في تطور صادم، تم اغتيال إسماعيل هنية، القائد البارز في حركة حماس، في طهران يوم الأربعاء الموافق 31 يوليو/ تموز 2024. هذا الحادث يعكس استمرار سلسلة الاغتيالات الغامضة التي تستهدف الشخصيات البارزة في إيران، والتي بدأت باغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وتشير إلى تصعيد خطير في الحرب الخفية بين إسرائيل وإيران، على الرغم من عدم تبني إسرائيل رسمياً لأي عملية عسكرية في إيران، لكن هذا السلوك متبع لدى إسرائيل خاصة فيما يتعلق بالعمليات ضد الشخصيات المدنية والسياسية.
وخلال زيارته لطهران،لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكان، مما يبرز أهمية وحساسية توقيت العملية. هذه العملية سبقتها العديد من العمليات داخل إيران من بينهم اغتيار الرئيس السابق لإيران إبراهيم رئيسي في 20 ماي/ أيار 2024.
الاغتيالات في إيران ومحسن فخري زاده
محسن فخري زاده، العالم النووي الإيراني وأستاذ الفيزياء، كان يعتبر أحد أهم الشخصيات في البرنامج النووي لإيران. يُعرف زاده بدوره الرائد في مشروع أماد، وهو جزء من الجهود الإيرانية لتطوير الأسلحة النووية. تم اغتيال زاده في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، في كمين معقد على أطراف طهران، حيث استخدمت بندقية ذاتية التشغيل تم التحكم بها عبر قمر صناعي، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التقنية والتخطيط الدقيق.
الاغتيال نُفذ في سيناريو مشحون بالتكتيكات العسكرية، حيث استهدفت العملية سيارته أثناء تنقله. يُشتبه بأن إسرائيل وراء هذا الاغتيال، معتبرين أن زاده كان يمثل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة بسبب دوره في تطوير البرنامج النووي الإيراني. السلطات الإسرائيلية لم تؤكد ولا تنفي مسؤوليتها عن الحادث، ولكن العديد من التقارير والتحليلات تشير إلى تورطها.
المواقف الدولية من هذا الاغتيال كانت متباينة، حيث أدانت العديد من الدول مثل هذه العمليات التي تزيد من توترات المنطقة، في حين رأى البعض الآخر أن إزالة زاده كانت خطوة نحو منع إيران من تطوير سلاح نووي.
القياديان في الحركة الثورية حسن سيد خدايي وجاد بيجي
حسن سيد خدايي، القائد البارز في الحرس الثوري الإيراني والملقب بـ"الصياد"، تعرض لعملية اغتيال غامضة تعكس النهج المتبع في استهداف الشخصيات الأمنية الإيرانية الرئيسية. خدايي كان معروفًا بدوره الفعال في التخطيط الاستراتيجي لعمليات الحرس الثوري، مما جعله هدفًا بارزًا في الصراعات الإقليمية والدولية.
تفاصيل اغتياله لم تكن واضحة، لكنها تبرز تواصل استراتيجية الهجمات المحكمة ضد الأفراد المؤثرين في الهيكل الأمني والعسكري لإيران.
من ناحية أخرى، جاد بيجي، المهندس الإيراني الذي كان يعمل في قاعدة بارشين العسكرية، لقي مصرعه في ما وصف بأنه "حادث صناعي". الحادث، الذي وقع داخل إحدى أهم القواعد العسكرية الإيرانية، يثير التساؤلات حول الإجراءات الأمنية والسلامة في هذه المنشآت الحيوية.
بيجي كان يعمل على مشاريع حساسة ذات صلة بالدفاع والتكنولوجيا العسكرية، مما يجعل ظروف وفاته مثار شكوك ونظريات مختلفة حول إمكانية تورط أطراف خارجية.
تأتي هذه الاغتيالات ضمن سلسلة من الأحداث التي تشير إلى نمط مستمر من العمليات السرية التي تستهدف القدرات العلمية والعسكرية الإيرانية. تقديرات الخبراء تشير إلى أن هذه الاغتيالات تهدف إلى إضعاف إيران من الداخل وتقليل قدرتها على المنافسة في السباق التكنولوجي والنووي الإقليمي. هذه العمليات تلقى تغطية إعلامية واسعة وتحليلات مختلفة تستعرض الدوافع والتبعات الأمنية والسياسية لمثل هذه الأفعال.
علي إسماعيل زاده وأيوب انتظاري
وُجد علي إسماعيل زاده وأيوب انتظاري متوفيين تحت ظروف غامضة، مما يثير المزيد من الأسئلة حول الطرق التي تُستخدم في الحرب الخفية التي تخوضها إسرائيل ضد إيران. هذه الحوادث تُعد جزءًا من سلسلة أحداث مشابهة تشير إلى استهداف متعمد للقدرات الإيرانية، بأساليب تتنوع بين المباشرة والخفية، في سعي لإضعاف طهران.
زاده، الذي كان يشغل منصبًا هامًا في الهيكلية العسكرية الإيرانية، وانتظاري، المعروف بخبرته في المجالات التكنولوجية، يُعتقد أن وفاتهما لم تكن نتيجة أسباب طبيعية. الغموض الذي يحيط بهذه الوفيات يفتح المجال للعديد من التكهنات حول إمكانية تورط عناصر خارجية في تنفيذها.
تقديرات الخبراء تشير إلى أن هذه الوفيات تندرج تحت مظلة الجهود المستمرة لتقويض البرنامج العسكري والعلمي الإيراني. وتشير التقارير الصحفية، إلى أن هذه الأحداث تكشف عن أنماط من العمليات السرية التي قد تكون مدعومة من دول تسعى للحد من نفوذ إيران في المنطقة.
الاغتيال البارز لعبد الله أحمد عبد الله
في حدث مثير للجدل، تم اغتيال عبد الله أحمد عبد الله، المعروف أيضًا بأبو محمد المصري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، في طهران. العملية، التي نُفذت بمساعدة إسرائيلية وبناءً على طلب من الولايات المتحدة، تُظهر مستوى التعاون الدولي فيما يعرف بمكافحة الإرهاب.
هذه الخطوة تُعد دليلاً على العمليات المعقدة والتعاون بين الدول لاستهداف الشخصيات التي تصنفها بعض الدول بالإرهابية المهمة على الصعيد العالمي.
هذا الاغتيال يبرز الصراعات الخفية والمعلنة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا على تعقيد العلاقات الدولية وتأثيرها على استقرار المنطقة. عمليات مثل هذه تعكس التحديات الأمنية التي تواجهها الدول في تحديد ومكافحة الإرهاب دون زعزعة الاستقرار الإقليمي.
تؤكد هذه الأحداث على الحاجة المستمرة للتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها الأمم في محاولاتها للحفاظ على السلام والأمان العالميين.
الرئيس الإراني السابق إبراهيم رئيسي
في مايو/ أيار 2024، أفادت تقارير بأن المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي قد سقطت في حادث مأساوي. هذا الحادث أثار الكثير من التكهنات والشكوك، حيث طرحت أسئلة حول إمكانية أن يكون الحادث عملية اغتيال مدبرة. وقد زادت هذه الشكوك بسبب الظروف الغامضة التي أحاطت بالحادث والتعقيدات السياسية المرتبطة برئيسي، خاصة علاقاته الدولية ومواقفه من قضايا إقليمية حساسة.
المعارضة الإيرانية وبعض الشخصيات الدولية طرحت فرضية أن هذا الحادث قد يكون نتيجة لتصفية سياسية. هذه الادعاءات لم تُثبت بأدلة قاطعة، ولكنها أثارت جدلاً واسعًا حول الأمن والاستقرار في إيران، خاصة في ظل الاضطرابات السياسية والعقوبات الدولية التي تواجهها البلاد.
ردود الفعل تجاه هذا الحادث كانت متباينة بين الحزن والتعزية وبين الاحتفالات في بعض المناطق التي عارضت سياسات رئيسي الصارمة، مما يعكس الانقسامات العميقة داخل المجتمع الإيراني والمنطقة بأكملها.