كشفت دراسة جديدة غريبة من نوعها أنه من المرجح أن ينتهي الأمر بالمتنمرين في المدارس إلى الحصول على رواتب أعلى، مما يقلب الاعتقاد السائد بأنهم سينالون عقابهم في وقت لاحق من حياتهم.
ووجدت الأبحاث التي نشرها معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية في المملكة المتحدة، مطلع شهر مارس/آذار عام 2024، أن الأطفال الذين أظهروا أنواعاً معينة من "السلوك الإشكالي" في المدرسة، بما في ذلك نوبات الغضب ومضايقة الآخرين أو التنمر عليهم، حصلوا على دخل أعلى عندما بلغوا الأربعينيات من عمرهم.
كما أفاد البحث بأن الأطفال الذين يعانون من "مشاكل سلوكية" في المدرسة خلال طفولتهم، كانوا أكثر رضاً في بيئة العمل بعد ذلك عند نضوجهم.
وفي ذات الوقت، كان الأطفال الذين عانوا وكافحوا من أجل الحصول على الاهتمام وتكوين العلاقات مع زملائهم في الصف هم الذين انتهى بهم الأمر إلى تقديم أداء أسوأ في سوق العمل، وكان لديهم رضا أقل عن حياتهم الشخصية والعملية.
وارتبط الفشل في إنهاء المهام والمشكلات العاطفية مثل القلق أيضاً بالنتائج السيئة التي عانوا منها لاحقاً في سوق العمل.
وبحسب النتائج المثيرة للجدل، فقد وُجدت أن المهارات الاجتماعية والعاطفية التي تم تحديدها لدى الأطفال في سن المدرسة يمكن أن تساعد في التنبؤ بمختلف جوانب الحياة اللاحقة.
وتشير تلك النتائج إلى الحاجة إلى إعادة النظر في كيفية تأديب المدارس للأطفال، وفقاً للمؤلفين، و"بدلاً من النهج العقابي لسلوك التنمر عند الطلاب، يمكن أن يكون هناك تركيز أكبر على فهم أسباب السلوك التخريبي والعدواني لديهم، ويمكن تدريب المعلمين على تحديد الاستراتيجيات التي تساعد الأطفال على توجيه هذه الميول بطرق تتلاءم بشكل أفضل مع الفصل الدراسي".