لاقت لقطة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، التي وضع خلالها "البشت" القطري على كتفي ليونيل ميسي، نجم وقائد الأرجنتين، قبيل تسليمه كأس العالم، استحسان الجماهير العربية في كل مكان.
واعتبرت وسائل الإعلام العربية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أن هذه اللقطة من أجمل وأذكى ما حدث خلال نهائيات كأس العالم فيفا قطر 2022.
البشت القطري حُفر في ذاكرة كأس العالم
وبطبيعة الحال، فإن جميع اللقطات التي رفع فيها نجوم كرة القدم كأس العالم في النسخ السابقة، تبقى محفورة في الذاكرة، كما يتم تخليدها إلى الأبد، وهو ما سيحدث مع مشهد ميسي حاملاً الكأس بالبشت القطري.
لم ترُق تلك اللقطة للعديد من وسائل الإعلام الغربية، التي لم تتوقف عن انتقاد قطر قبل وخلال وبعد كأس العالم، رغم النجاح منقطع النظير لتلك النسخة، التي اعتبرها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الأعظمَ في التاريخ.
العديد من وسائل الإعلام الأوروبية والإعلاميين ولاعبي كرة القدم السابقين قالوا إن هذه اللقطة ما كان يجب لها أن تحدث، كما تم وصفها بالعديد من الألفاظ القاسية، في وقت دافع فيه العرب وبعض الإعلاميين الأجانب عنها، ووصفوها بأنها أجمل لقطة في مونديال قطر.
ورأت صحيفة "تليغراف" البريطانية أن هذه الصورة "أفسدت اللحظة التاريخية لميسي وهو يتسلم كأس العالم".
ولم يكن تعليق غاري لينيكر، نجم كرة القدم الإنجليزية، بعيداً عن ذلك، حين علّق عبر حسابه على تويتر: "هذا يعد قلة احترام"، وسار على خطاه الألماني مايكل بالاك قائلاً: "هذا يعد استغلالاً للنجم ميسي".
الاتحاد الأرجنتيني احتفى بارتداء ميسي للبشت
وعكس هذه الآراء، لم يبدِ الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم أي امتعاض من هذه اللقطة، ونشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وعلق الحساب على صورة ميسي وأمير قطر وجياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، بالقول: "بالتأكيد.. أيها الملك".
في هذه الأثناء ردّ الإعلامي البريطاني روبرت كارتر، على تصريحات لينكير بالقول: "لو حدث وارتدى ميسي شارة المثلية الجنسية لأشدت أنت وبقية المنزعجين به".
واستدرك كارتر: "لكن عندما ارتدى البِشت العربي ظهرت التغطية الإعلامية بشكل سلبي، أمر مخجل وقبيح من قبل هيئة الإذاعة البريطانية BBC التي تدّعي الحياد".
بيليه ومارادونا ارتديا "Sombrero" المكسيكية
في البطولات السابقة لكأس العالم، وحتى دورة الألعاب الأولمبية، لم تتردد بعض الدول المضيفة في إبراز رموزها الوطنية والثقافية، دون أن تجد أي انتقاد أو امتعاض كما هو الحال مع دولة قطر.
ففي كأس العالم 1970 التي أقيمت بالمكسيك، ظهر نجم كرة القدم البرازيلية بيليه، وقد وضع على رأسه قبعة Sombrero "صمبريرة" الشهيرة، عقب التتويج بالكأس، علماً أنها أحد الرموز الشعبية الشهيرة في المكسيك.
الأمر ذاته فعله نجم كرة القدم الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، حيت ارتدى القبعة نفسها، بعد تتويج "التانغو" بمونديال المكسيك 1986.
وفي دورة الألعاب الأولمبية عام 2004 بأثينا، كانت الصبغة اليونانية حاضرة في جميع لحظات تتويج اللاعبين الفائزين بالميداليات الثلاث لكل منافسة، من خلال وضع إكليل من ورق شجر الزيتون على رؤوسهم، دون أن يعترض أو يمتعض أحد في ذلك الوقت.
حسن الذوادي: البشت هدية للفائز بكأس العالم
وبالعودة إلى لقطة "البشت" وميسي، حيث أجاب حسن الذوادي، الأمين العام للجنة المشاريع والإرث، عن أسئلة الصحفيين الأجانب، الذين تساءلوا عن هذا اللباس.
وقال الذوادي: "هذا زي رسمي وتقليدي نرتديه للاحتفال، أو في المناسبات الرسمية والأعراس، ولأن ميسي هو الفائز بالكأس، أهدينا إليه هذا الزي، ولو فاز غيره من اللاعبين لكنا قمنا بالعمل نفسه".
وأضاف: "مونديال قطر كان فرصة لإظهار ثقافتنا القطرية والعربية والإسلامية والشرق أوسطية للعالم، وكيف احتفل الجميع بكأس العالم ووجدوا أرضية مشتركة للاحتفال".