أعرب مسؤولون في الحكومة الأمريكية، عن قلقهم من النفوذ الكبير الذي أصبح الملياردير إيلون ماسك يتمتع به في الشؤون الخارجية، وسعيهم للحد من نفوذه في واشنطن عن طريق تمويل الشركات المنافسة له، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Washington Post.
وضخت الحكومة الأمريكية المليارات في مشاريع إيلون ماسك العلمية والتجارية وعرضت عليه عقوداً حكومية مربحة وحصرية على مدار العشرين عاماً الماضية.
إذ قال أحد مسؤولي البيت الأبيض للصحيفة: "إيلون، الحاضر في كل مكان. إنه يتصور أنه هدية للبشرية ولا يحتاج إلى أي حدود، وأنه أَعلم الجميع".
ورغم أن ماسك كان على خلاف علني مع الرئيس جو بايدن خلال العام الماضي، أصبح على اتصال برؤساء وزراء ورؤساء أجانب في الوقت الذي ازداد فيه خلافه مع واشنطن علانية، حسبما قالت مصادر مقربة من ماسك للصحيفة.
وقد التقى ماسك علناً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو وقادة أجانب آخرين، ما أثار تساؤلات حول تضارب المصالح. على سبيل المثال، بعد أن زعم رئيس مجموعة أوراسيا إيان بريمر أن ماسك التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين– وهو ما ينفيه ماسك- بدأ في الترويج لفكرة أن تتنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم لروسيا، وهي موضوع نقاش شائع بين الموالين لبوتين والمسؤولين الروس الآخرين.
وامتنع ماسك عن التعليق لصحيفة The Washington Post.
وقالت مصادر للصحيفة أيضاً إنها قلقة على الأمن القومي من علاقات ماسك التجارية العديدة.
البيت الأبيض يشك بإيلون ماسك
ووفقاً لتقرير نُشر يوم الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول في وكالة بلومبيرغ، تبحث إدارة بايدن طرقاً للتحقيق في صفقة ماسك البالغة قيمتها 44 مليار دولار لشراء تويتر بسبب الكيانات الأجنبية المتعددة التي استثمرت في الصفقة.
ومن بين هؤلاء المستثمرين، الأمير السعودي الوليد بن طلال، وجهاز قطر للاستثمار، وشركة Binance Holdings، التي أسسها رجل الأعمال الصيني تشانغ بينغ شاو.
وقد تخضع شبكة إنترنت ستارلينك أيضاً لمراجعة أمن قومي، بعد تنامي انزعاج المسؤولين من خطة ماسك للسلام بين روسيا وأوكرانيا، وفقاً لمصادر تحدثت إلى بلومبيرغ لم تُسمِّها.
دعم منافسي ماسك
كما قالت صحيفة The Washington Post في تقريرها إن المسؤولين الحكوميين يدعمون منافسي ماسك، في محاولة لتقليل اعتمادهم على شركاته. وهذا يشمل تمويل منافسين لسبيس إكس، مثل Boeing's Starliner، وتشجيع الشركات الأخرى المصنعة للسيارات الكهربائية على التنافس مع تسلا، والبحث عن بدائل لستارلينك في أوكرانيا.
وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول قالت السكرتيرة الصحفية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون): "سبيس إكس ليست الوحيدة. هناك كيانات أخرى يمكننا بالتأكيد أن نتشارك معها لتزويد أوكرانيا بما تحتاجه في ساحة المعركة".
على أن تقرير Washington Post أشار إلى أن اهتمام الحكومة الأمريكية بالعمل مع ماسك لا يزال كبيراً.
وقال عضو في الكونغرس للصحيفة: "الشيء الوحيد الواضح أن ماسك يتصور أنه أعلم الناس، وأن بإمكانه أن يفعل ما يشاء، وهذا قد يكون إيجابياً وسلبياً".
ولم يرد ممثل عن ماسك على طلب موقع Insider للتعليق على الفور.
– هذا الموضوع مترجم عن موقع Business Insider الأمريكي.