تستضيف العاصمة المصرية القاهرة احتفالية على مدار 3 أيام، بدءاً من الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وذلك بمناسبة مرور 50 عاماً على العلاقات مع أبوظبي، تحت شعار "مصر والإمارات قلب واحد"، بحضور وزراء من حكومتي البلدين، فضلاً عن 1800 شخصية من كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين.
تأتي الاحتفالية تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي محمد بن زايد، بهدف "تعزيز الروابط والعلاقات المتينة الممتدة لأكثر من 5 عقود، وصياغة مستقبل أكثر تعاوناً وإنجازاً بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية"، وفق ما نقلته "اليوم السابع" المصرية.
على قلب رجل واحد!
وافتتح السيسي الاحتفالية التي تستمر لثلاثة أيام بكلمة مصوّرة تم عرضها عبر الفيديو، تحدث خلالها عن العلاقات بين بلاده والإمارات، مشيراً إلى أنها "تتميز دائماً أنها قائمة ليس فقط على مشاعر الحب والأخوة والصداقة الحقيقية، بل كذلك على الفهم الواقعي المتعمق والدقيق لظروف المنطقة والعالم". وفق تعبيره.
أضاف: "إن الشعبين المصري والإماراتي دائماً على قلب رجل واحد، كما أن العلاقات بين الدولتين وعلى اختلاف القيادات والحكومات تظل نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات المتميزة بين الدول العربية الشقيقة.. فالتفاهم وتطابق الرؤى مع قيادات دولة الإمارات الشقيقة هي مما نفخر به فى مصر، بداية من المؤسس العظيم للدولة سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
في الوقت ذاته أكد أن العلاقات بين البلدين "لم تتغير" قوتها على مدار العقود السابقة، "بل ازدادت رسوخاً، وظل التفاهم والإخاء والتوافق بين البلدين هو عنوان مسيرة العلاقات بينهما".
السيسي يشكر دعم الإمارات
من جانب آخر، توجه السيسي بالشكر لقيادة الإمارات على "دعمها" لمصر "خلال الفترة العصيبة"، وأضاف: "أتذكر بالتقدير والعرفان الموقف التاريخي الداعم لدولة الإمارات الشقيقة خلال الفترة العصبية التي مرت بها مصر منذ حوالي 10 سنوات".
السيسي أشار إلى أن هذا الدعم جاء "تعزيزاً لخصوصية العلاقات بين مصر والإمارات، وبرهاناً واضحاً على ما يجمع الدولتين والقيادتين والشعبين من روابط وثيقة، وأنهما بمثابة شعب واحد وبلد واحد، وهو العهد الذى أجدد التمسك به عهد الأخوة والخير والتعاون والبناء والمصير الواحد".
يشار إلى أن احتفالية مرور 50 عاماً على العلاقات بين مصر والإمارات، والتي تستضيفها القاهرة على مدار أيام الأربعاء والخميس والجمعة، تحتضن فعاليات وأجندة مختلفة من الاقتصاد إلى السياسة، وحتى الثقافة والفن.
فعاليات اقتصادية وثقافية
وفق ما نقله موقع "سكاي نيوز عربي"، فإن الحفل يتضمن فعالية منتدى اقتصادي، بمشاركة وزراء في حكومتي مصر والإمارات وعدد من الشخصيات ورجال الأعمال، وحضور شركات من البلدين.
إلى جانب فعالية منتدى ثقافي، بحضور شخصيات إعلامية وثقافية وفنية، تتضمن استعراض تاريخ العلاقات وآفاق التعاون المشترك. كما ستتم إعادة إحياء الحفل المميز "أم كلثوم في أبوظبي"، الذي أقيم عام 1971 في أبوظبي، وبطابع جديد.
إضافة إلى ذلك، سيشهد الحفل جلسات نقاشية حول تاريخ الإعلام المصري الإماراتي، وتاريخ العلاقات السياسية. فضلاً عن جلسات حوارية مع عدد من الدبلوماسيين المصريين والإماراتيين، ونخبة من الإعلاميين من القطاع الحكومي والخاص.
حسب الموقع، فإن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين مصر والإمارات، من يناير/كانون الثاني حتى مايو/أيار من العام الجاري 2022، بلغ أكثر من 3.2 مليار دولار، بنمو وصلت نسبته إلى 11%.
في السياق ذاته، تقدر قيمة الاستثمارات الصادرة من الإمارات إلى مصر بين 2003 و2019 بنحو 30 مليار دولار، كما أن أبوظبي تعتبر أكبر مستثمر عربي والثالثة عالمياً في مصر، برصيد تراكمي يزيد على 28 مليار دولار، وفق بيانات المصدر ذاته.
وأضاف أن الشركات المصرية في المقابل، تستثمر أكثر من 4 مليارات درهم في الإمارات (ما يعادل نحو 1.1 مليار دولار)، وتشمل مشاريعها كذلك القطاع العقاري والمالي والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة.