كشف موقع Middle East Eye البريطاني، السبت، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن أحد قادة الجالية الهندوسية الأمريكية في المجلس الاستشاري الأمني للأديان، التابع لوزارة الأمن الداخلي، هو عضو بارز في منظمة مرتبطة بجماعة هندوسية عنصرية في الهند.
إذ عيّنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، شاندرو أشاريا، لتقديم المشورة إلى الحكومة الأمريكية حول القضايا المحلية في أواخر سبتمبر/أيلول 2022. ويعمل أشاريا مديراً لمنظمة هندو سوايامسيفاك سانغ HSS (منظمة التطوع الهندوسي) في الولايات المتحدة، وهي جماعة دافعت مراراً عن سياسات رئيس الوزراء الهندي اليميني ناريندرا مودي.
تقول منظمة هندو سوايامسيفاك سانغ إنها غير سياسية، وإن عملها يتمحور حول الاحتفاء بالثقافة والقيم الدينية الهندوسية.
وأكّد أشاريا علاقته بمنظمة هندو سوايامسيفاك سانغ في الولايات المتحدة أثناء حديثه إلى الموقع البريطاني، لكنه نفى وجود أي علاقة بين منظمته ومنظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ RSS (منظمة التطوع الوطني).
وتتألف المنظمة من مئات الفروع في قرابة الـ40 دولة.
بينما يتألف المجلس الأمني الديني، التابع لوزارة الأمن الداخلي، من 25 عضواً، يشملون قادةً من مختلف الأديان. وتشكل المجلس لتقديم المشورة إلى وزير الأمن الداخلي حول القضايا "المرتبطة بحماية دور العبادة، والجاهزية، وتعزيز التعاون مع المجتمع الديني".
انتقادات للمنظمة
بينما قالت ريا شاكرابارتي، مديرة السياسات في المنظمة الهندوسية لحقوق الإنسان: "منظمة التطوع الوطني هي منظمة هندوسية متشددة من اليمين المتطرف، وهي التي أسست أيديولوجية الهندوفتا، التي تُعتبر أيديولجية مؤمنة بالتفوق الهندوسي ومعادية للمسلمين. بينما تُعتبر منظمة التطوع الهندوسي ذراعاً لمنظمة التطوع الوطني خارج البلاد. ونعارض بشدة ضم أفراد منظمات مثل منظمة التطوع الهندوسي إلى أي مجلس للحريات الدينية".
وظهرت مئات الفروع التابعة لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، وغيره من المنظمات، كمنظمة التطوع الهندوسي وفيشوا هندو باريشاد VHP، داخل عشرات الدول خلال الـ4 أو الـ5 عقود الماضية بفضل منظمة التطوع الوطني.
حيث تعمل تلك المنظمات بصورة منفصلة على المستوى الإداري، لكنها تقع جميعها في النهاية تحت مظلة منظمة التطوع الوطني. ويُعتبر مودي نفسه من أقدم أعضاء منظمة التطوع الوطني.
تُشير العديد من المصادر، مثل الموقع الرسمي لمنظمة التطوع الهندوسي، إلى أنها تستمد الإلهام من منظمة التطوع الوطني، أو تنسب إليها الفضل باعتبارها المنظمة الأم.
يقول الباحثون إن مهمة منظمة التطوع الهندوسي، والمنظمات المرتبطة بها في الشتات، تتمحور حول تضخيم مشروع القومية الهندوسية، أو الهندوتفا والدفاع عنه خارج البلاد.
بينما صرح العديد من الهنود الأمريكيين، وبينهم نشطاء وباحثون من جنوب آسيا، للموقع البريطاني أنه "من المقلق للغاية" أن عضواً من جماعة معروفة بارتباطها بمنظمة عنصرية -تنظر إلى الأقليات الهندية باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية- سيتواجد داخل كيانٍ يسعى حسب المزاعم إلى تشكيل السياسات المحلية للحكومة الأمريكية.
حيث صرّح رشيد أحمد، المدير التنفيذي للمجلس الإسلامي الهندي الأمريكي، للموقع البريطاني قائلاً: "كيف يمكن اعتبار عضو من جماعة تورطت منظمتها الأم في أعمال عنف ضد الأقليات الدينية، والهجوم على دور العبادة في الهند، بمثابة اختيار مناسب لهذا المنصب؟ من المؤسف أن وزارة الأمن الداخلي اختارت فرداً يمثل جماعة كراهية عنصرية".
اكتشف الموقع البريطاني أيضاً أن أشاريا، استشاري تكنولوجيا المعلومات المقيم في ولاية ميشيغان، استغل منصبه كواحد من قادة الجالية الهندوسية لتشويه جهود نشر الوعي حول تزايد التعصب الديني في الهند.
إذ كان أشاريا من بين الهندوس الأمريكيين الذين شككوا في صحة تقرير ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺣﻮل ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، الذي صنّف الهند على أنها "دولة تثير القلق على نحوٍ خاص" بسبب ما وصفوه بتناقص حريات المسلمين والمسيحيين في البلاد.
وأوصت اللجنة الحكومة الأمريكية بفرض عقوبات مستهدفة على الأفراد أو الجماعات المسؤولة عن انتهاك الحريات الدينية.
بينما نقلت صحيفة The Print الهندية عن أشاريا وصفه لنتائج التقرير بأنها "أحادية ومتحيزة".
فيما قالت باحثة الإسلاموفوبيا المقيمة في واشنطن، موباشرا تازامال، للموقع البريطاني إنه ليس من الواضح كيف يمكن الثقة في أشاريا لتنفيذ واجباته بحماية كل الطوائف الدينية، ما دام يرفض قبول نتائج تقرير اللجنة الأمريكية لحرية الأديان.