في تطور مفاجئ، ألغى رئيس الوزراء البريطاني الجديد، ريشي سوناك، خططاً سابقة كانت تقضي بنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.
إذ قال متحدث باسم الحكومة البريطانية، في مؤتمر للصحفيين الأجانب يوم الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني، إن خطة نقل السفارة البريطانية قد أُلغيت، ولا "توجد خطط حالية لتغيير موقع سفارتنا".
ولم يذكر المتحدث ما إذا كانت الحكومة قد تخلت تماماً عن القرار الذي أعلنت عنه رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس بإجراء دراسة رسمية للخطة المحتملة، إلا أن موقع MEE خلص مما قالته مصادر عن حزب المحافظين البريطاني إلى أن مجلس الوزراء لم يكن ليؤكد قراره على هذا النحو لو كانت دراسة القرار مستمرة.
ونقل موقع MEE عن مصادره أيضاً أن وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، حذَّر بشدة من نقل السفارة.
ترحيب فلسطيني
من جانب آخر، رحَّب السفير الفلسطيني في لندن، حسام زملط، بتلك الأخبار، وقال: "موضوع نقل السفارة البريطانية ما كان ينبغي أن يُطرح للنقاش من الأساس".
من جانبهم، يرى مراقبون أن قرار سوناك يأتي في سياق من التراجع عن قرارات سابقة منذ توليه رئاسة الوزراء في 25 أكتوبر/تشرين الأول، فقد تراجع رئيس الوزراء البريطاني الأربعاء عن قراره السابق بعدم المشاركة في مؤتمر التغير المناخي بمصر (Cop27).
كان سوناك قد سُئل قبل توليه رئاسة الوزراء عن مسألة اعتراف بريطانيا بالقدس عاصمة لإسرائيل، فأجاب بكلمات مثيرة للجدل: "أنا أرى أنها العاصمة التاريخية بلا منازع… يبدو لي أن الحجة الداعية إلى إقرار هذه الخطوة التاريخية والعملية حجة قوية. إنه قرار سنتصرف فيه بالتنسيق مع حلفائنا في المنطقة، و[إسرائيل] أحد أقرب حلفائنا في العموم، لذلك فإنه أمر أود القيام به".
التراجع عن الموقف السابق
يمثل تراجع سوناك عن ميله السابق ضربةً لمجموعة "أصدقاء إسرائيل من حزب المحافظين" (CFI)، وهي مجموعة ضغط موالية لإسرائيل تضم نواباً ومقربين من حزب المحافظين البريطاني، وتعمل على تعزيز الروابط التجارية والثقافية والسياسية بين بريطانيا وإسرائيل، وبين حزب المحافظين البريطاني والليكود الإسرائيلي.
وأورد موقع MEE سابقاً أن جيمس جورد، مدير مجموعة أصدقاء إسرائيل، أرسل مذكرة إحاطة بحيثيات الخطوة إلى نواب البرلمان، وحث فيها على المضي قدماً في نقل السفارة، وعرض عليهم "الردود المقترحة" لإرسالها إلى الناخبين.
فيما زادت ماري فان دير زيل، رئيسة منظمة "مجلس ممثلي يهود بريطانيا"، من الضغوط على رئيسة الوزراء آنذاك ليز تراس لاتخاذ قرار نقل السفارة، حين تحدثت عن الأمر في حفل استقبال لمجموعة أصدقاء إسرائيل بمؤتمر لحزب المحافظين أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في المقابل، استحسنت مجموعة "أصدقاء فلسطين من حزب المحافظين" قرار الحكومة البريطانية بالتراجع عن نقل السفارة، وقال متحدث باسم المجموعة لموقع MEE: "نحن نرحب بتلك الأنباء التي تفيد بأن الحس السليم هو الذي ساد في النهاية، وأن رئيس الوزراء أصبح على دراية بالحساسية التي ينطوي عليها الأمر والعواقب القانونية المحيطة بالمسألة".
وقال كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، لموقع MEE يوم الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني: "إن مجرد التفكير في نقل السفارة البريطانية [من تل أبيب إلى القدس] كان أمراً متسرعاً وطائشاً، فهو مثل إلقاء قنبلة يدوية في بركان مضطرم. هذا القرار عبث من بريطانيا بمستقبل القدس".
ويرى دويل أن قرار التراجع عن نقل السفارة "يعيد بريطانيا إلى الإجماع الدولي القائم منذ أمد طويل بأن مصير القدس يجب أن يتقرر بالمفاوضات، وبما يُفضي إلى حل يشمل جميع أصحاب المصلحة، من إسرائيليين وفلسطينيين ومسيحيين ومسلمين ويهود، لا أن يكون حلاً لإرضاء طرف واحد".