أثارت تغريدة لنجم سوشيال ميديا كرواتي بشأن "الشطافات" التي تستخدم في الحمامات العربية، تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب أوروبيون في قطر عن امتنانهم لـ اختراع "الشطافة" الموجود في المساكن والفنادق هناك، إذ وصل بهم الأمر إلى التفكير في طريقة لنقل هذه الثقافة العربية إلى أوروبا.
وحرصت قطر على تعريف الأجانب الذين سافروا لحضور المونديال على ثقافتها العربية والإسلامية، وفي محاولة لجعل هذه المغامرة راسخة في الذاكرة، يقول موقع يورونيوز الأوروبي إن عدداً من المشجعين لجأوا إلى تجربة كل ما هو جديد ومختلف، من أكل المجبوس القطري باليد، إلى تعلم بعض الكلمات العربية، واتباع عادات وأسلوب حياة مختلف.
إلا أن أبرز الاكتشافات والتي لاقت ترحيباً واسعاً من قبل المشجعين وأثارت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي كانت "الشطافة".
دايفيد فويانيش يوتيوبر رياضي من كرواتيا، نشر تغريدة على تويتر أرفقها بصورة "شطافة" وأعلن عن تأسيس مجموعة لدعم هذا الاختراع، قائلاً: "أريد طباعة صورتها على قميص"، وأضاف فويانيش في تغريدة ثانية قائلاً: "استخدمت أدوات المرحاض في قطر لمدة شهر.. أشعر بالرعب الشديد لأننا نستخدم ورق المراحيض فقط في المملكة المتحدة / أوروبا. هذا (الشطافة) أفضل شيء على الإطلاق يا رجل".
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع تغريدة فويانيش، إذ كتب المغرد خالد: "بفضل كأس العالم، الشطافة تستقطب جماهير دولية".
وعلق المغرد العربي محمد الذي يقيم في أوروبا: "لقد صنعت اختراعي الخاص عندما انتقلت من دبي إلى سويسرا، لم أستطع العيش بدون شطافتي الجميلة، وهذا أساسي لأي شخص عربي مسلم".
وكتب كريم مدحت: "لو طلعنا بانتصار واحد من تنظيم قطر لكأس العالم هيبقى حاجة واحدة بس، رجوع الغربيين لبلادهم حاملين أفكار تنويرية عن اختراع الشطافة بجد".
فيما كتبت المغردة نهلة: "أتحقق من شيئين عندما أسافر إلى أوروبا. جواز السفر والشطاف المتنقل".
ثقافة غربية مختلفة
ويشار إلى أن اهتمام الغرب بـ "الشطافات" بدأ مع أزمة كورونا إذ تصاعدت الدعوات في الغرب إلى استخدام ممارسات النظافة الإسلامية لمكافحة فيروس كورونا.
ضمن استطلاع رأي عالمي لمؤسسة "وين غالوب للإحصاءات" عام 2015 على عينة من 62 ألفاً و398 شخصاً حول العالم، أظهرت النتائج أن الذين تم استطلاع آرائهم من الصين واليابان هم الأقل احتمالية في غسل أياديهم عقب استخدامهم دورات المياه.
أظهرت النتيجة أن 23% فقط من الذين استطلعت آراؤهم في الصين و30% في اليابان كانوا يغسلون أيديهم بعد استخدام دورات المياه وعلى النقيض، أظهرت الدراسة أنه في تركيا والسعودية مثلاً يغسل الناس غالباً أيديهم بشكل تلقائي، عقب استخدامهم دورات المياه.
وجاءت كل من إيطاليا وفرنسا وهولندا وإسبانيا في مرتبة متدنية بالنسبة لغسل الأيدي أيضاً، عقب استخدام دورات المياه، بنسب تتراوح بين 50% وحوالي 60%.
لا تزال بعض الدول الغربية تفضل استخدام المياه على المناشف الورقية ومن المعروف أن الفرنسيين هم أول من ابتكر وعاء المرحاض المزود برشاش المياه، رغم أنه يكاد يختفي الآن من المراحيض الفرنسية، لكنه لا يزال منتشراً في معظم المراحيض الإيطالية والأرجنتينية، وحتى في فنلندا يستخدمون خراطيم المياه.
لكن أكثر الدول الغربية، بما فيها المملكة المتحدة والولايات المتحدة، تعتمد على المناشف الورقية في التنظيف بعد قضاء الحاجة. وتقول المؤرخة باربرا بينر في كتابها "المرحاض"، إن هاتين (بريطانيا وأمريكا) هما الأكثر تأثيراً على عادات النظافة الشخصية وتصميمات المراحيض العصرية حول العالم.