قال موقع Axios الأمريكي إن كثيرين من أبناء الجيل "زد" Z (من مواليد منتصف التسعينيات إلى منتصف العقد الأول من الألفية) باتوا يتجهون إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي محركاً للبحث، ويبحثون فيها عن إجابات سريعة ومتاحة للتفاعل في ظل عدم رضاهم عن نتائج البحث على منصة جوجل.
حيث أشار الموقع الأمريكي في تقرير نشره السبت 13 أبريل/نيسان 2024، إلى أن هذا الاتجاه خروج واضح عن السلوك الذي ساد في زمن جيل الألفية، الذين تقول منصة Medium للنشر الإلكتروني إنهم بلغوا سن الرشد في العصر الذهبي للبحث عبر الإنترنت وكان التمرس في "فن البحث" على جوجل أحد أسباب التفاخر فيما بينهم.
كما لفت موقع "أكسيوس" إلى أن هذا الأمر يمثل مشكلة لشركة جوجل التي لا تزال تعتمد اعتماداً كبيراً على الإعلانات المرتبطة بمحرك البحث التابع لها والنتائج التي يظهرها. وقال الموقع الأمريكي إنه اطلع حصرياً على بيانات من شركة YPulse، وهي شركة أبحاث متخصصة في الدراسات المتعلقة بأجيال الشباب.
البحث على منصة جوجل
إذ كشفت البيانات أن 46% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يبدأون بحثهم عن المعلومات من خلال البحث على منصة جوجل، ويبدأ 21% منهم بحثه من منصة تيك توك، و5% يبدأون من يوتيوب. في المقابل، فإن نسبة من يبدأون البحث على منصة جوجل بين من تتراوح أعمارهم بين 25 و39 عاماً تصل إلى نحو 58%.
في سياق التعليق على ذلك، قالت ماري لي بليس، كبيرة مسؤولي المحتوى في YPulse، لموقع "أكسيوس"، إن منصات وسائل التواصل الاجتماعي "لم تعد تقتصر على كونها مساحة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، بل شهدت تحولاً كبيراً وباتت طريقاً سريعة للحصول على المعلومات".
مع ذلك، أشار موقع "أكسيوس" إلى أن محرك بحث جوجل لا يزال يحتل المرتبة الأولى عموماً بين منصات البحث، ويليه تيك توك ويوتيوب. وذهب الموقع إلى أن بعض المستخدمين باتوا يقبلون على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على إجابات أكثر موثوقية، لأنهم يرون أن جوجل زادت من انخراطها في ترويج النتائج الدعائية.
بينما قال فريد كوك، مدير مركز أننبرغ للعلاقات العامة التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا: إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي "يتيح الحصول على مزيد من المعلومات في صورة موجزة، ومن مصادر أكثر عدداً وتنوعاً"،
كما أضاف أن "أبناء جيل زد مستخدمون أصليون للأدوات الرقمية، فقد نشأوا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وهم لا يتذكرون الأيام الأولى لمنصة جوجل".
البحث على منصات التواصل الاجتماعي
في هذا السياق، قالت جوردان ألبرين، وهي خبيرة في استراتيجيات الابتكار بشركة اتصالات وتبلغ من العمر 24 عاماً، إنها تتوجه إلى جوجل للبحث عن الأخبار والإجابات السريعة، لكنها باتت تلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "ريديت" وتيك توك، إذا أرادت البحث عن أفكار تستلهمها للكتابة وعن القصص الشخصية.
كما قالت جوردان عبر البريد الإلكتروني لموقع أكسيوس، إن "المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي يبدو أكثر ارتباطاً بما يشغلها، كما أن ردود الناس على التعليقات والأسئلة يزيد من الثقة بالإجابات، فالناس يعرضون خبراتهم وآراءهم المبنية على التخصص".
في المقابل، قال متحدث باسم شركة جوجل إن "الناس لديهم خيارات متنوعة للوصول إلى المعلومات، ونحن نركز على البقاء وجهة يمكن للمستخدمين أن يعثروا من خلالها على معلومات دقيقة وموثوقة، والاطلاع على مجموعة متنوعة من الآراء المباشرة".
من جهة أخرى، بدأت جوجل في الآونة الأخيرة بتوسيع الاعتماد على نتائج البحث المولَّدة بالذكاء الاصطناعي، وقالت الشركة إن المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً كشفوا عن رضا كبير عن التوسع في استخدام أداة الذكاء الاصطناعي هذه.
مع ذلك، قال داني جودوين، مدير تحرير موقع التسويق الرقمي والتكنولوجيا Search Engine Land، إن كثيراً من المستخدمين صاروا غير راضين عن نتائج البحث على منصة جوجل.
فيما كشفت دراسة نشرها باحثون من ألمانيا هذا العام بشأن عمليات البحث عن المنتجات الاستهلاكية، أن جوجل تحسِّن من موثوقية بعض النتائج منخفضة الدقة لكي تظهر في أعلى قائمة نتائج البحث التابعة لها. وحذر باحثون من أن زيادة المحتوى المولَّد بالذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات.