بعد أن خاضت غانا مواجهتين انتهتا بنفس النتيجة 3-2، واحدة كانت لصالحها والأخرى خسرتها، سيسعى الفريق الإفريقي لتجنب مزيد من الدراما للتأهل لدور الـ16 عندما يلعب اليوم الجمعة أمام أوروغواي، التي ستحاول الفوز لتجنب الخروج المبكر المُهين من كأس العالم.
وقد تثأر غانا لخسارتها في 2010 من المنتخب القادم من أمريكا الجنوبية، إذا فازت على أوروغواي اليوم الجمعة في ختام منافسات المجموعة الثامنة لمونديال قطر.
فقد استخدم سواريز يده حينها ومنع هدفاً لغانا في الوقت الإضافي، لتُحتسب ركلة جزاء أهدرها جيان أسامواه قبل أن تفوز أوروغواي بركلات الترجيح، وتبلغ الدور قبل النهائي.
وأصبحت هذه الذكرى يوماً مظلماً، وبقي عالقاً في ذاكرة العديد من مشجعي كرة القدم الغانيين.
ولم يعد أي من اللاعبين الغانيين من تلك الحقبة في صفوف المنتخب الحالي، إلا القائد الحالي أندريه أيو، في حين يبقى من الجانب الأوروغوياني الحارس فرناندو موسليرا وثنائي خط الهجوم ادينسون كافاني وسواريز بالذات.
جميع الفرق تمتلك فرصة الصعود
وقد يكون تعادل الفريق الأقل تصنيفاً بين منتخبات البطولة كافياً لغانا للانضمام للبرتغال، والتأهل لدور خروج المغلوب.
وتمتلك جميع فرق المجموعة الثامنة فرصة للعبور للدور التالي حتى الآن.
وسيضمن الفوز لغانا التأهل لدور الـ16، وقد يكون التعادل كافياً إذا فازت البرتغال، التي ضمنت التأهل، على كوريا الجنوبية.
ويجب أن تفوز أوروغواي في الوكرة لتتأهل وستحتاج للأسماء الكبرى في خط الهجوم والتخلص من مستواها المتراجع الذي جعل كوريا الجنوبية تتعادل معها وتسبب في فوز البرتغال.
وعانى المهاجمان المخضرمان لويس سواريز وإدينسون كافاني والوافد الجديد الموهوب داروين نونيز في مباريات البطولة، ويجب على المدرب دييغو ألونسو أن يختار ما إذا كان سيحافظ على ثقته بهم أو البدء بالثنائي فاكوندو بليستري ومكسيمليانو جوميز، اللذين قدّما لأوروغواي لحظات قليلة من الإثارة.
وإذا لعبت غانا على التعادل، فإنها ستراهن على البرتغال المتأهلة بالفعل للفوز على كوريا الجنوبية التي تشتهر بالروح القتالية، والتي أثبتتها ضد غانا نفسها حين تعادلت بعد تأخرها بهدفين قبل الخسارة 3-2 يوم الإثنين.
الثأر لهزيمة 2010
وبالنسبة للنجوم السوداء، فيمكن للفوز أن يثأر لهزيمتهم من أوروغواي في دور الثمانية لكأس العالم 2010 حين استخدم سواريز يده لمنع هدف الفوز في الوقت الإضافي، وهو تصرف نتج عنه ركلة جزاء أهدرها جيان أسامواه قبل الخسارة بركلات الترجيح في النهاية.
وقال المدرب أوتو أودو إنه لن يفكر في مباراة 2010، ويعرف أن فريقه سيكون في أفضل حالاته لإيقاف أوروغواي التي تلعب نهائيات كأس العالم للمرة الـ14، وتأهلت لدور الـ16 في آخر 3 مشاركات.
وقال: "تملك مهاجمين أصحاب خبرات كبيرة، وهو فريق متماسك. كل مباراة ستكون حاسمة، وعلينا أن نكون في أفضل حالاتنا للفوز عليها".
وأضاف: "أثق بما يكفي أن بوسعنا الفوز في هذه المباراة".
ولم تودّع أوروغواي كأس العالم من دور المجموعات منذ 20 عاماً والمدرب ألونسو يعرف أن الفريق سيحتاج للقيام بأشياء خاصة ومختلفة للفوز على غانا، التي بلغت دور الـ16 مرتين من 3 مشاركات لها في النهائيات.
وقال ألونسو إنه يؤمن بلاعبيه، لكن عليهم المخاطرة أمام فريق يعرف نقاط قوة أوروغواي وسيحاول إبطال مفعولها.
وقال "سنستخدم كل الأسلحة، وسنلعب بحرية، ودون أي ضغوط".
سواريز يُشعل الأمور ويرفض الاعتذار
على الجانب الآخر، رفض لويس سواريز مهاجم أوروغواي الاعتذار للغانيين عن دوره قبل 12 عاماً في أكبر انتكاسة لهم في كأس العالم لكرة القدم، بداعي أن لمسة يده لم تحرمهم من الفوز في دور الثمانية، لكن ركلة الجزاء المُهدرة وراء إبعادهم عن بلوغ الدور قبل النهائي.
وسأل أحد الصحفيين سواريز عما إذا كان سيعتذر للشعب الغاني الذي يصفه بـ"الشيطان"، لكن مهاجم أوروغواي قال: "لن أعتذر عن ذلك… اللاعب هو الذي أهدر ركلة الجزاء. ربما أعتذر إذا تسببت في إصابة لاعب وتلقيت بطاقة حمراء، ربما أعتذر".
وأضاف: "لكني تلقيت بطاقة حمراء في هذا الموقف، والحكم احتسب ركلة جزاء. ليست مشكلتي، لأنني لم أهدر ركلة الجزاء. لست مسؤولاً عن تنفيذ ركلة الجزاء".
ومع ذلك بدا الفريق الغاني أقل اهتماماً بوصف سواريز بالشخص الشرير، وقال مسؤولوه إن مباراة أوروغواي لا تتعلق بالثأر.
وبنبرة غاضبة بسبب الأسئلة المتكررة عن تصرف سواريز، قال أوتو أودو مدرب غانا إن الجماهير ترى أن المباراة فرصة لرد الاعتبار، لكن بالنسبة لفريقه فالأمر يتعلق بمحاولة التأهل فقط.
وقال مدرب غانا: "كل شيء يحدث له وجهات نظر، لو وقع الحادث في الاتجاه المعاكس وتأهلت غانا لقبل النهائي سيقول الجميع حسناً، وإنه من الطبيعي أن يفعل اللاعب أي شيء في وسعه".
وأضاف: "هذا ما أتمناه من كل لاعب، أن يفعل كل ما بوسعه لمساعدة فريقه على التأهل والتضحية بنفسه أحياناً ببطاقة حمراء".