هنأ بيليه، أسطورة كرة القدم البرازيلية، نيمار على معادلة رقمه القياسي مع المنتخب البرازيلي، من حيث عدد الأهداف الدولية، وحثه على "مواصلة إلهامنا" وسط شكوك بشأن مستقبله الدولي.
وسجّل نيمار هدفه الدولي رقم 77 مع المنتخب البرازيلي في الشوط الإضافي الأول من مباراة دور الثمانية أمام المنتخب الكرواتي والتي أقيمت أمس الجمعة.
ولكن برونو بيتكوفيتش عادَل النتيجة في الدقيقة الـ117، وتمكن المنتخب الكرواتي من الفوز على المنتخب البرازيلي 4-2 بركلات الترجيح ليتأهل للدور قبل النهائي، حيث يواجه المنتخب الأرجنتيني يوم الثلاثاء.
وأشار نيمار، نجم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، عقب المباراة إلى أنه ربما يكون خاض مباراته الأخيرة للمنتخب البرازيلي، على الرغم من أنه سوف يمتنع عن اتخاذ القرار بشكل رسمي.
وفيما كان مناسبة حلوة ومُرة بالنسبة لنيمار (30 عاماً)، توجه بيليه، الذي يوجد في المستشفى للعلاج من عدوى الجهاز التنفسي، لوسائل التواصل الاجتماعي للإشادة بمواطنه.
رسالة مؤثرة من بيليه
وكتب بيليه على إنستغرام: "رأيتك وأنت تكبر، قمت بتشجيعك كل يوم وفي النهاية يمكنني تهنئتك؛ لمعادلة رقم أهدافي مع المنتخب البرازيلي الوطني".
وأضاف: "كلنا نعرف أن هذا أكبر من مجرد رقم، مهمتنا العظيمة كرياضيين هي أن نكون مصدر إلهام.. أن نلهم زملاءنا المحترفين، الأجيال المقبلة، وفوق كل هذا لنلهم كل من يحب رياضتنا".
وأضاف: "لسوء الحظ، اليوم ليس أسعد أيامنا، ولكنك ستكون دائماً مصدر الإلهام الذي يتطلع إليه كثيرون.. تعلمت أنه كلما يمر الوقت، يزداد إرثنا، حققت رقمي تقريباً قبل 50 عاماً، ولم يقترب أي شخص منه حتى الآن.. وصلت إليه يا فتى، هذا يعزز عظمة إنجازك، ولكن، كما تعلم، وأنا أعلم لا يوجد أي رقم أعظم من فرحة تمثيل بلاده".
وتابع: "أنا أبلغ 82 عاماً، وبعد كل هذا العمر، أتمنى أن أكون قد ألهمتك بطريقة ما للوصول لما وصلت إليه.. الأكثر من ذلك، أتمنى أن ينتشر إنجازك لملايين الأشخاص الذين يتبعونك؛ لتحدي ما يبدو مستحيلاً".
واختتم بيليه رسالته إلى نيمار قائلاً: "إرثك لم ينته بعد، استمِر في إلهامنا، سأواصل ضرب الهواء بفرحة مع كل هدف تسجله، مثلما فعلت في كل مباراة شاهدتها لك".
شعور نيمار بالإحباط
يذكر أن نيمار قال على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، إنه "محطم نفسياً".
وقال نيمار: "الهزيمة تسببت في جرح عميق بالنسبة لي، وتركتني في حالة ذهول لمدة عشر دقائق، قبل أن أتوقف عن البكاء، وبعدها لم أتوقف قط عن البكاء للأسف".
وأضاف: "قاتلنا حتى النهاية، هذا ما أنا فخور به، لأنه لم يكن هناك تقصير في المسؤولية والعمل تجاه الفريق، هذا الفريق يستحق والبرازيل تستحق أيضاً".
واختتم: "أشكركم جميعاً على تشجيع فريقنا الوطني، للأسف لم ننجح".
حسرة في البرازيل
وخيمت مشاعر الصدمة والغضب وعدم التصديق على عشاق كرة القدم في البرازيل الجمعة الماضي؛ بعد خروج أحد أبرز المرشحين من كأس العالم المقامة في قطر من دور الثمانية بالخسارة بركلات الترجيح أمام كرواتيا وصيفة بطل 2018.
وساعد المشوار القوي للبرازيل في التصفيات قبل كأس العالم على توحيد أمة منقسمة سياسياً بسبب انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبعد سنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية وتفشي كوفيد-19 الذي أودى بحياة ما يقرب من 700 ألف شخص، كان كثيرون يمنّون النفس بالفوز باللقب السادس في كأس العالم والأول منذ 2002.
ومنذ ذلك الحين، خرجت البرازيل من دور الثمانية في أربع من آخر خمس نسخ لكأس العالم.