كشفت أكبر دراسةٍ من نوعها، أن اختبار الكشف عن سرطان البروستاتا المُستخدم على نطاقٍ واسع، يُفرط في تشخيص الحالات غير الخطيرة، في حين يغفل عن بعض السرطانات الأكثر خطورة، حسبما نشرت صحيفة Financial Times البريطانية، السبت 6 أبريل/نيسان 2024.
إذ شملت التجربة أكثر من 400 ألف رجل بريطاني تتراوح أعمارهم بين 50 و69 عاماً، واختبرت تأثير اختبار الدم للمستضد البروستاتي النوعي، الذي يشيع استخدامه لتحديد ما إذا كان يجب إرسال الرجال الذين يعانون من أعراض بولية، لإجراء فحوصات إضافية أم لا.
وتلقى نصف المشاركين في الدراسة دعوةً واحدة لإجراء الاختبار. وبعد مضي 15 عاماً، لم يكن هناك فارق كبير في عدد الرجال الذين ماتوا بسبب سرطان البروستاتا بين المجموعتين، وذلك بغض النظر عن خضوعهم للاختبار من عدمه، وفقاً للبحث المنشور في دورية Journal of the American Medical Association العلمية يوم السبت 6 أبريل/نيسان.
فيما تبيّن أن نحو حالة واحدة من كل ست حالات سرطان كشفها فحص المستضد البروستاتي النوعي كانت حالات شهدت فرط التشخيص، ولم تكن لتسبب أي مشكلات.
من جانبه، قال الأستاذ ريتشارد مارتن، المؤلف الرئيسي وعالم مركز Cancer Research UK في جامعة بريستول: "المأخذ الرئيسي هنا هو أن الانخفاض البسيط في عدد وفيات سرطان البروستاتا، نتيجة استخدام الاختبار لفحص الرجال الأصحاء، لا يفوق الأضرار المحتملة لإجراء الاختبار".
إذ تُوفي بسرطان البروستاتا نحو سبعة رجال من أصل كل 1000 رجل في المجموعة التي دُعِيَت إلى إجراء الفحص، وذلك مقارنةً بنحو ثمانية رجال من أصل كل 1000 رجل في المجموعة التي لم تخضع للفحص.
وتلقى بعض الرجال علاجات طفيفة التوغُّل لم يكونوا بحاجةٍ إليها قبل عدة سنوات من موعدها الطبيعي في حال عدم خضوعهم للفحص. ومع ذلك، فشل الاختبار في رصد بعض السرطانات التي كانت بحاجة للعلاج فعلياً كما أشاروا.
وأردف مارتن: "نحتاج للعثور على طرق أفضل لرصد سرطانات البروستاتا الأكثر خطورة حتى نتمكن من علاجها مبكراً".
وفي إشارةٍ إلى مخاطر العلاج غير الضروري، قال مركز Cancer Research UK إنَّ فرط التشخيص قد يترك "أثراً نفسياً سلبياً". كما أن علاج سرطان البروستاتا قد يتسبب في آثار جانبية جسدية تشمل احتمالية الإصابة بالعدوى بعد إجراء الخزعة، أو ضعف الانتصاب، أو مشكلات المثانة والبول.
وأشار مركز الأبحاث إلى وجود تحسينات في عملية تشخيص وعلاج المرض خلال السنوات التي أعقبت بدء التجربة الأخيرة، التي أجرتها جامعات بريستول وأكسفورد وكامبريدج. وتضمنت تلك التحسينات إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي قبل الخضوع للخزعة.