بالرغم من الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، بسبب الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ شهر أكتوبر من سنة 2023، ومستمرة حتى بعد 9 أشهر من الهجوم، إلا أن الرباع الفلسطيني محمد حمادة، كان يحلم بأن يحقق حلمه بالمشاركة في أولمبياد باريس 2024، رغم ذلك.
إلا أن هذا الحلم لم يتحقق أبداً، بسبب الأحداث المأساوية التي يعيشها البطل الغزي، وجعلت منه غير قادر على المنافسة، بسبب سوء التغذية، التي أفقدته الكثير من وزنه.
محمد حمادة الذي كان قد سبق له وشَرَّف العلم الفلسطيني في أولمبياد طوكيو 2020، إلا أن الوضع كان مختلفاً هذه المرة.
من هو محمد حمادة؟
ولد محمد حمادة، واسمه الكامل محمد خميس حيدر حمادة، في حي التفاح من مدينة غزة الفلسطينية، التابعة لقطاع غزة، سنة 2002.
وقد تمكن هذا الشاب من تحقيق حلم عائلته، بأن يكون بطلاً في رياضة حمل الأثقال، حيث شارك في العديد من البطولات العالمية، وحصل على عدد كبير من الميداليات.
ومن بين البطولات التي شارك فيها، كل من بطولة آسيا واحتلّ المركز السابع في أيار/ مايو عام 2021، فيما احتلّ المركز الثامن عالميًا في رفع الأثقال.
كما أنه شارك في بطولة أوزبكستان العالمية، حيث رفع 141 كيلوغرامًا و 171 في النطر بمجموع 312 عن الرفعة الأولى والثانية.
وقد جاءت كل هذه الانتصارات، بالرغم من افتقار محمد، وأغلب الرياضيين في غزة، لنوادي رياضية، وفضاءات مجهزة، تمكنهم من التدريب بالشكل الصحيح، للمنافسة على ألقاب عالمية كبرى.
محمد حمادة يرفع علم فلسطين في أولمبياد طوكيو 2020
كان البطل الغزاوي محمد حمادة هو أول رباع فلسطيني يمثل بلده في تاريخ المسابقة، وقد تمكن من أن يحقق تقدماً واضحاً، بعد أن كان الأقرب إلى الحصول إلى الميداليات، إلا أنه ومع ذلك، تمكن من تحسين رقمه في عالم بطولة حمل الأثقال، بين بقية الأبطال العالميين.
وقد كانت مشاركة حمادة في هذه البطولة بمثابة حلم، كونه وبالرغم من صغر سنه، كان قادراً على رفع علم بلده في هذه التظاهرة الرياضية العالمية، التي يتابعها الجميع من كل بقاع العالم، ويصبح الأول في تاريخ اللعبة الذي يشارك باسم فلسطين.
بعد سنتين من المنافسة، لمع اسم الرباع محمد حمادة من جديد، بعد أن حصل على ميداليتين ذهبية وبرونزية ضمن مشاركته في بطولة العالم للشباب والناشئين لرفع الأثقال والتي استضافتها اليونان سنة 2022.
ولأن ظروف التدريب تعتبر صعبة جداً في قطاع غزة، فإن الرباع الغزاوي كان يحط الرحال في مدينة الدوحة القطرية من أجل استكمال التداريب الخاصة به، ليكون جاهزاً بشكل صحيح للبطولات التي ينافس فيها.
اولمبياد باريس 2024.. حلم لم يكتمل
بعد كل الإنجازات التي حققها، كان حمادة قريبًا جِدًّا من التأهل إلى منافسات رفع الأثقال وزن 96 كيلوغرامًا لفئة الرجال في أولمبياد باريس 2024.
إلا أنه حصل ما لم يكن في الحسبان، بعد بداية الحرب على غزة، شهر أكتوبر 2023، حيث وجد هذا البطل الغزاوي محاصرًا وسط الحرب، وقريبًا من الموت، الذي كان يلازمه عن قرب كل يوم، لولا لطف الله الذي جعله يقاوم، ويستمر على قيد الحياة.
محمد حمادة، البالغ اليوم من العمر 22 سنة، يروي للعديد من الوسائل الإعلامية العربية معاناته الكبيرة مع الحرب ، بعد أن تمكن أخيرًا من الخروج من قطاع غزة.
فقد تأثر وزن محمد من المجاعة التي عرفها القطاع، بعد أن فقد ما يقارب 20 كيلوجرامًا، الشيء الذي أصبح يمنعه من المشاركة في أي بطولة، إضافة إلى غياب المرافق الرياضية، أو الأماكن التي يمكن أن يتم فيها التدريب من أجل الأولمبياد.
ولعل ظروف الحرب، والقصف المستمر على القطاع، من الشمال إلى الجنوب، كانت كافية بأن تجعل محمد حمادة يعرف أن فكرة المشاركة أصبحت بعيدة، وأن الحلم الحالي هو البقاء والمقربين منه على قيد الحياة، دون التعرض لأي أضرار كبرى.
فقد كان الرباع الفلسطيني ينزح من مكان لآخر، بعد أن تعرض منزله إلى القصف، كما أنه قال في تصريحاته إنه نجا من الموت بأعجوبة.
أما عن تجربة النزوح، فوصفها بالمستحيلة، إذ كان الطريق مليئًا بالجثث والمصابين في كل مكان، وقد تمكن بأعجوبة من الخروج من القطاع ، رفقة مدربه الخاص وشقيقه حسام حمادة، بعد أن مكث 23 يومًا على الحدود.
عاد محمد إلى قطر، وهناك حاول مجددا أن يعود إلى نظامه الرياضي السابق، والتشبث بحلمه الوحيد، وهو استكمال مساره الرياضي، الذي بدأه في سن صغيرة، متمنيًا تتويجه بمشاركة جديدة في أولمبياد 2024.
إلا أنه لم يتمكن من استعادة لياقته من جديد، وضاعت منه بطاقة التأهل، لينشر بعد ذلك خطابًا عبر حسابه على فيسبوك، يؤكد فيه أنه يستحق التأهل إلى أولمبياد لوس أنجليس 2028 والمنافسة على الميداليات الأولى.