اشتهر خالد أرغنش، المعروف في العالم العربي بـ"السلطان سليمان" بكونه ممثلاً بارعاً، استطاع أن يقدم أدواراً مختلفة ويقنعنا بها، وعلى الرغم من أن مسلسل "القرن العظيم" أو "حريم السلطان" كان بوابته نحو النجومية في العديد من دول العالم، فإنه تميز بأدوار أخرى درامية وتاريخية شكلت علامات فارقة في مسيرته الفنية.
خالد أرغنش… رحلة شاقة من حياة الفقر إلى النجومية
ولد الممثل التركي خالد أرغنش في 30 أبريل/نيسان 1970، في مدينة إسطنبول التركية، وكان الطفل الأول من الزواج الثاني لوالده الممثل والموسيقي "محمد سعيد أرغنش".
لم تكن حياة خالد أرغنش مثالية تماماً، بل أصبحت سيئة جداً عندما انفصل والداه وهو لا يزال في الـ6 من عمره، لذلك بقي يعيش مع والدته التي كانت تكافح لجعل ابنها يعيش حياة كريمة.
عاش أرغنش حياة فقيرة في مراحل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية، التي درسها في ثانوية "بيشكتاش أتاتورك".
ولأنه حصل على مجموع جيد في الثانوية، التحق أرغنش بجامعة "إسطنبول التقنية"، وهي جامعة حكومية تعتبر من أفضل الجامعات على مستوى تركيا، ودرس فيها "هندسة العلوم البحرية".
دون علم والدته التحق بدراسة الأوبرا والباليه!
في العام 1989 تخرج في الدراسة الجامعية، اتجه أرغنش سراً دون علم أحد من عائلته ليحقق حلمه من خلال دراسة الأوبرا والباليه في جامعة "معمار سنان"، والتي استطاع في أول عام من الدراسة بها الفوز بجائزة "الأوبرا" التي أقيمت في الجامعة.
وخلال دراسته في الجامعة افتُتح قسم التمثيل في المسرح الموسيقي، لينتقل أرغنش إليه دون تردد.
لم يستسلم لوضعه المادي واجتهد لإنهاء دراسته
كان أرغنش يعيش حياة شبه تعيسة مادياً، لذلك بدأ العمل في سنّ صغيرة ليسد احتياجاته واحتياجات عائلته اليومية.
استغل أوقات فراغه في العمل في بيع "الحصير"، ومن ثم عمل "مرشداً سياحياً" للسياح الذين يأتون إلى إسطنبول، قبل أن يعمل في وظائف إدارية مؤقتة في جامعته.
حبه للغناء بدأ مبكراً وعمل راقصاً في حفلات مغنية تركية شهيرة
منذ أن كان في المرحلة الثانوية كان أرغنش يحب الغناء، ويحلم بأن يصبح مغنياً شهيراً، لذلك ساعدته مدرسته في أن يصبح عازف أوركسترا، وهذا الذي مهد له أن يتعرف على بعض المشاهير في المجال الفني، ومن بينهم المغنية التركية الشهيرة "أجدا بيكان".
ووفقاً لما ذكرته صحيفة Hürriyet التركية فإنّ أرغنش عمل خلال سنوات دراسته الجامعية راقصاً في حفلات المغنية التركية ليكسب المال.
دخوله إلى عالم التمثيل كان بسبب عمل موسيقي!
لم يكن أرغنش أبداً يفكر في الدخول إلى عالم التمثيل، ولكن عرضاً مُغرياً جاءه للعب دور البطولة في مسرحية موسيقية جعله يتجه لهذا المجال.
في العالم 1996 عمل أرغنش في أول عمل له من خلال مسرحية "الملك وأنا"، "King ve Ben"، والتي فتحت له الباب على مصراعيه للدخول إلى عالم التلفزيون.
في العام ذاته جاءته العديد من العروض، اختار من بينها مسلسل Karamelek، إضافة إلى العمل في العديد من الأعمال الموسيقية والأوبرا.
وفي عام 2000 تمّ اختياره للذهاب إلى ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل لعب دور رئيسي في المسرحية الموسيقية "The Adventures of ZAK".
ثم شارك في العديد من الأعمال التركية الناجحة، من بينها "ويبقى الحب" و"علياء" و"العشق المر" و"أنت وطني" و"كازبلانكا".
اكتسب شهرته الكبيرة من مسلسل "القرن العظيم"
في العام 2011، قدّم خالد أرغنش واحداً من أشهر أدواره التمثيلية، وهو مسلسل "حريم السلطان"، الذي قدم من خلاله دور البطولة، من خلال شخصية "السلطان سليمان القانوني".
وعلى مدار 4 مواسم، استطاع خالد أرغنش أن يقدم دوراً قوياً يناسب شخصية "سليمان القانوني"، وهو الدور الذي أكسبه شهرة كبيرة، وأدخله إلى قلوب المتابعين العرب الذين تابعوا المسلسل.
وسليمان القانوني هو سليمان بن سليم بن بايزيد الثاني، ابن محمد الفاتح بن مراد الثاني ابن محمد بن بايزيد الأول، بن مراد الأول بن أورخان بن عثمان بن أرطغرل، وهو واحد من أشهر السلاطين، والذي شهدت الإمبراطورية العثمانية خلال حكمه فترة من الازدهار والقوة.
حياته العائلية
تزوج خالد أرغنش مرتين، الأولى كانت "غمزة سويسالدي"، ولكن زواجهما لم ينجح، حيث طُلقا بعد عام.
وفي العام 2009، تزوج للمرة الثانية، وهذه المرة من الممثلة بيرجوزار جوكتش، التي تعرف عليها خلال تصوير مسلسل "ويبقى الحب"، لينجب منها 3 أطفال هم علي وهان وليلى.
ورغم مسيرته الفنية الطويلة التي قدّم خلالها أدواراً لا يعلى عليها، فإنّ الحلم الأخير لخالد أرغنش هو أن يستطيع في يوم من الأيام أن يؤدي دور شخص "من ذوي الاحتياجات الخاصة"، والسبب أن شقيقته التي يحبها كثيراً هي من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويرغب خالد أن يصور معاناتها من خلال عمل درامي.