عندما نتحدث عن الغنم في الدول العربية، فإننا نستكشف عالماً غنياً بالتنوع والعراقة، حيث تُعد تربية الكباش جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي والاقتصادي في هذه المناطق. من المغرب إلى عُمان، يعتمد الملايين على الأغنام ليس فقط كمصدر للغذاء بل كرمز للمناسبات الاجتماعية والدينية مثل عيد الأضحى.
في هذا التقرير، نستعرض لكم مجموعة مختارة من أفضل أنواع الغنم التي تتميز بجودتها العالية وأسعارها، وذلك قبيل انطلاق موسم عيد الأضحى الذي يحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم يوم 10 ذي الحجة.
الصردي أفخم أنواع الغنم في المغرب
كبش الصردي هو أحد السلالات المغربية الأصيلة للأغنام، ويتميز بصفات فريدة تجعله خياراً مفضلاً خصوصاً في مناسبات مثل عيد الأضحى. يشتهر كبش الصردي بقوة تحمله وقدرته على التكيف مع المناخ المتغير في المغرب، وهذا ما يجعله مثالياً للتربية في المناطق الجبلية والأراضي القاحلة المغربية.
تتميز لحوم كبش الصردي بجودة عالية، حيث تُعد غنية بالنكهة ومرغوبة بشكل كبير، خصوصاً بين المستهلكين المغاربة. هذه الجودة تأتي نتيجة للممارسات التقليدية في تربية الأغنام والتي تشمل تغذية الأغنام على الأعشاب الطبيعية وتجنب استخدام الأعلاف الصناعية، ما يعزز من جودة لحومها.
فيما يتعلق بالأسعار، يمكن أن يختلف سعر كبش الصردي بناءً على عدة عوامل مثل العمر والحجم والحالة الصحية. في الأعياد والمناسبات الخاصة، يمكن أن ترتفع أسعار هذه الأغنام بشكل كبير. الأسعار تتراوح بشكل عام من حوالي 2000 إلى 5000 درهم مغربي، فيما يتجاوز البعض منها، خاصة التي تكون مخصصة للتكاثر، إلى 70 ألف درهم أي 7 آلاف دولار أمريكي.
كما أن الأبحاث الجينومية الحديثة أظهرت أن كبش الصردي يمتلك تنوعاً جينياً معيناً يساهم في قدرته على التكيف مع الظروف البيئية المحلية ويعزز من خصائص لحومه المميزة.
كباش البرقي الأكثر طلباً في مصر
الخروف البرقي، المعروف أيضاً باسم الخروف البرقاوي في بعض المناطق، يُعتبر من أفضل أنواع الأغنام في مصر، وهو ذو أصل ليبي، حسب موقع "egyptindependent". هذه السلالة دخلت مصر مع الهجرات الليبية خلال الاحتلال الإيطالي لليبيا، وسُميت نسبة إلى منطقتها الأصلية، برقة، في ليبيا.
هذا النوع من الأغنام يتميز تكيفها مع الظروف الصحراوية ويستفيد من المراعي الطبيعية للحصول على غذائه، ما يُعطي لحمه نكهة مميزة ويجعله أقل في الدهون مقارنة بأنواع أخرى من الأغنام.
في مصر، يتميز الخروف البرقي بحجمه الكبير مقارنة بالأنواع الأخرى، حيث يتراوح وزنه بين 30 و50 كغم في عمر الستة أشهر، ويصل وزنه إلى ما بين 60 و85 كغم عند بلوغه من 12 إلى 18 شهراً، ويمكن أن يزيد وزنه إلى ما بين 65 و78 كغم عندما يبلغ من العمر 18 إلى 24 شهراً.
أسعار بيع هذه السلالة من الأغنام تبدأ من 3000 جنيه مصري وقد تصل إلى 6000 جنيه مصري للأغنام التي تزن حوالي 40 كيلوغراماً.
هذا النوع من الأغنام يتطلب إدارة دقيقة لضمان استمراريته، خصوصاً في ظل التحديات مثل الصيد والتغيرات المناخية التي تؤثر على الموارد الطبيعية المتاحة لها.
سلالة أولاد جلال الأكثر إقبالاً في الجزائر
أغنام "أولاد جلال" تُعد واحدة من أبرز السلالات في الجزائر، وتشتهر بخصائصها المتميزة التي تُعد مثالية للتربية في البيئات القاسية. تعود أصول هذه السلالة إلى استيرادها إلى شمال أفريقيا خلال العصور الوسطى، حيث تم تطويرها بشكل مستمر لتناسب الظروف المناخية المحلية.
الأغنام من هذه السلالة تتميز بصوفها الأبيض الكثيف، ولها قدرة على المشي لمسافات طويلة دون تعب، ما يجعلها مثالية للتنقل عبر المناطق الجبلية والصحراوية في الجزائر.
تُعتبر الأغنام من سلالة "أولاد جلال" مرغوبة بشكل خاص خلال موسم عيد الأضحى بفضل جودة لحومها العالية وسرعة نموها، حيث يمكن أن تصل أوزان الخراف إلى حوالي 40 كيلوغراماً في عمر أربعة أشهر. الأسعار تبدأ من حوالي 530 دولاراً أمريكياً، وقد ترتفع بناءً على عوامل مثل العمر والوزن والصحة العامة للحيوان.
سلالة الغنم البربري التونسي
تتسم الثقافة الرعوية في تونس بتنوعها وغناها، حيث تشكل الأغنام جزءاً أساسياً من هذه الثقافة، ومن بين هذه السلالات المميزة تبرز البربري التونسي. يعتبر هذا النوع من الأغنام من السلالات المنتشرة على نطاق واسع في تونس، بالإضافة إلى تواجده على جانبي الحدود التونسية مع الجزائر، وتحديداً في منطقة وادي سوف الجزائرية.
تنحدر سلالة البربري التونسي من الشرق الأدنى، وتتميز بذيل سمين، وتعتبر سلالتين إيطاليتين، بارباريسكا سيسيليانا من صقلية، ولاتيكودا في كالابريا وكامبانيا، من أصولها.
يتميز الخروف البربري التونسي بجلده الخشن المناسب للأجواء الصحراوية، وتربيته بشكل رئيسي لأغراض اللحوم. كما أنه يتحمل الحرارة الشديدة ويتكيف مع الظروف القاسية في البيئات الصحراوية، كما يمكنه التكيف مع المياه ذات الملوحة المنخفضة.
كما يتميز المعطف بلون أبيض، مع وجود وجه أحمر قرميدي أو أسود، حيث يوفر الوجه الأسود حماية إضافية للحيوانات من أشعة الشمس والحساسية الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس.
بالإضافة إلى النوعين الرئيسيين، هناك 8 مجموعات فرعية أخرى داخل سلالة البربري التونسي، تمثلت في متغيرات مثل الوجوه ذات النظارة البيضاء والسوداء، والتي تعكس التنوع الوراثي الغني لهذه السلالة.
خروف الحري الأكثر إقبالاً في السعودية
خروف الحري، والمعروف أيضاً بالغنم الحري، هو سلالة نادرة من الأغنام تنتشر بشكل أساسي في منطقة الحجاز في المملكة العربية السعودية، وخصوصاً في المناطق البركانية الخامدة المعروفة باسم "الحرات". تمت تسمية هذه السلالة بهذا الاسم تحديداً نظراً لتواجدها في هذه المناطق البركانية، حيث تتميز الحرات بالصخور النارية ودرجات الحرارة العالية نسبياً.
من بين أبرز مميزات الخروف الحري:
- الحجم: الخروف الحري يتميز بحجمه الكبير، حيث يصل وزن الذكور إلى حوالي 60 كيلوغراماً، والإناث إلى 45 كيلوغراماً.
- الصوف والقرون: فيما تفتقر الإناث بشكل عام للقرون، يتمتع الخروف الحري بصوف خشن وألوان متنوعة، الأبيض هو اللون الأكثر شيوعاً، ولكنه قد يأتي بألوان أخرى مثل البني والأسود.
- التكيف: يتمتع بقدرة فائقة على التكيف مع البيئات الصعبة، ويتغذى بشكل رئيسي على العشب والنباتات الأخرى.
- جودة اللحم: لحم الخروف الحري يتميز بطراوته وجودته العالية، حيث يحتوي على بروتينات ذات جودة عالية وأحماض دهنية وأمينية مفيدة.
الخروف الحري يُعتبر جزءاً من التراث الثقافي والريفي في المملكة العربية السعودية، وله دور مهم في الأحداث والمناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والمناسبات الدينية. كما يُعتبر وجوده جزءاً لا يتجزأ من تقاليد الضيافة والترحيب في السعودية.
بالإضافة إلى استخدامه للحصول على لحم عالي الجودة، يُستخدم الصوف والحليب في مختلف الصناعات. كما يُشجع استخدام الخروف الحري في برامج الزراعة المستدامة والتنمية الريفية، حيث يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي واستدامة النظام الزراعي، يبدأ سعر خروف الحري السعودي من 1100 ريال سعودي وقد يختلف حسب الحجم والعمر.
سلالة العواس في العراق
حسب موقع "a-z-animals" تعتبر أغنام العواس، المعروفة بتحملها الكبير ومقاومتها للأمراض، تعتبر من السلالات الأساسية في منطقة جنوب غرب آسيا، وبالأخص في العراق. هذه الأغنام تتميز بقرونها الطويلة الملتفة للذكور، وقدرتها العالية على الإنتاج، سواء أكان لحماً أم حليباً. تتميز الإناث بعنايتها الممتازة بصغارها، ما يجعلها خياراً مفضلاً للمربين الذين يسعون لتعزيز قطعانهم.
وزن غنم العواس قد يصل إلى حوالي 200 رطل للكباش، في حين تظل النعاج عادة حول الـ110 أرطال. من حيث الإنتاجية، تستطيع الأغنام أن تنتج حوالي 79 لتراً من الحليب في كل دورة إرضاع، ما يعزز من قيمتها الاقتصادية.
اعتباراً من أبريل/نيسان 2024، يتراوح النطاق السعري لأغنام العواس الحية في العراق بين 0.96 دولار و1.51 دولار للكيلوغرام الواحد، وهو ما يترجم إلى حوالي 0.43 دولار و0.68 دولار للرطل الواحد. تعكس هذه الأسعار سوق التجزئة، وقد تختلف بين مناطق مختلفة داخل العراق.