تدخل سلاح الجو الإيطالي لإنقاذ رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، التي كانت عالقة في القارة القطبية الجنوبية، بعد أن خذلتها طائرة بلادها القديمة للمرة الثانية خلال أسبوع، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
حيث نقلت طائرة سي-130 هيركوليز Hercules التابعة لسلاح الجو الإيطالي جاسيندا أرديرن إلى نيوزيلندا، يوم السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن تعطلت طائرتها التي تعمل منذ 50 عاماً على الجليد.
الصحيفة البريطانية قالت إن الحادث ضاعف من حرج سلاح الجو الملكي النيوزيلندي الذي اضطر إلى إلغاء رحلته، الأسبوع الماضي، لنقل رئيسة الوزراء إلى القارة القطبية الجنوبية في أول زيارة رسمية لها.
أسطول "العار الوطني"
إذ خشي الطيارون ألا تتمكن طائرة هيركوليز النيوزيلندية من الهبوط في الطقس المتدهور في القارة القطبية الجنوبية، وفضلوا العودة في منتصف الرحلة التي استغرقت 8 ساعات. واضطرت جاسيندا أرديرن إلى ركوب طائرة C-17 أمريكية أكبر وأحدث.
تسلط هذه الأزمة الضوء على إنفاق نيوزيلندا المنخفض على الدفاع، الذي أثار غضب بعض النواب ودفعهم لوصف أسطول القوات الجوية القديم بالعار الوطني.
وقال جيمس ماكدويل، المتحدث باسم الدفاع عن حزب ACT المعارض: "الطائرات النيوزيلندية القديمة تتهاوى… وفي الوقت الحالي نعتبر أنفسنا محظوظين لو تمكنا من الإقلاع بنجاح من المدرج، دعكم عن حماية أنفسنا".
والعام الماضي، قال المارشال كيفن شورت، قائد قوات الدفاع النيوزلندية، إن البلاد لديها 3 قدرات فقط يمكنها الصمود في بيئة "محتدمة الصراع"؛ فرقاطتان، والقوات الجوية الخاصة SAS، وطائرة الاستطلاع البحرية P-3 Orion التي يبلغ عمرها 50 عاماً.
أداء محدود للطائرات النيوزيلندية
حسب الصحيفة البريطانية فإن أداء طائرات القوات الجوية النيوزيلندية المتبقية محدود، لدرجة أن رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن وخطيبها، كلارك غيفورد، يضطران لركوب طائرات القادة الآخرين.
فبعد جنازة الملكة في سبتمبر/أيلول، استقلت أرديرن طائرة جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، فيما اعتمد غيفورد على القوات الجوية الأسترالية للعودة إلى الوطن.
كما أن التأخير الناجم عن أعطال الطائرات ليس بالأمر الجديد على قادة نيوزيلندا، الذين لديهم تاريخ طويل ومحرج في عدم القدرة على العودة من الرحلات الخارجية بسهولة.
فبعد زيارتها الرئيس الأمريكي بايدن في يونيو/حزيران، اضطرت جاسيندا أرديرن إلى العودة إلى الوطن على متن طائرة تجارية، بعد تعطل طائرتها البوينغ 757 القديمة التابعة لقواتها الجوية النيوزيلندية في واشنطن العاصمة.
في أغسطس/آب، ترك عطل آخر في طائرة هركوليز، بيني هناري، وزير الدفاع، ووفداً مكوناً من 30 شخصاً عالقين في جزر سليمان.
في عام 2019، علقت أرديرن في أستراليا بسبب عطل آخر. وعلق ونستون بيترز، نائب رئيس الوزراء آنذاك، في المحيط الهادئ بعدما تعطلت طائرته.
يُذكر أن القوات الجوية النيوزيلندية ستبدأ في استلام طائرات نقل جديدة من طراز هيركوليز اعتباراً من عام 2024، وستتلقى أواخر هذا العام أول طائرة من 4 طائرات دورية بحرية جديدة من طراز P-8A Poseidon لتحل محل طائرات Orions القديمة.