اتهمت الولايات المتحدة، الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، كوريا الشمالية بأنها تزوّد روسيا بقذائف مدفعية "سراً" لمساعدتها في مواجهة أوكرانيا، وذلك تحت غطاء شحنات مُرسلة إلى الشرق الأوسط وإفريقيا.
الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قال إن بيونغ يانغ "تقدّم في الخفاء مساعدة عسكرية لروسيا في مواجهة أوكرانيا"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كيربي أوضح خلال مؤتمر صحفي، أن واشنطن تسعى حالياً إلى معرفة ما إذا كانت موسكو تسلّمت هذه المساعدات العسكرية الكورية الشمالية، وقال: "لا نعتقد أن المعدات التي تلقاها (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) أو سيتلقاها ستغيّر المعادلة في ساحة المعركة بشكل ملموس".
أضاف كيربي: "من المؤكد لن يغير (تزويد كوريا لروسيا بالذخائر) حساباتنا… أو حسابات كثيرين من حلفائنا وشركائنا بشأن أنواع القدرات التي سنواصل تقديمها للأوكرانيين".
كانت صحيفة The New York Times قد قالت الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022، نقلاً عن المخابرات الأمريكية، قولها إن روسيا ستشتري ذخيرة مدفعية من كوريا الشمالية.
تقرير الصحيفة أفاد بأن المعلومات الاستخباراتية التي رُفعت عنها السرية في الآونة الأخيرة، لم تقدم أي تفاصيل حول ما تم شراؤه، باستثناء القول إن الأشياء التي اشترتها روسيا من كوريا الشمالية تضمنت قذائف مدفعية وصواريخ.
إضافة إلى كوريا الشمالية، تتهم الولايات المتحدة إيران بتزويد روسيا مسيّرات، والأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعربت واشنطن عن "قلق متزايد" إزاء احتمال تزويد إيران الجيش الروسي بصواريخ أرض-أرض، علماً بأن طهران تنفي تقديم أي مساعدات عسكرية لروسيا.
في هذا الصدد، قال كيربي: "سنعمل مع حلفائنا وشركائنا في الأمم المتحدة لكي نرى أي عقوبات إضافية يمكن فرضها على هذين البلدين".
لم يوضح كيربي ما إذا كانت الولايات المتحدة تسعى فعلياً لاعتراض الشحنات الإيرانية والكورية الشمالية، كما أنه لم يكشف أي تفاصيل حول المسارات التي تسلكها.
اكتفى كيربي بالإشارة إلى أن بلداناً في الشرق الأوسط وإفريقيا يمكن أن تستخدم صلة وصل لشحنات القذائف الكورية الشمالية المتجهة إلى روسيا، وقال إن هذه المساعدات الكورية الشمالية تعكس خيارات بيونغ يانغ، كما تسلّط الضوء على "الشح والاحتياجات" لدى روسيا.
كذلك أكد كيربي أن "تدابير الحظر والعقوبات تؤثر على قاعدة الصناعة الدفاعية لبوتين وتجبره على البحث عن مصادر خارجية للذخائر والمعدات على غرار المسيّرات الإيرانية".
من ناحية ثانية، قال كيربي عن الصواريخ التي أطلقتها بيونغ يانغ، إن الولايات المتحدة "تدين" هذا العمل، ووصف بـ"الخطير" إطلاق صاروخ سقط قرب المياه الدولية الكورية الجنوبية.
أيضاً انتقد كيربي موقف الصين إزاء التصعيد الذي بدأه نظام كيم جونغ أون، وقال: "قلنا مراراً إننا نأمل أن تستخدم بكين نفوذها لدى بيونغ يانغ بشكل إيجابي في عملية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. لكننا لم نلاحظ أن بكين مارست هذا النوع من النفوذ".
يأتي هذا فيما تحذّر واشنطن وسيول بشكل متكرر، من أن بيونغ يانغ قد تجري تجربة نووية جديدة ستكون السابعة لها في تاريخها.