أفادت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بأن دولة الإمارات أصبحت جاذبة لأصحاب الملايين الروس، الذين يتدفقون إلى دبي والمنطقة ويشترون العقارات، بالإضافة إلى تأسيس شركات أو فروع جديدة لعملياتهم في موسكو.
إذ رصدت بلومبيرغ في تقرير، موجة تدفق رؤوس الأموال التي بدأت تكبر منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وإعلان الرئيس، فلاديمير بوتين، التعبئة الجزئية في سبتمبر/أيلول الماضي.
التدفق المستمر
التقرير أشار إلى "التدفق المستمر للوافدين من روسيا نحو الأعمال التجارية، وازدهار الحياة المالية والثقافية لهم في الإمارات، حيث يؤسس بعض الروس شركات جديدة، بينما يشتري البعض الآخر عقارات، أو ينشئون فروعاً لعملياتهم في موسكو".
ووفقاً للوكالة الأمريكية، فإن استثمارات الروس تعد دفعة مالية للإمارات، وعلى عكس الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، لم تفرض الإمارات عقوبات على روسيا بعد بدء الحرب.
وخلال اجتماع في أكتوبر/تشرين الأول الجاري مع بوتين في سانت بطرسبرغ، قال الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، إن التجارة بين البلدين تضاعفت إلى 5 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية، وهناك حوالي 4000 شركة من أصول روسية تعمل في الدولة الخليجية.
تقرير بلومبيرغ، أوضح أيضاً أن "النفوذ الروسي يمتد إلى ما وراء الأعمال، حيث تم افتتاح فرع لمدرسة بريماكوف، المشهورة بين النخبة في موسكو، في أغسطس/آب في أبوظبي".
مبيعات العقارات في دبي تحقق رقماً قياسياً
في السياق، سجل سوق العقارات في إمارة دبي رقماً قياسياً جديداً بعد بيع فيلا فخمة بجزيرة النخلة الاصطناعية مقابل 163 مليون دولار، دون الكشف عن هوية المشتري، بحسب ما ذكرت بلومبيرغ، الأربعاء.
وعندما اشترى الملياردير الهندي موكيش أمباني، قصراً في جزيرة النخلة بقيمة 80 مليون دولار في دبي لابنه الأصغر خلال مارس/آذار الماضي، كان ذلك رقماً قياسياً جديداً لسوق العقارات في دبي.
وبعد صمود الرقم لسبعة أشهر، دفع مشتر مجهول 82.4 مليون دولار مقابل عقار في جزيرة النخلة أيضاً.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت دائرة الأراضي والأملاك بدبي عن الصفقة العقارية القياسية الجديدة بقيمة 163 مليون دولار في نخلة جميرا كذلك، دون الكشف عن هوية المشتري، مسجلة أعلى مستوى على الإطلاق.
الصعود لسوق العقارات لم يستمر طويلاً
يأتي ذلك، بينما ترى الوكالة الأمريكية أن "الصعود المستمر" لسوق العقارات في الإمارة الخليجية خلال العام الماضي، لن يجعل هذا الرقم القياسي يستمر طويلاً.
كما ذكرت "بلومبيرغ" أن الكثير من مشتري العقارات في دبي هم من الروس الأغنياء الذين يبحثون عن ملاذ آمن لأموالهم عقب غزو بلادهم لأوكرانيا.
وبالإضافة إلى الروس، فإنه من بين الوافدين الجدد مستثمرون إسرائيليون وأصحاب مليونيرات في العملات المشفرة. كما كان هناك أيضاً مصرفيون يفرون من قيود كوفيد في آسيا وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العاصمة لندن.
وبحسب بلومبيرغ، فقد ارتفعت أسعار العقارات الرئيسية في الإمارة بنسبة 70.3% خلال الاثني عشر شهراً حتى سبتمبر/أيلول، مما يجعلها أكبر الرابحين على مؤشر "Knight Frank" العالمي، الذي يركز على أكثر المنازل المرغوبة والمكلفة في المدينة.