ياسين بونو حارس نادي إشبيلية الإسباني الذي كتب اسمه في تاريخ الدوري بعد تتويجه خلال الموسم الماضي بجائزة "زامورا" التي تمنح سنوياً لأفضل حارس في الليغا، متفوقاً بذلك على كبار حراس المرمى في العالم ليكون بذلك أول عربي يتوَّج بهذه الجائزة.
كما سيكون مونديال قطر 2022 التحدي الأكبر لياسين الذي ساهم في تأهل "أسود الأطلس" إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي بعد مونديال روسيا 2018.
البداية والتجربة الإسبانية
وُلد ياسين في مونتريال في مقاطعة كيبيك لأبوين مغربيين من مدينة فاس، والده مهندس دولة ومدرس في مدرسة "الحسانية" للأشغال العامة، هاجرت أسرة ياسين بونو إلى كندا التي وُلد فيها في 5 أبريل/نيسان 1991.
بعدها عادت أسرته إلى المغرب، وفي سن الثامنة التحق بأكاديمية الوداد الرياضي في الدار البيضاء؛ ليبدأ مسيرته الكروية. بدأ مسيرته الاحترافية مع نادي الوداد الرياضي، وفي يونيو/حزيران 2012 انتقل إلى أتلتيكو مدريد، وفي سبتمبر/أيلول 2014 انتقل إلى ريال سرقسطة على سبيل الإعارة، وفي تموز/يوليو 2016 انتقل إلى نادي جيرون.
يعد ياسين بونو واحداً من أفضل حراس المرمى في تاريخ المنتخب المغربي، وأحد أبرز اللاعبين العرب والأفارقة في الدوريات الأوروبية الكبرى، وذلك بفضل انتظام أدائه.
ليصبح في فترة وجيزة أحد أعمدة الفريق الأندلسي الذي انضم إليه في سبتمبر/أيلول 2019 قادماً من نادي جيرونا معاراً، قبل أن يوقع وثائق الانتقال نهائياً أواخر صيف 2020.
وحتى الآن حقق الحارس المغربي مع الفريق الأندلسي نتائج لافتة؛ إذ توِّج عام 2020 بلقب يوروبا ليغ 2020، بعد إزاحة مانشستر يونايتد الإنجليزي في نصف النهائي، ثم الفوز في النهائي على حساب إنتر ميلانو الإيطالي.
حسب "وكالة الأناضول"، ساهم ياسين بونو خلال موسم 2021-2022 في انتهاء الموسم في المركز الرابع مع فريق إشبيلية، قبل أن يكرر نفس الإنجاز في الموسم الحالي.
بسبب هذه النتائج المبهرة تمكن الحارس المغربي من تحقيق إنجازات فردية غير مسبوقة في تاريخ اللاعبين العرب، وذلك عندما أصبح أول حارس مرمى عربي يكون ضمن لائحة المرشحين للفوز بجائزة "ياشين" التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" لأفضل حارس مرمى في العالم عام 2022.
لم يحظَ ياسين بونو بالجائزة؛ لكن لم يمر وقت طويل إلى أن تمكن من كسب جائزة أخرى في مايو/أيار 2022 وهي جائزة "زامورا" التي تعطى لأفضل حارس مرمى في الدوري الإسباني، وذلك بتصديه لـ24 هدفاً في 31 مباراة متفوقاً بذلك على الحارس الميرينغي الذي تصدى لـ 29 هدفاً في 36 مباراة.
فيما يعتبر الحارس العربي الأول الذي يحصد هذه الجائزة والثاني إفريقياً بعد الحارس الكاميروني "جاك سونغو" في موسم "1996/ 1997".
الصعوبات والمواجهات
حسب "newarab" لم تكن بداية ياسين بونو سهلة كما تبدو، فقد عانى الحارس المغربي من العديد من الانتقادات بعد انتقاله إلى الفريق الأندلسي في موسم 2019/ 2020، إذ كان الحارس الثاني خلف الحارس التشيكي "توماس فاسليك"، لكن استطاع أن يبرز جدارته ليصبح من الأسماء اللامعة في الفريق.
لم تكن بدايته بالسهلة؛ إذ تدرج بونو في الفئات الشابة للوداد البيضاوي بين 1998 و2009، قبل صعوده في 2010 للفريق الأول، لكنه عاش طويلاً في ظل الحارس الدولي نذير المياغري.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، حين كان الوداد يستعد للسفر إلى تونس لخوض مباراة الإياب الحاسمة أمام الترجي التونسي ضمن نهائي دوري أبطال إفريقيا، تعرض المياغري إلى الإصابة ليدفع مدرب الوداد بالحارس البالغ 20 عاماً في التشكيلة الأساسية خلال المواجهة التي خسرها الوداد بهدف وحيد.
حسب "الجزيرة" كان موسم 2012-2013 أول منعرج كبير في مشوار الحارس المغربي عندما انتقل إلى أتلتيكو مدريد الإسباني، تحت قيادة مدربه الأسطوري دييغو سيميوني، لكنه وجد أمامه صعوبات كبيرة ليلفت اهتمام المدرب الأرجنتيني، وذلك في ظل وجود البلجيكي "تيبو كورتوا" آنذاك في المرمى.
بعد مرور موسمين معاراً، انضم بونو إلى نادي جيرونا في الدرجة الثانية، بداية موسم 2016-2017، ونجح معه في الصعود للدوري الإسباني الممتاز لأول مرة في تاريخ النادي، واستمر معه في الموسم التالي، الذي حقق فيه انتصاراً تاريخياً على حساب ريال مدريد بهدفين مقابل هدف واحد.
ياسين بونو والمشاركات الدولية
كانت بداية ياسين بونو مع الفريق الوطني المغربي في 14 أغسطس/آب سنة 2013 عندما منحه المدرب الوطني حينها "رشيد الطاوسي" الفرصة ليحمل القميص المغربي، في مباراة ودية ضد منتخب بوركينا فاسو التي انتهت بفوز الفريق المغربي بهدفين مقابل هدف واحد.
منذ 2013 خاض ياسين بونو قرابة 45 مباراة دولية مع أسود الأطلس، إذ شارك في كأس أمم إفريقيا سنة 2019 الذي تمكن من الوصول إلى دور الثمن ونسخة 2022 من نفس السابقة والتي تمكن فيها المنتخب المغربي من بلوغ ربع النهائي ليخسر أمام مصر بهدفين مقابل هدف وحيد للمنتخب المغربي.
أما بخصوص المشاركات في كأس العالم، فقد شارك بونو في نسخة 2018 بروسيا التي لعب المغرب فيها في مجموعة صعبة، لكنه كان في الاحتياط بعد الحارس منير المحمدي؛ إذ لعب المباراة الأخيرة للمنتخب المغربي ضد إسبانيا التي انتهت بالتعادل "2-2".
حالياً يلعب بونو في مونديال قطر سنة 2022؛ إذ لعب المباراة الأولى مع منتخب بلاده ضد المنتخب الكرواتي التي انتهت بالتعادل السلبي، كما سُمي برجل المباراة بعد صده لهجمات قوية من اللاعبين الكرواتيين.