قال سفير روسيا في تل أبيب، أناتولي فيكتوروف، مساء الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن موسكو لن تنظر بإيجابية إلى تزويد إسرائيل لكييف بالأسلحة، وإن الكرملين سيعتبر ذلك عملاً "غير ودي".
جاء ذلك في مقابلة أجراها السفير الروسي مع قناة 11 الإسرائيلية، ونشرت عنها صحيفة "هآرتس"، أكد فيها أنَّ رفض إسرائيل تزويد أوكرانيا بالسلاح "يساهم في تحسين العلاقات" بين روسيا وإسرائيل.
سُئل فيكتوروف عن تصريح وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، بأن تل أبيب ستزود أوكرانيا بنظام تحذير ضد التهديدات الجوية، فأجاب: "أنا لست خبيراً عسكرياً"، ولكن "هناك قناة اتصال بين بلدينا".
كما سئل عما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تشعر بالقلق إزاء التعاون بين روسيا وإيران، فأجاب بأن روسيا "تأخذ في الاعتبار مخاوف إسرائيل الأمنية المشروعة".
أما عن مطالبة السلطات الروسية بإغلاق الوكالة اليهودية، فردَّ فيكتوروف بأن الموضوع "قانوني بحت، ولا شيء أكثر من ذلك". وأضاف أنه "لا يوجد سبب يدعو المواطنين اليهود في روسيا إلى الشعور بالخوف".
تل أبيب حاولت الوقوف على الحياد
منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كانت إسرائيل تسعى لتحقيق التوازن بين إرضاء حلفائها الغربيين وعدم جلب سخط روسيا التي أصبحت فعلياً جارتها الشمالية، من خلال سيطرتها الكاملة على الأجواء السورية.
لذا لم تنضم إسرائيل إلى عقوبات الدول الغربية ضد روسيا، وامتنعت عن بيع الأسلحة إلى أوكرانيا.
أدى تباطؤ إسرائيل في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى إثارة غضب الولايات المتحدة، ويبدو أن محاولة إسرائيل إرضاء الأخيرة عبر تشديد موقفها إزاء روسيا عبر التصويت لصالح طردها من مجلس حقوق الإنسان، قد أغضب الأخيرة بدورها.
خلال الشهر الجاري (أكتوبر/تشرين الأول)، حذَّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، إسرائيل من تداعيات تزويد أوكرانيا بالأسلحة، قائلاً إن أي خطوة تصب في إطار دعم القوات الأوكرانية ستضر بشدة بالعلاقات الثنائية.
جاء ذلك في بيان نشره ميدفيدف، الذي شغل سابقاً منصبي الرئيس ورئيس الوزراء، على تليغرام، وقال إن "إسرائيل تستعد على ما يبدو، لتزويد نظام كييف بالأسلحة، إنها خطوة متهورة للغاية، ستدمّر جميع العلاقات الثنائية بين بلدينا".
وكثفت أوكرانيا مناشداتها إسرائيل التماساً للدعم بعد أن أعلنت عن ضربات روسية متعددة باستخدام طائرات مسيّرة "شاهد 136" المصنوعة في إيران. وطورت إسرائيل، وهي خصم لإيران، وسائل لرصد هذه الطائرات وإسقاطها.