رغم أنها لا تعاني من أي أمراض جسدية قررت فتاة شابة، تبلغ من العمر 28 عاماً، أن تنهي حياتها من خلال عملية القتل الرحيم بعد معاناتها من الاكتئاب الشديد.
وقد قررت هذه الفتاة، التي تدعى زورايا تير بيك، وتعيش في مدينة تفنتة في هولندا، أن يكون موعد وفاتها شهر مايو/أيار من سنة 2024، بعد أن أخبرها طبيبها بأن حالتها النفسية "لن تتحسن".
زورايا تير بيك.. فتاة عشرينية تقرر الموت الرحيم لإنهاء معاناتها مع الاكتئاب
كانت الفتاة الشابة زورايا تخطط لأن تعمل في مجال الطب النفسي، إلا أن حلمها لم يكتمل وتوقفت عن الدراسة لأنها كانت تعاني من الاكتئاب والتوحد.
وعلى مدار 10 سنوات جربت الفتاة كل الحلول الممكنة من أجل العلاج النفسي، والأدوية، إلا أنها لم تكن مفيدة، ولم تتحسن حالتها أبداً.
وقد فقدت زورايا الأمل في التعافي بعد أن أخبرها الطبيب النفسي بأنه "ليس هناك شيء إضافي" يمكنهم فعله لعلاج ألمها، إذ قال لها: "لن تتحسن الأوضاع مطلقاً".
وبعد ما قاله لها الطبيب قررت زورايا تير بيك إنهاء حياتها قبل أوانها، وترك أحبتها وعائلتها وراءها.
ومن أجل تحقيق الموت الرحيم ستحصل على دواء مسكن مع عقارٍ لإيقاف القلب، وقد اختارت الموت في منزلها.
وقالت زورايا للإعلام: "لا أرى الأمر وكأن روحي سترحل، بل أنظر إليه وكأن نفسي ستتحرر من الحياة".
وصرّحت لموقع The Free Press الأمريكي قائلةً: "لطالما كنت واضحة فيما يتعلق بأنني لن أستطيع الاستمرار إذا لم يتحسن وضعي".
لكن كان عليها الانتظار لعامين ونصف العام من أجل الموافقة على طلبها، ثم الانتظار لفترةٍ تتراوح بين 6 و12 شهراً لضمان أنها استوفت كافة الشروط القانونية اللازمة للموت الرحيم.
وبمجرد أن اجتازت الخطوات والشروط المحددة اختارت زورايا تاريخ وفاتها، الذي وافق شهر مايو/أيار.
الموت الرحيم بين مؤيد ومعارض
في العادة يعتبر الموت الرحيم بمثابة الملاذ الأخير للمرضى الذين يعانون من أمراض بدنية ميؤوس من شفائها، لكنه تحول مؤخراً إلى "خيار افتراضي" للأشخاص الذين يعانون من مشكلات الصحة النفسية.
وقد أصبح هذا الخيار قانونياً في هولندا ابتداءً من سنة 2002، ولا تزال هذه الممارسة المثيرة للجدل من بين الموضوعات التي تثير نقاشات حادة.
حيث يزعم المؤيدون أنها تحرر الناس من الألم، بينما يُحذِّر النقاد من إمكانية إساءة استخدامها أو أن تؤدي للضغط على الناس من أجل الموت.
وينص القانون الهولندي على تأهيل المريض للحصول على مساعدة في الموت إذا استنزف كافة العلاجات المعقولة، واستطاع إثبات أن لديه "معاناة لا تُحتمل وبلا أمل للتحسن".
ويلجأ العديدون إلى القتل الرحيم باعتباره طريقةً قانونية لإنهاء معاناتهم مع الاكتئاب والقلق.
إذ في عام 2017، وصل عدد حالات القتل الرحيم بسبب المعاناة النفسية إلى 84 من أصل 6585 حالة.
لكن إجراءات الموافقة على الطلبات المتعلقة بالصحة النفسية قد تستغرق سنوات، ولا تجري الموافقة إلا على 10% فقط من هذه الطلبات.
وانتقد المعارضون هذه الممارسة باعتبارها تُشجع أمثال زورايا على قتل أنفسهم بدلاً من العيش في الألم، الذي يزعمون أنه بالإمكان علاجه من خلال الرعاية المستمرة.
ويُحمِّل المنتقدون المسؤولية عن "عدوى الانتحار" للشبكات الاجتماعية التي تُمجِّد الانتحار، وكذلك نشطاء "الحق في الموت" من المتطرفين الذين ينادون بحرية قتل الأنفس عند "استكمال" أهداف الحياة.