بالرغم من أن إنجلترا هي مخترعة كرة القدم، ومن أراضيها انطلقت هذه الرياضة إلى العالم، وأصبحت مركز اهتمام أغلب الدول، في مختلف القارات، فإنها لم تتمكن من الحصول على كأس العالم إلا مرة واحدة، منذ أن بدأت هذه البطولة الكروية سنة 1930.
ورغم أن فوز إنجلترا في نهائي مونديال 1966 كان بأربعة أهداف، مقابل هدفين للمنتخب الألماني، فإن هذا الفوز ظل مشكوكاً في أمره، واعترض عليه الألمان لأكثر من 50 سنة، بسبب الطريقة التي تم بها تسديد ثالث هدف في شباكهم، والتي كانت سبباً في تسديد هدف آخر، جعل إنجلترا تفوز بالبطولة على أرضها، للمرة الوحيدة والأخيرة.
مونديال 1966 المليء بالأحداث
شهد مونديال 1966، الذي أقيم في إنجلترا، العديد من الأحداث التي ما زالت راسخة في عقول عشاق كرة القدم، بعضها كان إيجابياً، والآخر كان سلبياً.
ومن بين أبرز هذه الأحداث، مقاطعة منتخبات القارتين الإفريقية والآسيوية (ما عدا كوريا الشمالية) المونديال، بعد أن قامت رئاسة الفيفا بتخصيص مقعد واحد للقارتين، أي نصف مقعد لكل قارة، في الوقت الذي تم تخصيص 9 مقاعد لقارة أوروبا، الشيء الذي تم وصفه بالتحقير والاضطهاد في حقهم.
كما أنه تم خلال النسخة الثامنة من بطولة كأس العالم الكشف عن أول تميمة في تاريخ المونديال، والتي أطلق عليها "الأسد ويلي".
كما تم اختراع البطاقات الصفراء والحمراء، للحد من مشاكل الحكام في التواصل مع اللاعبين، من أجل تقديم الإنذارات داخل الملعب.
لكن الحدث الذي حيّر العديد من مشجعي كرة القدم، خصوصاً الألمان منهم، هو الهدف الإنجليزي، في شباك "الماكينات الألمانية"، الذي حسم الفوز لصالح المنتخب المستضيف.
ألمانيا وإنجلترا في نهائي كأس العالم المثير للجدل!
وصلت ألمانيا وإنجلترا لنهائي مونديال 1966، بعد أن أقيمت كأس العالم بنظام المجموعات، على غرار مونديال 1962، إذ إن المنتخبات التي قد تأهلت إلى نصف النهائي كانت كلاً من إنجلترا وألمانيا والبرتغال والاتحاد السوفييتي.
وبعد التأهل، لعب المنتخبين الألماني والإنجليزي المباراة النهائية في ملعب "ويمبلي" في العاصمة البريطانية، لندن، بحضور 98 ألف متفرج، وهو العدد الذي وُصف بالأكبر في تاريخ بريطانيا.
إلا أن هذه المباراة لم تنتهِ بشكل عادي، بعد فوز المنتخب الإنجليزي بأربعة أهداف، مقابل هدفين، وذلك بسبب الهدف الثالث، الذي أطلق عليه لقب "الهدف المشبوه"، وذلك بسبب الطريقة التي دخل بها إلى شباك المنتخب المنافس.
"الهدف المشبوه" في شباك ألمانيا في الدقيقة الـ101
إلى حدود الدقيقة 90، كان المنتخبان الألماني والإنجليزي متعادلين بهدفين لكل منهما، وخلال بداية الوقت الإضافي، وبالتحديد في الدقيقة الـ101 من عمر المباراة، تمكن اللاعب جيف هيرست من تسجيل الهدف الثالث لصالح منتخب بلاده، إلا أنه كان هدفاً مشكوكاً فيه، بعد أن ارتطمت الكرة بعارضة المرمى، ثم دخلت الشباك للحظة، ونقلها مدافع المنتخب الألماني بضربة رأسية خارج المرمى.
دخول الكرة من عدمه إلى شباك منتخب ألمانيا كان السؤال المحيّر خلال تلك اللحظات، إذ إن الجمهور الإنجليزي كان يهتف فرحاً لتمكن منتخب بلده من تحقيق التفوق أمام المنافس، فيما كانت هتافات الألمان عبارة عن احتجاج رفضاً لاحتساب الهدف.
لكن القرار النهائي كان بيد حكم المباراة السويسري، جودفريد دانست، الذي لجأ لحكام آخرين من أجل استشارتهم قبل إعطاء القرار النهائي، حول صحة الهدف من عدمه، وكانت النتيجة هي 3 أهداف نظيفة في شباك "الماكينات الألمانية" من قبل هداف المباراة جيف هيرست.
وفي الوقت الذي كان الجمهور الألماني يعترض على الهدف الثالث، تمكن هيرست من تسديد الهدف الرابع والأخير في بطولة 1966، في الدقيقة الـ120، ليصنع بذلك الفوز الأول والأخير لمخترعي رياضة كرة القدم، في تاريخ كأس العالم.
وبهذه المناسبة، تسلم المنتخب الإنجليزي الكأس من طرف ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، بعد أن احتفل الجمهور بهذا التتويج، رافضين التعديل على عدد الأهداف المسجلة.
تقنية الفيديو الحديثة تبيّن عدم صحة الهدف!
بقي هدف جيف هيرست عبارة عن لغز محيّر، حاول عدد من المحليين، والحكام، والرياضيين التأكد من صحته، كما أنه تم استخدام تقنية الفيديو الحديثة، إلا أنها أظهرت أنه كان هدفاً غير صحيح، لأنه لم يتجاوز محيط خط المرمى، وتم سحب الكرة خارجها من طرف المدافع الألماني قبل دخولها إلى الشباك.
لكن اللاعب جيف هيرست كان قد صرح بعد انتهاء المباراة بأنه متأكد من صحة هدفه، مطالباً بوقف النقاش حول هذا الموضوع.
لكن الشعب الألماني كان وما زال معترضاً على الهدف لأكثر من 50 سنة، الذي أُطلق عليه "الهدف المشبوه"، وذلك لأن البعض أكد على صحته، والبعض الآخر أشار إلى العكس.