في عالم أثرياء العالم يتقدم الملياردير المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Nvidia "جين-سون هوانغ" للحاق بإيلون ماسك والتربع على رأس قائمة أغنى شخص في العالم، وذلك بسبب الارتفاع الصاروخي في قيمة أسهم Nvidia، الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية.
إذ تضاعفت ثروة هوانغ إلى 68.6 مليار دولار، وفقاً لأحدث تقييمات مجلة Forbes. هذا النجاح يعكس تحقيقه لنمو استثنائي في ثروته، حيث يفوق بأكثر من الضعف تقييمات فبراير/شباط 2023، ويصل إلى 25 ضعفاً مقارنةً بثروته عام 2017، عندما انضم لأول مرة إلى نادي المليارديرات.
التقارب المتزايد بين هوانغ وماسك لا يقتصر على المنافسة في الثروة فحسب، بل يمتد إلى الأعمال، حيث تعتمد مشروعات ماسك في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي على تكنولوجيا Nvidia.
فيما تتمتع شركة Nvidia بالقدرة على تغيير طريقة حياتنا بشكل جذري، مشابهة لتأثير شركات ماسك، مثل تويتر وSpaceX. بالإضافة إلى ذلك، يشترك هوانغ مع ماسك في الشغف بسيارات تسلا، ما يضيف بُعداً آخر لهذه المقارنة. يُشار إلى أن قيمة شركة Nvidia تفوق حالياً 3 أضعاف قيمة Tesla، ما يؤكد على الإنجازات المتميزة لهوانغ في القطاع التكنولوجي.
جين-سون هوانغ من عامل في مطعم إلى أغنى رجل في العالم
قصة جين-سون هوانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، تعد واحدة من أكثر قصص النجاح إلهاماً في عالم التكنولوجيا. مع بداياته المتواضعة كمهاجر صغير لم يكن يتقن اللغة الإنجليزية، استطاع هوانغ أن يتحدى الصعاب ويصبح أحد أبرز الأسماء في الصناعة.
وُلد هوانغ في تايوان وقضى جزءاً من طفولته في تايلاند قبل أن يُرسله والداه إلى الولايات المتحدة في سن التاسعة. واجه تحديات جمة، بما في ذلك العمل في مطاعم دينيس خلال الصيف والدراسة في مدرسة داخلية في كنتاكي كانت مخصصة للشباب المضطرب، وهو ما جعله يواجه البلطجة ويتعلم العمل الشاق منذ سن مبكرة.
على الرغم من العقبات، لم يتزعزع عزم جين-سون هوانغ أو صموده، وهو ما أكده مصدر قريب منه لعقود. يُعزى نجاحه الباهر إلى تجربته كمهاجر، حيث وجد فيها الدافع للنجاح. وصل والدا هوانغ إلى الولايات المتحدة، مستقريْن بالقرب من بورتلاند، أوريغون، حيث بدأ هوانغ رحلته المهنية بغسل الصحون في مطاعم دينيس عندما كان في الخامسة عشرة من عمره.
اختار جامعة ولاية أوريغون لدراسته الجامعية بسبب تكلفتها المنخفضة نسبياً، ومن هناك، انطلق في مسيرته المهنية في صناعة الرقائق الإلكترونية. على الرغم من أن مساره نحو القمة لم يكن سهلاً أو سريعاً، حيث استغرق 8 سنوات للحصول على درجة الماجستير من جامعة ستانفورد، إلا أن إصراره وعمله الشاق قاداه إلى تأسيس Nvidia، والتي أصبحت اليوم واحدة من أبرز الشركات في مجال التكنولوجيا العالمية.
جين-سون هوانغ وتأسيس شركة الرقائق Nvidia
حسب صحيفة New York Post الأمريكية، في عام 1993، وخلال عطلة عيد الشكر، تمت زراعة بذور شركة Nvidia، التي ستصبح لاحقاً عملاقاً في مجال التكنولوجيا، كانت البداية في مطعم دينيس. حيث جلس كل من جين-سون هوانغ ورفاقه كريس مالاتشوسكي وكورتيس بريم، حول طاولة ليرسموا خططهم لمستقبل صناعة الرقائق على منديل أثناء تناول الشطائر. بميزانية ابتدائية متواضعة بلغت 40 ألف دولار، ومن داخل شقة مستأجرة في فريمونت، كاليفورنيا، أسسوا Nvidia، متخذين الخطوة الأولى نحو ثورة في صناعة التكنولوجيا.
بحلول عام 1999، شهدت Nvidia إطلاقها العام في البورصة بسعر سهم بلغ 4 دولارات، ما مهد الطريق لهوانغ ليصبح من الأثرياء، وإن لم يصل بعد إلى مرتبة المليارديرات. في بدايتها، ركزت الشركة على تطوير رقائق لرسوميات الكمبيوتر، ما وضعها في مقدمة الشركات الرائدة في مجال المعالجات القوية.
جين-سون هوانغ وتأسيس شركة الرقائق Nvidia – المصدر : shutterstock
تحولت مسارات Nvidia بشكل جذري في عام 2014، عندما أعلن هوانغ عن خطط الشركة لغزو عالم الذكاء الاصطناعي برقائق مخصصة للتعلم الآلي. هذه الخطوة لم تكن مجرد توسع في نطاق عمل الشركة، بل كانت ثورة في الطريقة التي يُنظر بها إلى التكنولوجيا وتطبيقاتها المستقبلية.
احتفالاً بتحقيق الشركة لإنجاز كبير بوصول سعر السهم إلى 100 دولار، قام هوانغ بوشم شعار Nvidia على كتفه، في علامة على التزامه العميق وفخره بإنجازات شركته.
يمتلك هوانغ حالياً 3.5% من أسهم Nvidia، وهو ما ساهم في ارتفاع ثروته بشكل كبير مع الزيادة القياسية في أسعار أسهم الشركة. ففي بداية سنة 2024، زادت ثروة هوانغ بمقدار 10 مليارات دولار، ما يشير إلى نمو استثنائي في قيمة الشركة.
على الرغم من هذا النجاح المالي الهائل، لا يزال هوانغ يعيش في حالة من القلق والانشغال بمستقبل الشركة. يظل مهووساً بما يحمله المستقبل للذكاء الاصطناعي، ويسعى جاهداً لضمان أن تكون Nvidia في طليعة الابتكار في هذا المجال.
هذا الشغف المستمر بالابتكار يدل على أن هوانغ ليس فقط مدفوعاً بالثروة، بل برغبة عميقة في تشكيل المستقبل ودعم الإبداعات التي ستحدث تغييراً ملموساً في العالم.
شركة Nvidia والتطور خلال سنة 2024
شركة Nvidia هي شركة تكنولوجيا متعددة الجنسيات أمريكية مقرها في سانتا كلارا، كاليفورنيا، وتعد من الشركات الرائدة في مجال تصميم وتوريد وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) لأسواق الألعاب والمحترفين، بالإضافة إلى نظم على شريحة (SoCs) للحوسبة المتنقلة والسيارات.
Nvidia تُعتبر أيضاً مزوداً رئيسياً للأجهزة والبرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي. وقد توسعت الشركة في صناعة الألعاب من خلال تقديم منصات مثل Shield Portable، Shield Tablet، وShield TV، بالإضافة إلى خدمة الألعاب السحابية GeForce Now.
منتجات Nvidia تشمل مجموعة واسعة من الأجهزة والبرمجيات، بما في ذلك GPUs المخصصة للحوسبة عالية الأداء ومحطات العمل، خط GeForce للمستهلكين المستخدم في تحرير الفيديو، الرسوم ثلاثية الأبعاد، والألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى معالجات Tegra للأجهزة المحمولة وأنظمة الترفيه في السيارات. كما تقدم Nvidia برنامج CUDA لإنشاء برامج موازية تستخدم GPUs، والتي تُستخدم في مواقع الحوسبة الفائقة حول العالم.
فيما يتعلق بسعر الأسهم، Nvidia هي شركة مدرجة في البورصة وتُتداول تحت الرمز NVDA في سوق ناسداك. لكن، يُفضل التحقق من مصادر مالية محدثة للحصول على المعلومات الأخيرة حول سعر السهم، حيث يمكن أن يتغير بشكل مستمر بناءً على ظروف السوق وأداء الشركة.
Nvidia, المعروفة بتصميمها وتوريدها لوحدات معالجة الرسوميات (GPUs) وأنظمة على شريحة (SoCs) للحوسبة المتنقلة والسيارات، استمرت في تعزيز مكانتها كشركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء.
مع تنوع واسع في منتجاتها، تخدم Nvidia مجموعة متنوعة من القطاعات بما في ذلك الألعاب، التصميم المهني، مراكز البيانات، والسيارات، موفرة حلولاً للرسومات والحوسبة عبر السحابة والأجهزة المحمولة.
فيما يتعلق بسعر السهم، Nvidia شهدت ارتفاعاً كبيراً في قيمتها السوقية خلال العام 2024، مع تسجيل سعر إغلاق قياسي جديد للسهم بلغ 822.79 دولار في 1 مارس/آذار 2024، وصولاً إلى 832.57 دولاراً في التداول قبل السوق. هذا الارتفاع يعكس الزخم القوي للشركة، وخاصةً في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي ساهم في دفع الأسهم لتحقيق مكاسب كبيرة.
تحليلات السوق والتوقعات لسعر سهم Nvidia تظهر تفاؤلاً كبيراً بين المحللين، مع توقعات تشير إلى مزيد من النمو المحتمل. على سبيل المثال، توقعات من محللين مثل Loop Capital بدأت تغطية السهم بتوقع سعري يصل إلى 1,200 دولار، ما يعكس الإمكانات الكبيرة للشركة على المدى الطويل.
ومع ذلك، توجد توقعات متنوعة، بما في ذلك بعض التعديلات السلبية، ولكن الغالبية العظمى من التوصيات تظل إيجابية مع توقعات سعرية تتراوح بشكل عام حول وفوق 800 دولار للسهم.