توعّد رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بالعودة إلى الشوارع "بمجرد تعافيه بالكامل"، بعد نجاته من محاولة اغتيال تعرض خلالها لإصابات "طفيفة".
خان قال في مؤتمر صحفي، عقده بمستشفى في مدينة لاهور: "بمجرد أن أتعافى قررت النزول إلى الشوارع، وسأدعو للمسير نحو إسلام آباد"، كما حث خان أنصاره على مواصلة الاحتجاجات حتى استقالة المسؤولين الذين اتهمهم بالتورط في الهجوم عليه بمنطقة وزير آباد بإقليم البنجاب الشرقي.
واتهم خان رئيس الوزراء شهباز شريف، ووزير الداخلية رانا صنع الله، ومسؤول استخبارات كبيراً بالتورط في الهجوم عليه، وقال: "لضمان إجراء تحقيق محايد وعادل كان من الضروري أن يتنحى المسؤولون الثلاثة" عن مناصبهم.
وأضاف: "منحني الله حياة جديدة، وأؤكد لكم أنني سأواصل معركتي… استعِدوا لعودتي لكم".
ويشار إلى أن خان نجا، الخميس، من محاولة اغتيال استهدفته أثناء وجوده بين أنصاره في مسيرة نظمها بإقليم البنجاب، تعرَّض خلالها لإصابات طفيفة، بينما قتل شخص وأصيب 6 آخرون بينهم عضو مجلس الشيوخ عن حزب "حركة إنصاف" فيصل جاويد.
تفاصيل الهجوم
فيما كشف خان في وقت سابق تفاصيل الهجوم الذي تعرض له قائلاً إن "أربعة أشخاص اتخذوا قراراً خلف الأبواب المغلقة بقتلي، وقد أبلغت الشعب بذلك مسبقاً، ولهذا السبب سجلت مقطع فيديو وذكرت فيه أسماء الأشخاص الأربعة"، وأوضح أن "شخصين" شاركا في الهجوم عليه خلال المسيرة الطويلة، وأن إطلاق النار عليه تم من اتجاهين، عندما كان فوق الشاحنة.
وتابع: "لم تكن خطة فورية، بل كانت مؤامرة محسوبة، دبّرها من أرادوا قتلي".
فيما اعترف، الخميس، المهاجم في مقطع مصور، بأنه أراد قتل رئيس الوزراء الباكستاني السابق بسبب "تضليله الجماهير"، مؤكداً أنه تصرّف بشكل منفرد ومن تلقاء نفسه.
وحذّر رئيس الوزراء السابق من أن "الأمة قد نهضت أخيراً، وأمامها الآن طريقان: ثورة سلمية أو دموية".
انتقادات للحكومة
ومنذ الإطاحة به في اقتراع لحجب الثقة داخل البرلمان، في أبريل/نيسان الماضي، يدعو خان حكومة شهباز شريف إلى إجراء انتخابات مبكرة، لكن الأخيرة قالت إن الانتخابات المقبلة ستُعقد في موعدها المقرر أواخر 2023.
ووجّه خان اللوم إلى الحكومة الائتلافية لقمعها الاحتجاجات السلمية، وانتقد مسؤولي المخابرات بسبب التعذيب المزعوم لكبار قادة حزبه عزام سواتي وشهباز جيل.
كما ناشد خان رئيس قضاة باكستان تحقيق "العدالة"، وطالب قائد الجيش بـ"الاستيقاظ" واتخاذ إجراءات ضد "الخراف السوداء" في المؤسسة العسكرية، كما انتقد رئيس الوزراء السابق لجنة الانتخابات التي استبعدته الشهر الماضي من تقلد أي منصب لمدة 5 أعوام، لعدم إفصاحه عن معاملات تتعلق بالهدايا الرسمية التي تلقاها بصفته رئيساً للوزراء.
الجيش يرفض ادعاءات خان
ورد الجيش الباكستاني على تصريحات خان قائلاً إن "المزاعم التي لا أساس لها وغير المسؤولة ضد المؤسسة (العسكرية) وضابط كبير بالجيش غير مقبولة على الإطلاق، ولا مبرر لها".
ووصف الجناح الإعلامي للجيش في بيان، تصريحات خان بأنها "مؤسفة للغاية ومدانة بشدة".
وأضاف البيان: "لن يُسمح لأحد بتشويه سمعة المؤسسة (العسكرية) أو جنودها دون عقاب".
فيما أكد الجيش أنه طالب الحكومة بالتحقيق في الأمر واتخاذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين عن "التشهير والاتهامات الكاذبة" ضد المؤسسة العسكرية، وفق البيان.
ومنذ الإطاحة به، نظم خان سلسلة مظاهرات مناهضة للحكومة من أجل تحقيق "الحرية الحقيقية"، وزعم أنه تمت الإطاحة به من خلال "مؤامرة برعاية الولايات المتحدة"، وهو ما نفته واشنطن والحكومة الائتلافية الباكستانية.
وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ عمران خان "مسيرة طويلة" إلى العاصمة إسلام آباد، في محاولة للضغط على الحكومة لإجراء انتخابات مبكرة، وجاءت المسيرة الأخيرة في أعقاب قرار لجنة الانتخابات استبعاد خان من أي منصب عام لمدة 5 سنوات.
وصدر قرار اللجنة بعد أيام من إعلان فوز حزب عمران خان بستة من مقاعد الجمعية الوطنية السبعة التي ترشح لها في جميع أنحاء البلاد، في انتخابات تكميلية نهاية الشهر ذاته، ما يعني ارتفاع شعبيته.