يعتبر لاعب كرة القدم الأوروغوياني لويس سواريز واحداً من بين اللاعبين الذين خلقوا الحدث خلال مونديال 2014 في البرازيل، بعد عضته الشهيرة في مباراة منتخب بلاده ضد منتخب إيطاليا، خلال الدور الأول.
وكانت عضة سواريز حديث الإعلام خلال كأس العالم في البرازيل، وذلك لطرافة الواقعة، وتبعاتها السلبية على اللاعب الأوروغوياني، التي كادت تتسبب في نهاية مساره الكروي؛ مما جعله يعيش حالة نفسية سيئة طيلة فترة التوقيف، ولُقِّب بسببها بـ"العضاض"، وهو اللقب الذي يتذكره به الجمهور الكروي إلى يومنا هذا.
عضة سواريز الشهيرة وعقاب الفيفا
خلال المباراة التي جمعت منتخبَي الأوروغواي وإيطاليا في الدور الأول من كأس العالم سنة 2014، قام لويس سواريز بِعَضّ مدافع المنتخب المنافس جورجيو كييلني، محاولاً منعه من الحصول على الكرة، لكن عواقب هذه العضة كانت وخيمة.
أولى عواقب عضة سواريز، التي لم تكن الأولى له في مساره الكروي، هي تعرضه للأذى على مستوى الفك العلوي، بسبب رد فعل كييلني، وهو ما رصدته الكاميرات خلال المباراة.
لكن هذه الإصابة البسيطة لا تعتبر أسوأ ما في الأمر؛ لأن سواريز تعرض لعقاب، وصفه الكثيرون بالقاسي، من بينهم كييلني نفسه، وهو إيقافه عن اللعب لتسع مباريات دولية ومنعه عن أي نشاط كروي كيفما كان لأربعة أشهر.
وبعد هذه المباراة، اضطر منتخب الأوروغواي لاستكمال اللعب في المونديال دون واحد من أهم عناصر الفريق، مما تسبَّب في خسارتهم في الدور الثاني، أمام منتخب كولومبيا، والإقصاء من البطولة.
رابطة لاعبي كرة القدم في الأوروغواي ترفع التماساً إلى الفيفا
بعد قرار الفيفا بإيقاف لويس سواريز عن اللعب 9 مباريات دولية، قررت رابطة لاعبي كرة القدم في الأوروغواي، بتشاور مع اللاعب الموقوف، برفع التماس إلى اللجنة التنفيذية للفيفا، وذلك شكا منهم في أن اتخاذ هذا القرار قد تم في إطار غير قانوني.
خصوصاً أن هذا القرار تسبَّب في استبعاد سواريز عن صفوف المنتخب خلال كأس أمم أمريكا الجنوبية، التي أقيمت في دولة التشيلي خلال نفس السنة.
لويس سواريز يزور أطباء نفسيين لتجاوز الأزمة
وبسبب قرار الإيقاف هذا، عاش سواريز العديد من الضغوطات النفسية، التي قادته لزيارة مجموعة أطباء نفسيين، لمحاولة تجاوز الأمر، خصوصاً أن عضته هذه كانت من الممكن أن تتسبب في إنهاء مساره الكروي.
وكشف نجم الأوروغواي عن تفاصيل ما عاشه خلال تلك الفترة، بعد خمس سنوات عن الحادث، قائلاً إنه رفض تقبل الواقع، وقال لزوجته حينها إن ما حصل هو مجرد اشتباك لا غير.
وأضاف في تصريحاته الصحفية: "لم يتوقف أبنائي عن سؤالي لماذا لا ألعب؟ لقد آذاني ذلك، خاصة أنني لست الشخص الذي بدوت عليه، الكل يعرف أنني هادئ".
ولم يتمكن سواريز من تجاوز الأمر وتقبله، إلا بعد خضوعه لعدة جلسات نفسية، إذ كان يتعامل مع زوجته وأبنائه بطريقة سيئة طيلة فترة توقيفه عن اللعب.
واعتبر سواريز أن العقاب الذي تعرَّض له كان "غير إنساني"، مما جعله يفكر في ترك كرة القدم بشكل نهائي، خصوصاً أنه تعرض للعديد من الانتقادات، لأنه لم يتمكن من القيام بالمؤتمر الخاص بتقديمه، بعد توقيعه مع فريق برشلونة الإسباني.
كييلني يكشف رأيه من قرار الفيفا ضد سواريز
من جهته، عبَّر مدافع المنتخب الإيطالي جورجيو كييلني عن رأيه في القرار الذي طبقته الفيفا في حق سواريز بسبب العضة التي تعرض لها، وقال إنه كان عقاباً قاسياً.
وأشار في كتابه الخاص، الذي نشره سنة 2018، إلى أنه معجب بعضة سواريز، وذلك لأنه يعتبر أن الخبث جزء من كرة القدم، ولا يعتبر تصرفاً غير شرعي، في حال كان من أجل تجاوز لاعب من الفريق الخصم.
كما أن كييلني قال إن حادث الإيقاف جاء فقط لأن الواقعة تمت في كأس العالم، باعتباره حدثاً كروياً عالمياً، ولولا ذلك، لما عوقب سواريز بتلك الطريقة.