في قلب السماء اللامتناهية، تتوالى اكتشافات علماء الفلك التي تدفع بحدود معرفتنا إلى آفاق جديدة؛ إذ تبرز فكرة البوابات النجمية كواحدة من أكثر المواضيع إثارة وغموضاً في عالم الفيزياء والفلك. هذه البوابات، كما يصورها العلم والخيال على حد سواء، تعد بمثابة جسور عبر الزمان والمكان، تتيح نظرياً إمكانية السفر الفوري عبر مسافات شاسعة من الكون، ربما حتى إلى أبعد من ذلك.
مع ذلك، لا تزال فكرة البوابات النجمية تقف على حدود النظرية والتكهنات، حيث يجمع العلماء أننا بعيدون كل البعد عن تحقيق مثل هذه التكنولوجيا، إن كانت ممكنة أصلاً. لكن هذا لم يمنع عقولاً فضولية من التساؤل والبحث، مدفوعة بأسئلة حول الكيفية التي قد تغير بها مثل هذه البوابات حياتنا، الاستكشاف الفضائي، وحتى فهمنا للوجود ذاته.
ما هي البوابة النجمية؟
في تطور مذهل قد يبدو مستقى من قصص الخيال العلمي، يفتح العلماء نافذة على إمكانية السفر الكوني عبر ما يُوصف بأنها "بوابات الزمكان". تُشير الأبحاث إلى وجود آليات يُمكن أن تتيح الانتقال الفوري بين نقاط متباعدة في الكون، بل وتسمح بالتنقل عبر الأزمنة، باستخدام ما يُعرف بـ"الثقوب السوداء" أو البوابات النجمية.
هذه الفكرة مستندة إلى نظرية "أينشتاين-روزين بريدج"، التي تُقدم فهماً لكيفية تشكل هذه البوابات عبر انهيار النجوم أو تفاعل القوى المغناطيسية في الفضاء؛ مما يُحدث تشوهاً في نسيج الزمكان.
العلماء يشيرون إلى وجود "نقاط دوامة" على الأرض، قادرة على تفعيل هذه البوابات، مما يوفر إمكانية السفر الفضائي المتقدم، خارقاً بذلك الحدود التقليدية للأبعاد الثلاثية ومتجاوزاً المسافات الشاسعة بين النجوم والمجرات. البعد الرابع، أو "الزمكان"، كما حدده ألبرت أينشتاين، يبدو أنه المفتاح لهذه الرحلات الاستثنائية.
على الرغم من كون الفكرة تجذب اهتمام الفلاسفة؛ المفكرين وعلماء الفيزياء والنفس على مر العصور، لا تزال الأسرار التي تحيط بالبوابات النجمية تفوق بكثير ما تم فهمه حتى الآن، مما يجعلها موضوعاً رائعاً للبحث والاستكشاف المستمر.
أين تقع البوابات النجمية في عالمنا؟
تبرز في الأفق العلمي جدلية متجددة حول البوابات النجمية، تلك الظواهر الكونية المثيرة للدهشة والتي تتحدى قوانين الفيزياء كما نعرفها. على الرغم من الاهتمام البالغ والمحاولات المستمرة من قبل العلماء لتحديد مواقع هذه البوابات بدقة، يصطدم البحث بحائط من عدم الاستقرار الذي يميز هذه الظواهر، مما يجعل رصدها مهمة شاقة قد تمتد لسنوات دون جدوى.
في هذا السياق، يأتي "ستونهنج"، الصرح الصخري الأثري الواقع في سهل ساليسبري بإنجلترا، كمثال يشغل خيال العلماء والباحثين. يرجع تاريخ هذا المعلم، الذي يعود بناؤه إلى ما بين 3000 ق.م، و 1000 ق.م، إلى عصر ما قبل التاريخ، ما يثير التكهنات حول كونه بوابة نجمية مفقودة أو نقطة ارتباط بين الأرض والسماء.
مثلث برمودا، ذلك الإقليم الجغرافي المثير للجدل في المحيط الأطلسي، يعد مثالاً آخر يُعتقد أنه يحتضن بوابة نجمية محتملة. تُروى قصص عديدة عن اختفاء سفن وطائرات بشكل غامض في هذه المنطقة، مما يغذي التكهنات حول وجود نقطة انتقال خارج الأبعاد المعروفة.
أما في مصر، فتكتسب منطقة "أهرام أبوصير"، شمال سقارة بمحافظة الجيزة، أهمية خاصة في هذا السياق. يعتقد الخبراء في "الإيجبتولوجي" أن هذا الموقع، الذي يضم مقابر ملوك الأسرة الخامسة وعدداً من المعابد القديمة، قد يكون أقدم بوابة نجمية معروفة. وضمن هذا الموقع، عثر الباحثون على منصة من الحجر البربل يُعتقد أنها كانت تُستخدم لتعزيز قدرات الإنسان الحسية إلى أقصى الحدود، مما يفتح المجال للتواصل مع قوى كونية غامضة.
المثير للاهتمام أن هناك شعوراً عاماً يلف جميع الذين ساروا في تلك الأماكن و زاروها، يتمثل في إحساسهم بطاقة غريبة تحلّق حول المكان، بل أكدوا أنهم كانوا يشعرون بذبذبات تخرج من أجسامهم بنمط نبضات القلب نفسه. أما البعض الآخر فأبلغ عن رؤية ضوء أزرق يخرج من تلك الأماكن.
وكالة ناسا وما تقوله عن البوابات النجمية
حسب وكالة ناسا الأمريكية تبرز مفاهيم جديدة ومثيرة للجدل مثل "البوابات النجمية" و"المنافذ الفضائية" التي تعد من أبرز المواضيع العلمية المطروحة للنقاش في الأوساط العلمية العالمية.
لطالما ارتبطت هذه المفاهيم بالخيال العلمي وأدبيات الفانتازيا، إلا أنها بدأت تأخذ مكانها ضمن الأبحاث العلمية الجادة. وكالة "ناسا"، التي تعتبر رائدة في مجال الاستكشاف الفضائي، لم تتجاهل هذا الجانب البحثي الغامض، حيث أوكلت المهمة إلى البروفيسور جاك سكودرا، عالم البلازما الفيزيائية بجامعة أوتاوا، للغوص في أعماق هذا المجهول.
البروفيسور سكودرا، بدعم من "ناسا"، تمكّن من كشف النقاب جزئياً عن آلية عمل هذه البوابات، معلناً عن اكتشاف تقنية جديدة لتحديد مواقعها، وهو ما كان يعد سابقاً بمثابة لغز محير. الاكتشاف يتمحور حول ما يُعرف بـ"X POINTS"، نقاط محددة على كوكب الأرض تتميز بحقول مغناطيسية قوية بين الأرض والشمس، والتي يمكن رصدها بفضل التقنيات الحديثة التي طورتها "ناسا".
وفي العام 2015، أعلنت "ناسا" رسمياً عن تفانيها لأكثر من عقد في البحث عن مثل هذه المنافذ الفضائية التي تربط الأرض بعوالم أخرى، مؤكدةً أنها لم تعد مجرد أضواء في السماء كالأضواء الشمالية أو العواصف الجيومغناطيسية بل ظواهر يمكن دراستها وفهمها.
رغم هذه الاكتشافات، يبقى السؤال الأكبر دون إجابة: ما الغاية من وجود هذه البوابات النجمية؟ هذا اللغز لا يزال يحرك الفضول العلمي ويثير جدلاً واسعاً يتوقع أن يستمر لأجل غير مسمى. في هذا السياق، يظل البحث عن المجهول وتقبل التحديات التي تواجه الإنسانية في استكشاف الفضاء محوراً أساسياً للتقدم العلمي.