قال أحد النزلاء السابقين في مركز للمهاجرين ببريطانيا، إن ظروف العيش تشبه العيش في "حديقة حيوانات"، إذ تم احتجاز أكثر من 4000 مهاجر في المخيم جُهز لاستضافة 1600 شخص فقط، في الأيام الأخيرة، بحسب ما نقلته شبكة BBC البريطانية، الأربعاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ونقلت الشبكة البريطانية عن أحمد- وهو اسم مستعار- أن المهاجرين الذين يعيشون في مركز مانستون الواقع بمدينة كنت، يُعاملون معاملة "الحيوانات"، إذ أُجبر 130 شخصاً على تقاسم خيمة واحدة كبيرة.
فيما تقول وزارة الداخلية البريطانية إنها توفر "جميع الاحتياجات الأساسية" للمهاجرين.
من جانبه، وصف أحمد، الذي غادر المركز الإثنين بعد 24 يوماً قضاها هناك، أنه أُجبر على النوم على الأرض، ومُنع من الذهاب إلى المرحاض أو الاستحمام أو الخروج لممارسة الرياضة.
وقال إنه فر من وطنه إيران بحثاً عن الحرية وتجنب الاضطهاد، قائلاً إنه كان يعيش في خوف على حياته، لكن بعد وصوله إلى المملكة المتحدة، قال أحمد إن الناس مُنعوا من الاتصال بأسرهم لإعلامهم بأنهم عبروا إلى المملكة المتحدة بأمان.
أضاف: "طوال الأيام الـ24 التي أمضيتها هناك، لم أتمكن من الاتصال بأسرتي ليعرفوا ما إذا كنت ميتاً أو على قيد الحياة، فهم لا يعرفون شيئاً عني".
أردف قائلاً "كل الناس الذين هناك لديهم عوائل تريد الاطمئنان عليهم. يجب أن يعرفوا ماذا حل ويحل بنا".
وافتتح مخيم مانستون، الذي كان قاعدة عسكرية سابقة في كنت، كمركز لاستقبال ومعالجة قضايا اللاجئين الجدد في فبراير/شباط 2022 بعد تنامي أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة. ويُفترض أن يُحتجز المهاجرون هناك لفترات قصيرة بينما يخضعون لفحوصات أمنية وفحوصات الهوية.
وفي شأن متصل، تلقت هيئة الإذاعة البريطانية صوراً لأطفال من دون ذويهم يُجبرون على النوم على الأرض في منشأة أخرى تابعة لوزارة الداخلية في كنت، لم يُذكر اسمها.
تُظهر الصور غرفة مزينة بشكل ضئيل، مع عدد قليل من الكتب وعلبة من الأقلام الملونة كوسيلة ترفيه للمساعدة في قضاء الوقت في المرفق.
وتوضح الصور أيضاً كتابة بلغات مختلفة على الجدران فوق صف من الكراسي البلاستيكية المثبتة على الأرض. وتُستخدم المنشأة لاستقبال طالبي اللجوء من الأطفال الذين هاجروا دون ذويهم.
انتقاد أممي لوزيرة بريطانية
في سياق متصل، اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الأربعاء، التصريحات الأخيرة لوزيرة بريطانية، والتي قالت فيها إن بلادها تتعرض لـ"غزو" من طالبي اللجوء، بأنها "مروعة".
أثارت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، الغضب في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما وصفت الرقم القياسي لطالبي اللجوء في البلاد بأنه "غزو".
ورداً على سؤال عن تعليق الوزيرة المثيرة للجدل، أعلن فولكر تورك الذي أصبح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان قبل أسبوعين، أن مثل هذه العبارات غير مناسبة، محذراً من تجريد ملف المهاجرين من إنسانيته.
وقال تورك للصحفيين خلال أول مؤتمر صحفي له في منصبه الجديد: "غزو: كلمة مروعة"، وأضاف: "أنا سعيد بوجود رد فعل قوي في بريطانيا على استخدام هذه الكلمة".
وأوضح: "هذه هي المشكلة التي نراها في كثير من الأحيان". وأشار إلى أنه عندما كان المسؤول الثاني بوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة خلال أزمة الهجرة 2015-2016 في أوروبا، كان هذا على وجه التحديد "نوع الكلمات والخطاب اللاإنساني الذي سمعته على لسان شخصيات سياسية أوروبية خلال هذه الفترة".
وأعرب عن قلقه من تزايد هذا النوع من الخطاب، حيث قال: "علينا حقاً أن نعمل بجد؛ كي لا يسمم ذلك القضايا المتعلقة بالإنسان".