أظهرت صور أقمار صناعية، أن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، يشرع في بناء مجمع قصور فخمة، سيُضاف إلى مجموعته الواسعة من القصور الفاخرة، وذلك في الوقت الذي يحثّ فيه المواطنين على تقديم تضحيات شخصية للنجاة من أزمة اقتصادية حادة.
صحيفة The Telegraph البريطانية قالت، الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن كيم أمر بتشييد مبانٍ جديدة مزخرفة في قصره المُطِل على بحيرة في مقاطعة بيونغان الجنوبية مؤخراً الشهر الماضي، وفقاً لصور الأقمار الصناعية عالية الدقة التي حلّلها موقع NK الإخباري ومقره سيول.
تُظهِر الصور، التي التقطتها شركة Planet Labs لصور الأقمار الصناعية، أنَّ الأسابيع الأخيرة شهدت تنفيذ أعمال بناء في مجمع قصر فخم موجود بالفعل على بحيرة يونفنغ، وهي بقعة خلابة محاطة بتلال مشجرة وبعيدة عن عامة الناس.
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أقاويل بأن المشروع بدأ في مايو/أيار 2021 بامتداد طموح على مساحة 21 ألف متر مربع، وبرج مكون من أربعة طوابق، لكن بدأ العمل في قصر جديد آخر بمساحة 2600 متر مربع في أوائل سبتمبر/أيلول 2022.
تكشف صور الأقمار الصناعية أيضاً عن معسكر لعمال بناء مترامي الأطراف استمر في الازدياد بالتزامن مع أعمال التجديد؛ ما يشير إلى أنَّ العمال سيستمرون في البناء خلال أشهر الشتاء القاسية.
لعقود من الزمن، عُرِف عن سلالة كيم أنها تثري نفسها بمعيشة فاخرة، ومأكولات شهية يُحرَم منها المواطنون الكوريون الشماليون، بينما كانت تُنفَق خزائن الأمة على برنامج الصواريخ النووية الذي أدى إلى فرض عقوبات دولية ساحقة على الدولة.
كما أنه في الوقت الذي حُرِم فيه المواطنون العاديون بكوريا الشمالية من الحصول على الأطعمة والسلع المنزلية الأساسية، عزلت عائلة كيم نفسها عن تأثير العقوبات، واستمرت في الاستمتاع بالأطعمة الفاخرة والويسكي من الدرجة الأولى والسيارات باهظة الثمن، وفقاً لـThe Telegraph.
كان خبراء قد حذروا من انتشار مستويات خطيرة من الجوع في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة، وفي العام الماضي حذر كيم نفسُه البلاد لتستعد لأزمة مماثلة للمجاعة المميتة في التسعينيات.
يقول نائب مدير معهد أبحاث معلومات الأقمار الصناعية في جامعة كيونغ بوك الوطنية في كوريا الجنوبية، بروس سونجهاك تشونغ، إن عائلة كيم تتمتع بما يصل إلى 30 قرية فاخرة، والعديد من الجزر الخاصة التي يمكن استخدامها لقضاء العطلات.
تشونغ أضاف في تصريح لإذاعة Radio Free Asia أنه استخدم أيضاً تطبيق Google Earth لتحديد أسطول مكون من 5 يخوت كبيرة الحجم، أحدها يحتوي على حمام سباحة أولمبي بأربعة مسارات.
يمتلك كيم أيضاً فيلا فاخرة بمدينة ساحلية، ملحقاً بها 4 سفن سياحية فاخرة، ومتنزه مائي وحلبة رماية ومضمار لسباق الخيل، بالإضافة إلى 10 فيلات أخرى تنتشر على طول الشاطئ.
يُعتقَد أنَّ اثنتين من هذه السفن السياحية خضعتا للتجديد والتوسيع في 2020، خلال جائحة فيروس كورونا، عندما تعرض الاقتصاد لمزيد من الضغط، بسبب إغلاق الحدود الصارم الذي أدى إلى تفاقم نقص الغذاء الناجم عن الكوارث الطبيعية والعقوبات.
مع ذلك، قال تشونغ إنَّ بعض الكوريين الشماليين لم يكونوا على دراية بمجموعة المنتجعات الضخمة المملوكة لعائلة كيم، ومُنِعوا الوصول إلى الإنترنت، إضافة إلى تعريضهم لدعاية عبر وسائل الإعلام الحكومية حول نظام كيم جونغ أون الغذائي الشحيح، وقلة نومه بسبب التفاني في خدمة شعبه.
أضاف تشونغ: "أشعر بالخوف من مدى فعالية هذه الدعاية مع كيم لدرجة أنَّ الكوريين الشماليين يقدسونه بهذا القدر".