عاد رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، إلى بريطانيا، مع تفكيره في محاولة جسورة للفوز برئاسة الوزراء لفترة ثانية، بعد أسابيع من إجباره على التنحي، مع تحذيرات من بعض زملائه بأن عودته قد تثير مزيداً من الفوضى السياسية.
ففي بداية محمومة، اندفع المرشحون المحتملون لخلافة رئيسة الوزراء ليز تراس، التي استقالت الخميس، 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعد توليها السلطة لستة أسابيع فقط، لتأمين ما يكفي من التأييد للتنافس على زعامة الحزب قبل الموعد النهائي الإثنين.
دعم نوابٍ لجونسون
جونسون، الذي كان يقضى عطلة في منطقة البحر الكاريبي عندما استقالت تراس، ولم يُدل بأية تصريحات عن عرض لاستعادة منصبه السابق، حصل على دعم العشرات من النواب المحافظين، لكنه يحتاج إلى تأمين 100 ترشيح لخوض المنافسة.
من جانبه، قال وزير التجارة جيمس دودريدج، الجمعة، إن جونسون أبلغه بأنه "مستعد لذلك". وقال السبت إن الزعيم البريطاني السابق وصل إلى نصاب التأييد المطلوب لخوض السباق، وهو 100 نائب، غير أن إحصاء رويترز أظهر أنه حصل على تأييد 40 نائباً فقط، في حين حصل وزير المالية السابق ريشي سوناك، الأوفر حظاً، على ما يزيد على 100 مؤيد.
بيني موردونت تترشح لرئاسة حكومة بريطانيا
كانت وزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت أول مرشحة تعلن رسمياً عزمها خوض المنافسة على زعامة حزب المحافظين، لكن إحصاء رويترز أظهر أنها حصلت على تأييد 22 فقط حتى الآن، والموعد النهائي لخوض المنافسة هو الساعة 1300 بتوقيت غرينتش، الإثنين.
بحسب مراسل قناة سكاي نيوز، تعرض جونسون لصيحات استهجان من بعض ركاب الطائرة التي كان على متنها، ووصلت إلى لندن صباح السبت.
"عودة مذهلة"!
في الوقت نفسه، سيكون فوز جونسون بالمنصب عودة مذهلة للصحفي ورئيس بلدية لندن السابق، الذي غادر داوننج ستريت وسط فضيحة، قائلاً إن زملاءه، أعضاء البرلمان عن الحزب الذي ينتمي إليه "غيّروا القواعد في منتصف الطريق"، لمنعه من استكمال فترته في المنصب.
كما يعد احتمال عودة جونسون إلى الحكومة مسألة مثيرة للاستقطاب للكثيرين في حزب المحافظين، المنقسم بشدة، بعد تعاقُب أربعة رؤساء وزراء في غضون ست سنوات.
بالنسبة لبعض النواب المحافظين، فإن جونسون هو الفائز بالأصوات والقادر على جذب الجميع في أنحاء بريطانيا، بوصفه أحد المشاهير، وصورته كشخصية متفائلة ونشيطة. بالنسبة للآخرين فهو شخصية سامة، سيبذل جهوداً مضنية من أجل إعادة توحيد الحزب، وبالتالي ربما يقوض الجهود المبذولة لبناء قيادة مستقرة لتهدئة الأسواق المالية المضطربة.
تحقيق برنامج المحافظين
من جانبها، قالت وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتيل، إن رئيسها القديم لديه "التفويض لتحقيق البرنامج الانتخابي (للحزب)، وسجل حافل في اتخاذ القرارات الكبيرة بشكل صحيح".
قال آندرو بريدجن، وهو عضو آخر في البرلمان، من حزب المحافظين، إنه ربما يستقيل من المجموعة البرلمانية إذا عاد جونسون للمنصب.
في حين قال الزعيم السابق لحزب المحافظين، وليام هيج، إن عودة جونسون ستؤدي إلى "دوامة الموت" للحزب.
لكن إذا تمكن جونسون من الحصول على ما يكفيه من الترشيحات، فربما يتنافس مباشرة مع سوناك، الذي استقال من منصب وزير ماليته، في يوليو/تموز 2022، قائلاً إن رئيسه السابق لم يكن قادراً على اتخاذ قرارات صعبة.