وصل المستشار الألماني، أولاف شولتز، الجمعة، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إلى الصين في رحلة تستغرق يوماً واحداً؛ ليصبح أول زعيم في الاتحاد الأوروبي يزور بكين منذ بداية انتشار جائحة كوفيد -19، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وتعهد شولتز طرح سلسلة مواضيع "صعبة" على الجانب الصيني، بينها الحرب على أوكرانيا، واحترام الحريات المدنية. وتأتي الرحلة وسط قلق متزايد بشأن اعتماد برلين التجاري على ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.
واستقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ، في بكين المستشار الألماني، وقال إن الزيارة "تعزز التعاون العملي" مع برلين، فيما ذكرت وسائل إعلام حكومية أن الرئيس الصيني قال للمستشار الألماني إنه يتعين على الصين وألمانيا، باعتبارهما دولتين كبيرتين تملكان نفوذاً، العمل معاً خلال "أوقات التغيير والاضطراب" من أجل السلام العالمي.
مواضيع على طاولة المحادثات
وتستغرق هذه الزيارة بضع ساعات، وهي الأولى لزعيم في الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع منذ بداية جائحة كوفيد-19.
قبل وصوله عدّد شولتز سلسلة "مواضيع صعبة" سيطرحها على الجانب الصيني، تشمل احترام الحريات المدنية وحقوق الأقليات العرقية في شينغيانغ والتجارة الدولية الحرة والمنصفة.
واعتُبرت الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا على مدى السنوات الست الماضية، حيث وصل حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 245 مليار يورو عام 2021.
وبالإضافة إلى محادثات مع الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الذي عزّز قبضته على السلطة بولاية ثالثة كأمين عام للحزب الشيوعي، من المقرر أن يلتقي شولتز رئيس الحكومة لي كه تشيانغ.
ومن المتوقع أن يناقش المستشار الألماني مع الجانب الصيني، الحرب الروسية على أوكرانيا، على أمل أن تتمكن بكين من إقناع حليفتها موسكو بإنهاء الأعمال العدائية.
ومنذ الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية، سلكت الصين طريقاً حذراً، منتقدة العقوبات الغربية ضد روسيا، لكنها لم تصل إلى حدّ تأييد أو مساعدة موسكو في الحملة العسكرية.
وكان الرئيس الصيني، شي جينبينغ، أعرب عن مخاوفه بشأن أوكرانيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء الزعيمين في سبتمبر/أيلول.
وقال مدير مركز الدراسات الأوروبية، وانغ ييوي، في جامعة رينيمي إن "أهمية زيارة شولتز تتمثل في أن هذه هي المرة الأولى منذ 3 سنوات التي يلتقي فيها زعيم قوة غربية كبرى وجهاً لوجه مع نظرائه الصينيين"، وأضاف وانغ أن "الزيارة تختبر مياه العلاقة بين الصين وألمانيا وأوروبا وحتى الغرب، وفي حال نجاحها، فمن المتوقع زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الصين بعد شهر".
فيما قالت مصادر حكومية ألمانية لرويترز إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اقترح على شولتز الذهاب معاً إلى بكين لإرسال إشارة بوحدة الاتحاد الأوروبي، لكن شولتز رفض الاقتراح.
انتقادات للزيارة
وواجه زعيم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا انتقادات على خلفية الزيارة، حتى من أعضاء ضمن ائتلافه الحكومي، الذين أعربوا عن قلقهم حيال اعتماد ألمانيا الشديد على بكين التي يزداد استبدادها.
وتفاقمت حدة هذه المخاوف بعدما وجدت ألمانيا نفسها في وضع صعب جراء اعتمادها على واردات الغاز الروسي، إذ عانت أزمة طاقة بعدما خفضت موسكو الإمدادات على وقع ارتفاع منسوب التوتر جراء حرب أوكرانيا.
وتأتي الرحلة بعد منح برلين الضوء الأخضر للصين للحصول على حصة في ميناء هامبورغ، على الرغم من معارضة ائتلافه، ومخاوف عبّرت عنها الولايات المتحدة.
ويرى خبراء أن الوضع الاقتصادي الحالي لألمانيا التي تشهد تضخماً تاريخياً وركوداً يلوح في الأفق، هو السبب وراء سياسة برلين تجاه بكين وموقفها الأقل حدة، مقارنة بقوى أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكر مصدر في الحكومة الألمانية أن وفداً من كبار رجال الأعمال، بينهم الرؤساء التنفيذيون لفولكس فاجن، وبي إم دبليو، وسيمنز، انضموا إلى شولتز في هذه الرحلة، لكن لم يتم التخطيط لصفقات تجارية بين الجانبين.