في خطوة غير مسبوقة في عالم التبرعات التعليمية، أعلنت البروفيسورة السابقة، وأرملة أحد أبرز ممولي وول ستريت، السيدة روث جوتسمان، التبرع بمبلغ مليار دولار لكلية ألبرت أينشتاين للطب في برونكس، بمدينة نيويورك الأمريكية.
هذه المبادرة تهدف إلى تغطية الرسوم الدراسية لجميع الطلاب الحاليين والمستقبليين، ويعتبر واحداً من أكبر التبرعات الخيرية لمؤسسة تعليمية في تاريخ الولايات المتحدة، وعلى الأرجح الأكبر على الإطلاق لكلية طب.
روث جوتسمان و التبرع بمبلغ مليار دولار لكلية ألبرت أينشتاين للطب
لعبت روث جوتسمان دوراً رئيسياً في تطوير برامج محو الأمية وصعوبات التعلم في جامعة أينشتاين، استمدت ثروتها من زوجها ديفيد جوتسمان، المعروف باسم "ساندي". جوتسمان كان ربيب لوارن بافيت، وأحد المستثمرين المبكرين في بيركشاير هاثاواي، الإمبراطورية المالية التي أسسها بافيت.
يأتي هذا التبرع بروفيسورة تتبرع بمليار دولار لجامعة أمريكية في نيويورك. بينما توجهت معظم التبرعات الكبرى في الماضي إلى المؤسسات الطبية والتعليمية، في مناطق أكثر ثراءً مثل مانهاتن، تسلط هذه الخطوة الضوء على الحاجة الماسة لدعم المجتمعات الأقل حظاً.
دكتورة جوتسمان، التي شغلت مناصب قيادية، وكانت عضواً في مجلس أمناء كلية أينشتاين لفترة طويلة، أعربت عن أملها في أن يؤدي تبرعها إلى تمكين الأطباء الجدد من بدء حياتهم المهنية دون عبء الديون الطلابية، التي غالباً ما تتجاوز 200 ألف دولار. كما أكدت على ضرورة توسيع الجسم الطلابي ليشمل الأشخاص الأقل قدرة على تحمل تكاليف التعليم الطبي.
في حين أن زوجها كان يدير شركة الاستثمار فيرست مانهاتن، ركزت السيدة جوتسمان على مسيرتها الأكاديمية الطويلة في كلية أينشتاين، حيث بدأت مسيرتها المهنية عام 1968. كما تطورت علاقتها بالدكتور فيليب أوزواه، رئيس نظام الصحة في كلية الطب ومركز مونتيفيوري الطبي، ما أسهم في توجيه قرارها بشأن التبرع.
في مقابلة حصرية أُجريت مؤخراً في حرم جامعة أينشتاين، تحدث الدكتور أوزواه والدكتورة جوتسمان عن أهمية هذا التبرع، وكيف سيغير مستقبل التعليم الطبي في أينشتاين، ويؤثر إيجاباً على مجتمع برونكس بأكمله.
حسب موقع "nytimes" الأمريكي، قالت روث جوتسمان إن هذه الخطوة كانت من وصايا زوجها، الذي توفي أواخر سنة 2022، وإن أولادها شجعوها على ذلك، وأضافت أنها على مر السنين أجرت مقابلات مع العشرات من طلاب الطب المحتملين لأينشتاين، والذين يعانون من مشاكل مادية لا تمكّنهم من الدراسة في هذه الجامعة.
إذ تبلغ الرسوم الدراسية أكثر من 50 ألف دولار سنوياً، فيما تخرج العديد منهم مع ديون كلية الطب الساحقة. وفقاً للمدرسة، فإن ما يقرب من 50% من طلابها يستدينون أكثر من 200 ألف دولار بعد التخرج. وفي معظم كليات الطب الأخرى في مدينة نيويورك، كان أقل من 25% من الأطباء الجدد مدينين بهذا المبلغ.
يعتبر هذا التبرع بصيص أمل لطلاب هذه الجامعة؛ إذ يمكّنهم من الالتحاق بها مجاناً، دون الحاجة إلى أي رسوم دراسية مستقبلية، هذا الخبر الذي أُعلن عنه في ندوة داخل الجامعة، جعل العديد من الطلاب يذرفون الدموع فرحاً بهذا الخبر.