عن شرب المياه تزامناً مع انطلاق قمة المناخ، حسب شقيقته سناء سيف.
وحذّرت الأمينة العامّة لمنظّمة العفو الدوليّة، أنييس كالامار، القاهرة في مؤتمر صحفي الأحد، من أنّه "لم يعد هناك الكثير من الوقت، 72 ساعة على الأكثر لإطلاق سراحه.. إذا لم تفعل (السلطات المصريّة) ذلك، فإنّ موته سيحضر في كلّ مناقشات مؤتمر كوب 27".
العام الماضي في "كوب 26″ في غلاسغو، تظاهر عشرات آلاف الأشخاص رغم الأمطار الغزيرة للمطالبة بـ"العدالة المناخية".
"مؤتمر الأطراف الملوثين"
صباح الأحد، تظاهرت مجموعة من داعمي النباتيّين الصرف أمام بوّابة قاعة المؤتمرات الدولية التي تستضيف قمة المناخ، ورفعت لافتات تُطالب بالامتناع عن أكل اللحوم، ولم تتعرّض لها السلطات.
حيث قال أحد المتظاهرين لوكالة الأنباء الفرنسية: "إنّه الحل الأسرع.. عندما يتحوّل الجميع إلى الأكل النباتي، سنتخلّص من كمّية كبيرة من غازات الميثان والكربون".
في المقابل، أكّد موريس أنّ الناشطين موجودون "خارج القاعات" و"غير قادرين على المشاركة في المفاوضات".
أضاف: "يُعقد كوب 27 في إفريقيا، لكنّي لم أنل حتّى فرصة التحدّث ولم يُسمح لي حتّى بدخول القاعة (لحضور الافتتاح)"، مشيراً إلى أنّ بطاقة تعريفه في المؤتمر تحمل صفة مراقب وليس مندوباً.
كما أوضح أنّه يُتابع أعمال المؤتمر عبر البثّ على الإنترنت، مؤكّداً: "هذا ليس مؤتمر الأطراف الإفريقي، إنّه مؤتمر الأطراف الملوثّين.. انظر، كوكا كولا موجودة"، في إشارة إلى الشركة الراعية للحدث التي تعتبرها منظّمة غرينبيس "المسؤول الأوّل عن التلوث البلاستيكي في العالم".