أنشأت روسيا أسطولاً غير مرئي من ناقلات النفط للتهرب من العقوبات، وذلك عن طريق نقل الشُحنات من سفينة إلى أخرى، بحسب وكالة بلومبيرغ الأمريكية، السبت، 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
إذ دفعت العقوبات المفروضة على موسكو من قبل الولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي، تجار النفط إلى إيجاد طرق جديدة لتصدير النفط الروسي، عبر تهريب شحنات من سفينة إلى أخرى.
"أسطول الظل"
ووفقاً للوكالة الأمريكية، فإن البيانات الخاصة بشحنات النفط البحرية من روسيا في سبتمبر/أيلول الماضي، تتجاوز أرقام فبراير/شباط، والتي قد تكون بسبب "أسطول الظل" لناقلات النفط.
وتعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وثاني أكبر مصدر للنفط الخام بعد السعودية، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
الوكالة كشفت أن روسيا تلجأ إلى شحن النفط من سفينة إلى أخرى للحفاظ على صادراتها.
وشملت العقوبات الأوروبية على موسكو حظر واردات النفط الروسي المصدر إلى أوروبا بحراً، وهو ما يستثني النفط المنقول لأوروبا عبر الأنابيب، نظراً لاعتماد دول كالمجر وسلوفاكيا والتشيك عليه.
وتابعت الوكالة: "أصبح التجار وشركات الناقلات وأقوى الحكومات في العالم يركزون بشكل متزايد على سؤال واحد في سوق النفط: هل تستطيع سلسلة التوريد الخاصة بصناعة البترول التعامل مع أقسى العقوبات المفروضة في التاريخ على الصادرات الروسية؟".
كما أشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه يتم حشد أسطول ضخم من ناقلات النفط مع مالكين مجهولين لخدمة مصالح موسكو.
وذكرت بلومبيرغ: "مع مرور حوالي 6 أسابيع على دخول الإجراءات حيز التنفيذ، لا يوجد وضوح يُذكر حول ما إذا كانت هذه الخطوات كافية حقاً لمساعدة ثالث أكبر منتج للنفط في العالم على إيصال الكثير من إنتاجه إلى المشترين لدرء صدمة العرض".
شبكة سرية
وعلى ما يبدو بات في حكم المؤكد أن جزءاً كبيراً من التدفقات الروسية سيتم التعامل معه من خلال شبكة معقدة – وغالباً ما تكون سرية – من السفن والمالكين والموانئ والممرات الآمنة التي تهيمن عليها الكيانات التي لا تزال على استعداد للتعامل مع روسيا.
إذ قال كريستيان إنجرسليف، الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسك تانكرز": "إذا نظرت إلى عدد السفن التي تم بيعها في الأشهر الستة الماضية إلى مشترين لم يتم الكشف عن أسمائهم، يصبح من الواضح جداً أنه يتم إنشاء أسطول لنقلها".
وبحسب سمسار السفن "بريمار"، اشترى الجانب الروسي بالفعل 240 سفينة صغيرة وكبيرة لدعم صادرات النفط إلى آسيا.
وكما أضاف Braemar أنه لدعم 4 ملايين برميل يومياً من الصادرات الروسية إلى الشرق الأقصى، يجب إضافة العديد من السفن التي تم التعامل معها مؤخراً إلى 240 سفينة، التي حملت الخام الإيراني والفنزويلي في العام الماضي لتشكيل أسطول ظل ضخماً يدعم موسكو.
ووافق الاتحاد الأوروبي في 6 أكتوبر/تشرين الأول على الحزمة الثامنة من العقوبات على روسيا.
العقوبات على وجه الخصوص تشمل سقفاً لسعر النقل البحري للنفط الروسي إلى دول ثالثة، وقيود إضافية على النقل البحري للنفط الخام والمنتجات البترولية إلى دول ثالثة.
في السياق، أكد رئيس وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، مكسيم ريشيتنيكوف، كجزء من اجتماع لجنة مجلس الدوما للميزانية والضرائب، إن روسيا ستحتفظ بدور المورد الاستراتيجي لموارد الطاقة حتى مع إدخال عقوبات جديدة.