دائماً ما تختلف الإعلانات خلال شهر رمضان عن إعلانات باقي شهور السنة؛ إذ يبحث أصحاب الشركات، خصوصاً الغذائية، على بعض الشخصيات الشهيرة في مختلف المجالات، لتكون وجهاً إعلانياً لها، طيلة الشهر الفضيل.
وخلال رمضان 2024، اختارت إحدى الشركات الخاصة بالزبدة في المغرب، صانعة المحتوى المغربية حليمة الفيلالي، لعرض قصة نجاحها، التي كانت بدايتها منذ ما يزيد على 7 سنوات، إلى أن أصبحت من بين أهم الطباخين في المغرب، ووصفاتها تعرض على قناة التلفزيون، في برامج خاصة، وليس فقط عبر منصة اليوتيوب.
فمن هي حليمة الفيلالي؟ وما سر شهرتها؟ وكيف تحوّلت إلى نجمة في عالم الطبخ في المغرب بالرغم من تواجد العديد من المنافسين؟
من هي حليمة الفيلالي؟
حسب ما كشف عنه الإعلان الذي شاركت فيه حليمة الفيلالي، والذي حكت فيه قصتها منذ البداية، فقد كانت بدايتها مع الطبخ سنة 2004 عندما كانت تحاول تعلم وصفات من البرامج التلفزيونية، بعد أن تزوجت واضطرت للبقاء في المنزل عوض العمل حسب طلب زوجها.
لم تكن كل تلك الوصفات ناجحة، وغالباً ما كانت تأخذ منها جهداً كبيراً لإعدادها، لكنها كانت تفشل، ولا تكون النتيجة مرضية لها، فتعود لتجربة وصفة جديدة مرة أخرى.
وبعد العديد من المحاولات، قررت حليمة الفيلالي تحضير وصفات على طريقتها الخاصة، بمقادير ومكونات وطريقة مغربية، لكن ذات لمسة مختلفة خاصة بها، تضمن لها نتيجة أفضل.
ومع كل وصفة ناجحة، كانت تقوم هذه السيدة، ابنة مدينة مكناس، بتدوين المكونات في دفتر خاص، لكي تحافظ على سر النجاح موثقاً، لتعود إليه في كل مرة تحتاجه.
ومع مرور الوقت، طلبت احدى صديقاتها منها توثيق وصفاتها ونشرها على اليوتيوب؛ إذ كانت في البداية غير متحمسة للفكرة، لكن بعد تفكير طويل، قررت خوض هذه التجربة.
بداية النجاح.. قناة مطبخ حليمة الفيلالي
أطلقت حليمة قناتها التي تحمل عنوان "مطبخ حليمة الفيلالي: شيهوات داري"، وذلك سنة 2016، وكان أول فيديو لها على اليوتيوب عن طريقة تنظيف السمسم في المنزل، وحمل الفيديو عنوان "طريقة غسل الزنجلان لإزالة الحصى وتسهيل تنظيفه مع مطبخ حليمة".
بالرغم من أن طريقة تصوير الفيديو والتوضيب كانا بجودة بسيطة، فإن المشاهدات لم تكن مشجعة، إلا أن حليمة لم تتوقف، واستمرت في نشر الوصفات.
ومن بين أولى الوصفات التي حققت لها نجاحاً كبيراً، كانت طريقة عمل مربى الفراولة، وحلويات خاصة بالاحتفال بالمولود الجديد.
وقد صادفت بدايتها في عالم اليوتيوب مع قرب شهر رمضان، الشهر الذي جعلها تركز على الوصفات الرمضانية المغربية، من بينها سلو والشباكية، والعسل المنزلي، والبغرير، وبريوات اللوز، والحريرة.
وكل هذه الفيديوهات انتشرت بشكل سريع عبر قناتها الخاصة، الشيء الذي جعلها تفكر في تحسين جودة فيديوهاتها وتعمل على التصوير بشكل أكثر احترافية، وهو ما ظهر مع مرور الوقت.
تمكنت هذه الفيديوهات من كسر سقف المليون مشاهدة؛ إذ إن أعلى رقم وصلت له في فيديو واحد كان 22 مليون مشاهدة، لوصفة الشباكية المغربية.
كما أن لها فيديو وصل لأكثر من 16 مليون مشاهدة، عن طريقة تحضير البيتزا، فيما كانت أغلب الفيديوهات ذات مشاهدات مرتفعة فاقت 5 ملايين.
من اليوتيوب إلى شاشة التلفزيون
بالرغم من أنها أصبحت أيقونة في عالم الطبخ المغربي، وتحولت إلى مرجع للوصفات الناجحة عند النساء المغربيات، الشيء الذي تعكسه التعليقات، إلا أن الجمهور لم يكن يعرف من شكل حليمة الفيلالي إلا صوتها فقط.
إذ إنها طوال سنوات تواجدها على اليوتيوب كانت تكتفي بإظهار المكونات وطريقة التحضير، مع التعليق عليها، دون الكشف عن صورتها.
وبالرغم من هذا، فقد كانت دائماً حليمة الفيلالي محبوبة لدى الجمهور، خصوصاً أنها لم يسبق لها وأن دخلت في أي صراع أو مشكل مع بقية صناع المحتوى، وكان تركيزها على نجاحها، الذي قادها إلى الحصول على الدرع الذهبي من اليوتيوب.
بعد أن تجاوزت 4 ملايين متابع، وفي سنة 2020، ظهرت حليمة الفيلالي لأول مرة أمام الجمهور، وهذه المرة في شاشة التلفزيون، بعد أن وقّعت عقداً مع القناة الثانية المغربية لتقديم برنامج طبخ يومي، حمل عنوان "وليمة مع حليمة".
وحسب الموقع الرسمي للقناة، جاء في وصف البرنامج ما يلي: "اكتسبت حليمة الفيلالي شهرة واسعة من خلال فيديوهات الطبخ التي تشاركها مع متابعيها عبر قناتها على موقع رفع الفيديوهات يوتيوب، وصفاتها سهلة ونجاحها مضمون، وطريقتها البسيطة في الشرح جعلت منها مرجعاً في الطبخ لدى كل الراغبين في تحضير أكلة معينة سواء من النساء أو الرجال، ستطل عليكم حليمة الفيلالي هذه المرة من القناة الثانية، وستأتيكم ببرنامج جديد بعنوان وليمة مع حليمة، بنفس جديد ووصفات ستنال بالفعل إعجابكم".
قصة نجاح حليمة.. إعلان رمضان المفضل لدى المغاربة
زادت شهرة حليمة الفيلالي من خلال هذا البرنامج التلفزيوني؛ إذ أصبحت تنقل وصفاتها الشهيرة للمشاهد في المنزل، عبر "وليمة مع حليمة".
وبعد أن اكتشفها جمهور أكبر، زادت نسبة مشاهدة قناتها، التي قاربت على إتمام 7 ملايين شخص، فيما أصبح كل من يريد فتح قناة جديدة للطبخ، يستعين بوصفاتها، وهو الشيء الذي يقوم بتصديره في العنوان، كونها شخصاً موثوقاً ولا يمكن أن تكون لها وصفة غير ناجحة.
واستمر هذا النجاح من خلال ظهور حليمة الفيلالي في العديد من المقابلات، وزاد ظهورها الإعلامي بشكل كبير، مع استمرار حب الجمهور الذي لم يقل بل زاد عما قبل.
وخلال رمضان 2024، أصبح الإعلان الذي يحكي عن قصة نجاحها من بين أنجح الإعلانات التي تعرضها القنوات المغربية.
إذ أجمع الكثيرون، من خلال التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي، أن ما يميز هذا الإعلان هو القصة التي تكشف مدى الصبر والعزيمة التي كانت تمتاز بها حليمة الفيلالي، الشيء الذي يمكن أن يكون درساً لكل من له حلم يطمح إلى تحقيقه.