أظهرت فيديوهات ووثائق تعرُّض اللاجئين على الحدود مع اليونان لانتهاكات مروعة، وصلت إلى حد القتل، فيما كشفت عن "تجنيد" لاجئين في مركز حرس حدودي يوناني؛ لملاحقة اللاجئين الآخرين والاعتداء عليهم.
وفي حلقة جديدة من برنامج "ما خفي أعظم" على قناة "الجزيرة" الفضائية، الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن "اليونان تعمدت قتل لاجئين وتعريتهم ليتجمدوا من البرد".
فيما عرض البرنامج تفاصيل إجبار ضباط يونانيين لاجئاً سوريّاً على الانضمام إلى جيش من الملثمين مقابل الموافقة على عبوره أراضيها، كما عرض صوراً مسربة للاجئين آخرين تم تجنيدهم في جيش الملثمين.
بحسب "الجزيرة"، فإن مهمة هذا "الجيش الملثم" هي ملاحقة اللاجئين وإجبارهم على العودة باتجاه تركيا.
فيما قال وزير يوناني سابق، في مقابلة خلال البرنامج: "جرائم قتل اللاجئين على حدودنا سياسة منظمة، وتتم بعلم الاتحاد الأوروبي".
توثيق انتهاكات لليونان
كان تقريرٌ صادر عن هيئة تابعة للاتحاد الأوروبي، قد كشف أن موظفي الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) تورطوا في التستّر على عمليات الترحيل القسري غير الشرعية للمهاجرين من اليونان إلى تركيا.
ونُشِرَ تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، المؤلف من 120 صفحة، الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول، على منصة FragDenStaat الألمانية لحرية المعلومات وموقعي Der Spiegel وLighthouse Reports الألمانيين، بحسب وكالة Associated Press الأمريكية.
حيث وجد التقرير أن كبار مديري "فرونتكس" ارتكبوا "سوء سلوك خطيراً ومخالفات أخرى" بالتستُّر على وقائع الترحيل القسري للمهاجرين، وعدم الإبلاغ عن تلك الوقائع أو التعامل معها بالشكل الصحيح. لكن التقرير المنشور لم يذكر أي أسماء.
أوضح التقرير: "لقد أعاقوا بفعلتهم هذه قدرة وكالة فرونتكس على الاضطلاع بمسؤوليتها كاملة، ومنها ضمان حماية وتعزيز الحقوق الأساسية".
وتتكفل وكالة فرونتكس بتنسيق عمليات البحث والإنقاذ والاعتراض الحدودي بالنيابة عن 27 من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. يذكر أن الترحيل القسري للمهاجرين ينتهك القوانين الدولية وقوانين الاتحاد الأوروبي على حدٍّ سواء، ويُعرّف بأنه إجبار المواطنين على اجتياز الحدود الدولية قسراً دون تقييم حقهم في طلب اللجوء أو أشكال الحماية الأخرى.