أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بأن موسكو قد تنظر في استئناف اتفاق يسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية فقط بعد الانتهاء من التحقيق في هجمات بطائرات مسيرة على ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
قال الكرملين في بيان إنه لا يجوز النظر في الاستئناف إلا بعد "تحقيق مفصل في ملابسات هذا الحادث، وأيضاً بعد تلقي ضمانات حقيقية من كييف بالمراعاة الصارمة لاتفاقات إسطنبول، ولا سيما بشأن عدم استخدام الممر الإنساني لأغراض عسكرية".
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ثقته بإقامة تعاون "يركز على الحل فيما يخص شحن الحبوب الأوكرانية"، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.
وأشار البيان إلى أن الرئيسين بحثا قضايا إقليمية على رأسها المستجدات الأخيرة في الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكداً أن تركيا تواصل اتخاذ المبادرات اللازمة مع جميع الأطراف لحل المشاكل المتعلقة بتنفيذ اتفاقية إسطنبول لشحن الحبوب.
وشدد على ثقته بإقامة تعاون "يركز على الحل بشأن هذه المسألة كما العديد من المسائل الأخرى".
وبين أنه "في حال حل أزمة اتفاق الحبوب بنهج بناء فإن ذلك سيشجع أيضاً الخطوات التي ستتخذ في طريق العودة إلى المفاوضات".
يأتي ذلك في الوقت الذي قال مركز التنسيق المشترك بقيادة الأمم المتحدة في بيان إن ثلاث سفن غادرت الموانئ الأوكرانية بحلول ظهر الثلاثاء بموجب اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وذلك في اليوم الثاني من الإبحار بعدما علقت روسيا مشاركتها في المبادرة.
وجاء في بيان مركز التنسيق المشترك، الذي يتخذ من إسطنبول مقراً، أن تحرك السفن اتفقت عليه وفود أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة التي تعمل في المركز، وأن الوفد الروسي أُحيط علماً بذلك.
وأفاد البيان بأن منسق الأمم المتحدة بشأن مبادرة الحبوب أمير عبد الله "يواصل مناقشاته مع جميع الدول الأعضاء الثلاث الأطراف في الاتفاق في محاولة لاستئناف المشاركة الكاملة في عمل المركز".
تعليق أوروبي
من جانبه، قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى أنقرة نيكولاوس ماير لاندروت، إن قرار روسيا تعليق العمل باتفاقية إسطنبول للحبوب "غير مبرر".
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين بولاية سامسون شمالي تركيا أثناء مشاركته في عدة فعاليات.
أشار لاندروت إلى أن اتفاقية الحبوب تمت عن طريق الأمم المتحدة وبمساهمة تركيا، مشدداً على أهميتها في حل أزمة الغذاء العالمية، فيما أشاد المسؤول الأوروبي بالجهود التركية من أجل مواصلة العمل بالاتفاقية.
وحذّر لاندروت من تأثير القرار الروسي على الدول الفقيرة التي تستورد القمح من أوكرانيا.
الإثنين، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تعليق حركة السفن عبر الممر الآمن المحدد بموجب مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، "نظراً لاستخدامه من قبل أوكرانيا في خوض عمليات قتالية ضد روسيا"، بحسب ما قالت موسكو.
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
تضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.