حُكِمَ على مسؤول سابق بالأمم المتحدة، اعترف بتخدير 13 امرأة والاعتداء عليهن جنسياً، بالسجن 15 عاماً، وذلك خلال عمله في الشرق الأوسط، بحسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.
نفذ كريم الكوراني، 39 عاماً، اعتداءاته بين عامي 2002 و2009، أثناء عمله في التنمية الدولية بالعراق، بما في ذلك 3 سنوات في منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وسنتين كخبير اتصالات تابع للأمم المتحدة، حسبما أُبلغت محكمة في نيويورك.
صداقة ثم اغتصاب
القاضية نعومي رايس بوخوالد قالت إن الكوراني اغتصب "نساء اعتقدن أنه صديقهن". تحدثت 9 منهن عند النطق بالحكم، بما في ذلك من خلال مكبرات الصوت في قاعة المحكمة.
عرّفت إحداهن نفسها باعتبارها صحفيةً كانت تعمل في العراق، وذهبت لتناول العشاء مع الكوراني في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، حيث أضاف مخدرات إلى مشروبها. بعد ذلك، شعرت بغيبوبة، على حد قولها، ولم تستطع تذكر سوى "ومضات قصيرة" من نقلها إلى شقته، حيث استيقظت عندما كان يغتصبها.
بعد تخديرها، تأكد أنها "لن تعرف أبداً تفاصيل ما حدث لي في أسوأ يوم في الحياة"، على حد قولها. وقالت إن ذلك دمر حياتها المهنية، ولم تتمكن لمدة 5 سنوات من معانقة زوجها.
وقالت ضحية أخرى إن الكوراني وضع مخدرات في شاي البابونغ. ذات مرة، أمسكها وهما يخرجان من المصعد وأجبرها على الدخول إلى غرفته بالفندق.
حاولت هذه الضحية الإمساك بالأنابيب الموجودة في الممر، وتمترست بقدميها على الحائط، في محاولة لإرباك توازنه، وأضافت: "جاء أمن الفندق إلى الغرفة، لكن كريم صرفهم بإظهار جوازيّ سفره الأزرقين -الولايات المتحدة والأمم المتحدة- وقدّم عذراً عن كونه دبلوماسياً".
وأكدت الضحية أنها شعرت بالعزلة والوحدة: "لم أستطع الذهاب إلى الشرطة الكردية، ولم أكن أثق بالأمم المتحدة".
فيما قالت امرأة أخرى إنه أقام صداقة معها في الأمم المتحدة عندما انتقلت لتوها إلى أربيل وكانت تحاول الوقوف على قدميها في العمل الإنساني. مضيفة أنها تذكرت شعورها بالأمل والسعادة وهي تجلس على الشرفة "تحتسي فودكا توت بري" كان قد سكبها لها.
وتابعت إنه أخبرها في صباح اليوم التالي "بالتفصيل الدقيق بما يفترض أنني وافقت عليه" وألا تشعر بالذنب؛ لأنها "خدعت" صديقها معه.
كان "يشرب مشروباً قوياً"
أما إحدى النساء، فقد أكدت أنها قامت بإخبار أشخاص مشتركين، بأن "كريم يشرب مشروباً قوياً" أو تقول "ماذا بحق الجحيم يضع كريم في الحشيش؟". وقالت إنه لعدة سنوات "كانت تلك مزحة جارية بيني وبين كريم عن مدى الفوضى التي حصلت عليها في شقته في إحدى الليالي عام 2010".
واضافت: "الجسد يتذكر ما ينسى العقل". وقالت مخاطبةً إياه في المحكمة: "تذكر أنك استيقظت في شقتك في القاهرة ذات صباح حار من شهر أغسطس/آب، في أول أسبوع لي في مصر، وأخبرتني أننا لم ننم معاً، وأنك ما زلت حزيناً على الانفصال، ولا يمكنك أن تكون حميمياً حتى الآن. تذكر أنك أخبرتني بذلك، لكن جسدي يسمع بخلاف ذلك. إنه يتذكر كيف شعرت بالضباب والخمول الشديدين بشكل غير معهود في ذلك اليوم كله بعد ذلك".
وقالت إنها لم تكن تدرك الحقيقة حتى اتُّهِمَ عام 2020 بتخدير النساء والاعتداء عليهن جنسياً.
أبلغت الصحفية الأمم المتحدة بالاعتداء الذي تعرّضت له في ديسمبر/كانون الأول 2016، وأُحيلَت القضية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي. وأقر الكوراني، من نيوجيرسي، بالذنب في 3 تهم في مايو/أيار. وقال في بيان للمحكمة "ستطاردني أفعالي بقية حياتي، وستكون بقية حياتي مليئة بالندم".