كشف تحقيق استقصائي أجرته صحيفة The Guardian البريطانية، نشرت تفاصيله الثلاثاء 5 مارس/آذار 2024، أن أشخاصاً يقولون عن أنفسهم إنهم يعملون "قوَّادين" استخدموا موقع إنستغرام لترويج العنف والاستغلال الجنسي.
تعقَّبت صحيفة الغارديان على مدار العام الماضي حسابات إنستغرام تستضيف محتوى يروّج لهذا النشاط، وحسابات تحرض على ممارسة العنف في التعامل مع النساء الخاضعات لسيطرة قوَّادين.
حيث أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الحسابات الإلكترونية المرتبطة بهذا النشاط غالباً ما تستخدم الوسوم لترويج محتواها، وتستعمل عبارات معينة ترمز في العادة إلى العمل الجنسي، لكي تسهِّل للزبائن الوصول إليها.
كما قالت الصحيفة إنها تواصلت مع شركة "ميتا"، المالكة لموقع إنستغرام، وإن الشركة أغلقت بناء على ما ورد في هذا التحقيق بعض الحسابات على الموقع، ومنعت المستخدمين من البحث عن الوسوم والرموز التعبيرية المرتبطة بهذه الحسابات، والتي استُخدم بعضها في أكثر من 350 ألف منشور.
التشجيع على إهانة النساء في إنستغرام
لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن تحقيقاتها كشفت عن انتشار واسع لمنشورات تروّج لإهانة النساء وتحرض على استعمال مختلف وسائل العنف في معاملتهن؛ مثل الصفع والضرب والخنق والحرمان من الطعام. واستخدمت بعض هذه المنشورات أوصاف "العاهرات" و"الداعرات"، وغير ذلك من الألفاظ المسيئة في الإشارة إلى النساء.
بينما تقول شركة ميتا إن بنود سياساتها التوجيهية تنص على إزالة المحتوى الذي ينطوي على تصوير أو تهديد أو ترويج للعنف الجنسي والاعتداء الجنسي والاستغلال الجنسي للبالغين.
فيما قال خبراء إنه إذا أردنا حقاً تعزيز حماية الأطفال والمراهقين خلال استعمال الإنترنت، فلا بد أن تؤخذ على محمل الجد الأخطار التي يتعرضون لها من اطلاعهم على الحسابات التي تروج الاستغلال الجنسي و"ثقافة القوادة".
إذ قالت ليزا غولدبلات جريس، المديرة التنفيذية لمنظمة My Life, My Choice، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تدعم الناجيات من الاستغلال الجنسي: "لقد أنشأنا ثقافة تُمجَّد فيها (القوادة)، ويرى الناس فيها هؤلاء المستغلين الذين يرتكبون هذه الفظائع من العنف والسيطرة أشخاصاً جديرين بالتقليد".
كيف واجهت شركة "ميتا" ذلك؟
كما زعمت تينا فرونت، وهي خبيرة في مكافحة الاتجار بالأطفال، إنها حاولت تنبيه شركة ميتا، وغيرها من شركات وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أخطار حسابات القوادين وروابطهم المحتملة مع أنشطة الاستغلال الجنسي والاتجار بالأطفال.
قالت تينا أيضاً: "اكتشفت من عملي أن من يديرون هذه الحسابات هم قوَّادون في الواقع"، وهم "يجندون [الفتيات والأطفال] كل يوم من خلال الإنترنت. ويؤثرون في الناس بدعايتِهم، فيجعلون الأمور تبدو مضحكة ويُخففون من وقعِها على النفس. وينزعون حساسية الناس حتى لا يدرك الشباب فداحة ما يتورطون فيه".
بينما قال متحدث باسم شركة ميتا: "نحن نحظر باطِّراد الوسوم التي تنطوي على انتهاك لقواعدنا حتى لا يتمكن الأشخاص من البحث عنها، وقد حظرنا الوسوم التي أبلغتنا بها صحيفة الغارديان".
أضاف: "لكن من المهم كذلك التمييز بين الاستغلال الجنسي، الذي نزيله لكونه يمثل انتهاكاً واضحاً لقواعدنا، والمحتوى الذي يتعاطى مع أشياء متداولة على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. فعلى سبيل المثال، غالبية المحتوى المدرج تحت وسم #pimp يدور حول الكوميديا أو الملابس أو الموسيقى".
مدانون في جرائم الاتجار بالأطفال يستغلون المنصة
مع ذلك، كشف تحقيق الغارديان أيضاً أن بعض المدانين في جرائم اتجار بالأطفال استخدموا إنستغرام لترويج أنشطتهم وتسويق ضحاياهم، ولم تكتشف إدارة المحتوى في ميتا نشاطهم ولا أزالته من على منصتها إلا بعد اتهامهم وإدانتهم.
تشير وثائق، اطلعت عليها صحيفة الغارديان، إلى أن إنستغرام أتاح لمُدان في إحدى قضايا الاتجار بالأطفال الوصول بسهولة إلى فتيات في سن المراهقة، واستدراجهن عبر الإنترنت، ثم الاتجار بهن للاستغلال الجنسي.
فحصت الغارديان كذلك وثائق قضية أُدين فيها متهم بالاتجار الجنسي بالأطفال في عام 2022، وتبيَّن من الوثائق أن المُدان استدرج فتيات لا تتجاوز أعمارهن 14 عاماً وقدمهن لزبائنه عبر إنستغرام.