لا حديث في المغرب، كما العالم، إلا عن كأس العالم قطر 2022، الذي يقترب موعد انطلاقه شيئاً فشيئاً، وكلما اقترب هذا الحدث الكبير، ازداد معه شغف المحبين، وترقب المتتبعين، بين مستفسر ومجيب، بين متخصص وعاشق، وبين منتقد ومؤيد، كلٌّ يدلي بدلوه، لعله يصيب في توقع التشكيلة الرسمية، أو توقع النتيجة النهائية لكل مباراة، طمعاً في شهرته بتخمينه الصحيح، أو رغبة في الظفر بإحدى الجوائز التي تقدمها الشركات.
تتداول الأوساط المغربية بشكل شبه يومي، الحديث عن حظوظ منتخب بلادها، في مونديال قطر، بالمقاهي والمطاعم، والأماكن العامة، وحتى في المساجد، والإدارات العمومية في بعض الأحيان.
وتختلف وتتباين آراء عشاق الساحرة المستديرة، حول مشاركة المنتخب الوطني المغربي، بين متفائل بالعناصر المختارة، والمديرين التقنيين والفنيين، وبين متشائم، بسبب وقوع المغرب ضمن مجموعة قاتلة.
وضمّت مجموعة المغرب كلاً من منتخب كرواتيا، المغمور بالنجوم، التي تزينت بها الملاعب، في أقوى وأشرس الدوريات الأوروبية، ومنتخب بلجيكا، الذي لا يقل عنه في شيء، ومنتخب كندا، الذي سيكون، ربما، الحلقة الأضعف بالمجموعة السادسة.
المنتخب المغربي في مهمة صعبة
حسب كثير من المتتبعين، والمختصين في الشأن الكروي، فإن منتخب أسود الأطلس، سيكون خلال مونديال قطر في مهمة صعبة للغاية، يصعب معها التكهن والتنبؤ بما ستؤول إليه النتائج في ميدان الملاعب.
فعلى الورق، واضح أن المنتخبين الكرواتي والبلجيكي، هما الأقرب للتأهل لدور الـ16، وتجاوز الدور الأول (المجموعات)، ولكن لا أحد يضمن ذلك على أرض الواقع، لأن كرة القدم علمتنا "كَرْهاً" ألا نثق فيها، حتى يطلق الحكم صفارته النهائية.
من سوء حظ المغرب، أن القرعة غير رحيمة به، بعد أن أوقعته في مجموعة نارية، العامل المشترك بين أطرافها، "الرغبة في الانتقام"، فالكروات "الناريون" (لقب منتخب كرواتيا)، والمصنفون في المركز الثاني عشر عالمياً، الذين سيشاركون في كأس العالم للمرة السادسة في تاريخهم، لم يتقبلوا بعد، خسارتهم اللقب الغالي خلال النسخة الماضية أمام منتخب الديكة الفرنسي في النهائي.
وهو ما يؤكد أنهم سيبذلون أقصى مجهوداتهم، للفوز بلقب هذه النسخة، عن جدارة واستحقاق.
أما المنتخب البلجيكي، صاحب المركز الثالث خلال مونديال روسيا 2018، والمصنف الثاني عالمياً، فهو يرغب بدوره، في الظفر باللقب هذه المرة، تحت قيادة نجم وقائد الشياطين الحمر، إيدين هازارد.
والذي قال إن مونديال قطر هو آخر فرصة لجيل منتخب بلجيكا الذهبي، وفيه إشارة واضحة إلى أنه سيصعب من مهمة المنتخب المغربي في المجموعة السادسة.
إلى جانبه كذلك، المنتخب الكندي، الذي يراه البعض، الحلقة الأضعف بالمجموعة السادسة، نظراً لقلة عدد مشاركاته في كأس العالم، البالغة اثنتين، الأولى في نسخة المكسيك سنة 1986، وهذه هي الثانية.ويرغب هو أيضاً في تكرار سيناريو المكسيك.
ويحتل المنتخب الأحمر المرتبة الـ41 عالمياً، وفق تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، الصادر خلال الشهر الماضي.
دعم سخي من الاتحاد المغربي للمنتخب
لا يختلف اثنان، على أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم "اتحاد الكرة"، قد وفرت للناخب الوطني وليد الركراكي وكتيبته، كل سبل الراحة والاطمئنان، حتى يستعد بشكل جيد، لخوض غمار أول تجربة حقيقية له كمدرب في كأس العالم.
وتحقيق أفضل النتائج، سواء من حيث التجهيزات والتربصات الخارجية، وأماكن التدريب المجهزة بأعلى التقنيات، وفق أحدث المعايير الدولية والعالمية.
بيد أن نفس هذه الأمور، وُضعت كذلك، رهن إشارة وتحت تصرف، مدرب المنتخب السابق، البوسني، وحيد حاليلوزيتش، إلا أن تكتيكه الفني وطريقة مجاراته لأطوار المباريات، والنتائج الرسمية والودية التي حققها، طيلة مدة تدريبه لأسود الأطلس، لم تنل إعجاب واستحسان المتتبعين للشأن الكروي بالمغرب، الذين طالبوا بإقالته، وهو ما حدث بالفعل، قبل أكثر من 3 أشهر من انطلاق فعاليات مونديال قطر 2022.
تسهيلات للجماهير والمشجعين
لم يقتصر الدعم الهائل، الذي قدمه الاتحاد المغربي لكرة القدم، تحت قيادة فوزي لقجع، بل شمل كذلك، الجماهير المغربية التي ستنتقل إلى الديار القطرية، بغرض مساندة أسود جبال الأطلس الشامخة، من المدرجات، تشجيعاً لها لتحقيق أفضل النتائج، وتجاوز دور المجموعات من جديد.
ويسعى منتخب المغرب لاستعادة ذكريات المكسيك الجميلة سنة 1986، التي كان المغرب فيها، أول بلد عربي وإفريقي يتجاوز الدور الأول من المونديال.
وقامت شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية (لارام)، بتنسيق مع اتحاد الكرة، بتخصيص تذاكر طيران بأسعار مخفضة وتنافسية، للراغبين في تشجيع العناصر الوطنية، وذلك من أجل ضمان انتقال أكبر عدد ممكن من الجماهير والمشجعين صوب الأراضي القطرية، حيث سيقام كأس العالم 2022، ولا تتجاوز أثمنة هذه التذاكر، التي تشمل الذهاب والإياب، 5000 درهم مغربية، ما يقارب 465 دولار أمريكي، سواء لمغاربة الداخل أو الجالية المقيمة بالخارج، بشرط التوفر على بطاقة "هيا"، وتذاكر المباريات، وهو قرار استحسنه كثير من المشجعين المغاربة.
مواجهات نارية للمغرب
سيقص المنتخب المغربي شريط أولى مبارياته في مونديال قطر 2022، بمواجهة قوية مع نظيره الكرواتي، يوم الأربعاء القادم، 23 تشرين الثاني/نوفمبر باستاد البيت، على الساعة الواحدة من منتصف الظهيرة (13:00)، بتوقيت مكة المكرمة، في مدينة الخور القطرية.
ومن المرتقب، أن يواجه أسود الأطلس الشياطين الحمر، ضمن المباراة الثانية من دور المجموعات، في يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني، في الساعة الرابعة زوالاً (16:00)، بتوقيت مكة المكرمة، بملعب الثمامة، الواقع في مدينة الدوحة، عاصمة دولة قطر.
على أن يختتم المنتخب المغربي، آخر مبارياته في دور المجموعات، بمواجهة سهلة نوعاً ما، مع منتخب كندا، في اليوم الأول من شهر ديسمبر المقبل، في الساعة السادسة مساءً (18:00)، بتوقيت مكة المكرمة، على ميدان استاد الثمامة، بالعاصمة القطرية الدوحة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.