رحب عدد من الدول العربية، الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بإعلان أستراليا إلغاء اعتراف الحكومة السابقة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهي خطوة أثارت غضباً في تل أبيب، وترحيباً فلسطينياً كبيراً.
وفي أول موقف عربي، اعتبرت وزارة الخارجية القطرية، "القرار دعماً للمساعي الدولية الهادفة لتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام".
حيث قالت الوزارة القطرية في بيان، إن الدوحة تتطلّع إلى قرارات مماثلة من الدول التي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، تتسق مع الإجماع الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
كما حذَّرت الوزارة من الخطوات أحادية الجانب التي قد تقوّض مبدأ حل الدولتين، وجددت في الوقت ذاته تأكيد موقف قطر "الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية".
وزارة الخارجية السعودية أيضاً رحبت بقرار الحكومة الأسترالية إلغاء اعترافها بالقدس الغربية عاصمةً لإسرائيل.
وعبَّرت الخارجية في بيان نشرته الوكالة الرسمية "واس"، "عن تطلع المملكة إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لإيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية؛ بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
كما جددت الرياض "تأكيد موقف المملكة الثابت تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، ووقوفها الدائم إلى جانبه ودعم خياراته".
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأردنية سنان المجالي، في بيان، إن المملكة "ترحب بقرار الحكومة الأسترالية إلغاء قرار الحكومة السابقة الاعتراف بالقدس الغربية عاصمةً لإسرائيل، وعدم نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس".
أضاف المجالي أن "موقف أستراليا إيجابي وينسجم مع القانون الدولي وتثمنه المملكة عالياً (…) وهو منسجم مع الجهود المستهدفة التوصل للسلام العادل والشامل".
وأشاد بـ"تأكيد أستراليا التزامها دعم الجهود الدولية المستهدفة التوصل لحل الدولتين، وعدم دعم أي طرح يتعارض مع ذلك أو يقوضه".
كما شدد على أنه "لا بديل عن حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، سبيلاً لتحقيق السلام العادل والدائم".
كما قالت الخارجية اليمنية، في بيان: "ترحب الجمهورية اليمنية بإعلان أستراليا إلغاء اعتراف حكومتها السابقة بالقدس الغربية عاصمة مزعومة للكيان الإسرائيلي المحتل".
وأعربت عن تطلعها إلى أن تتخذ بقية الدول، "التي اعترفت بالقدس عاصمة مزعومة للكيان الإسرائيلي، مثل هذا الموقف بالتراجع عن قرارها المخالف لقرارات الشرعية الدولية".
أكدت كذلك "أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لإيجاد تسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني".
خطوة أغضبت تل أبيب
وفي 15 ديسمبر/كانون الأول 2017، قررت أستراليا الاعتراف بالقدس الغربية عاصمةً لإسرائيل، ثم أعلنت الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلغاء هذا الاعتراف، في تراجع عن قرار اتخذته الحكومة السابقة.
وقالت الخارجية الأسترالية، في بيان، إن "الحكومة أعادت تأكيد موقف أستراليا السابق والثابت بأن القدس قضية الوضع النهائي التي يجب حلها كجزء من أي مفاوضات سلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني".
ومنذ أبريل/نيسان 2014 توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ من جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى قدامى، بجانب تنصلها من مبدأ حل الدولتين.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت في 1981 ضمها إلى القدس الغربية، باعتبارها "عاصمة موحدة وأبدية" لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.
بعد ساعات الخطوة الأسترالية، استدعت الخارجية الإسرائيلية السفير الأسترالي، وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، كما انتقد رئيس الوزراء يائير لبيد، الخطوة ووصفها بـ"الرد المتسرّع"، مضيفاً: "لا يمكننا إلا أن نأمل أن تتعامل الحكومة الأسترالية مع قضايا أخرى بشكل أكثر جدية ومهنية".
وأضاف رئيس الوزراء -في بيان صدر عن مكتبه- أن "القدس هي العاصمة الأبدية والموحدة لإسرائيل، ولا شيء سيغيّر ذلك"، على حد قوله.
في المقابل، رحبت السلطة الفلسطينية بالخطوة، وقال وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ: "نثمن قرار أستراليا حول القدس، ودعوتها لحل الدولتين وفق الشرعية الدولية، وتأكيدها أن مستقبل السيادة على القدس مرهون بالحل الدائم القائم على الشرعية الدولية، وهو حل الدولتين".
كما رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقرار الأسترالي، ووصفته بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح، ويفتح المجال أمام كل دول العالم لتصحيح خطيئة الاعتراف بإسرائيل، والانتصار للحق الفلسطيني".