كشفت دراسة جديدة أن الديدان التي تعيش في مدينة تشيرنوبيل، المحظورة بسبب انتشار الإشعاعات النووية، قد اكتسبت قوة جديدة وباتت عصية على تأثيرات الإشعاع، بحسب صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 8 مارس/آذار 2024.
ووفقاً للعلماء من جامعة نيويورك الذين زاروا منطقة تشيرنوبل لفحص الديدان الخيطية، وهي ديدان صغيرة ذات تركيب جيني بسيط، وجدوا أنه من خلال تحليل الجينات الخاص بهم بحثاً عن آثار الطفرات الحديثة لم يتم العثور على أي دليل على وجود صلة بين الطفرات ومستوى الإشعاع في مواقع التجميع.
العلماء أوضحوا أن اختيار الديدان كموضوع للبحث لانتشار هذه الحيوانات في كل مكان وبساطة جيناتها.
وجمع الباحثون الديدان من عينات التربة والفواكه المتعفنة وغيرها من المواد واختبروا مستويات الإشعاع فيها.
وتراوحت مستويات الإشعاع بين المستويات المنخفضة التي تُسجَّل في المدن الكبيرة، والمستويات العالية التي تُسجَّل في الفضاء الخارجي.
من جانبها، قالت الدكتورة صوفيا تينتور، المؤلفة الرئيسية للدراسة، لصحيفة Daily Mail البريطانية: "كانت تشيرنوبل مأساةً ذات نطاق غير مفهوم، لكننا ما زلنا لا نفهم جيداً آثار الكارثة على السكان المحليين".
وتساءلت: "هل أدى التحول البيئي المفاجئ إلى الانتقاء الطبيعي لأنواع معينة، أو حتى أفراد ضمن نوع ما، تكون أكثر مقاومة للإشعاعات المؤينة بشكل طبيعي؟".
منذ كارثة عام 1986، استمرت الحيوانات في العيش في المنطقة الأوكرانية رغم الإشعاع المستمر منذ ما يقرب من 40 عاماً.
وقد وجد الباحثون سابقاً أن الحيوانات التي تعيش في منطقة تشيرنوبل المحظورة تختلف وراثياً عن نفس الأنواع الموجودة في أماكن أخرى.
ووجد الباحثون أنه رغم الإشعاع العالي، فإن جينومات الديدان لم تتضرر.
وكشفت الدكتور تينتور أن هذا الاكتشاف المثير لا يعني أن تشيرنوبل آمنة، لكنه يشير إلى أن الديدان حيوانات مرنة يمكنها تحمل الظروف القاسية.
خضعت 20 دودة مختلفة وراثياً للاختبارات للتأكد من تلف الحمض النووي الخاص بها، بغرض معرفة ما إذا كانت لديها قدرة غير عادية على حماية وإصلاح مادتها الوراثية.
وتشير النتائج إلى أن الحيوانات في تشيرنوبل لم تكُن بالضرورة أكثر تحمُّلاً أو أنها تطورت بالفعل، بل إن هذا الكشف يمكن أن يؤدي إلى فهم أفضل للتنوع الطبيعي.